أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن المال نعمة من نعم الله، وشكره نعمة أخرى من نعمه سبحانه، وقد قال أحد الصالحين: "كلما أنعم الله (عز وجل) عليَّ بنعمة ثم وفقني لشكرها أدركت أن الشكر نعمة جديدة تحتاج إلى شكر جديد، فبالشكر تزيد النعم، يقول الحق سبحانه: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ"(إبراهيم: 7). وتابع في كلمة له علي صفحته الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» ومما يؤكد أن المال بحقه وحله نعمة من نعم الله وفضل منه سبحانه يؤتيه من يشاء ، قول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "لا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ الله مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ وَرَجُلٌ آتَاهُ الله الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا"(صحيح البخاري). أقرأ أيضا : »أوقاف سيناء» تحدد 20 مسجدا للاعتكاف في رمضان ولفت الوزير، إلى أن بعض الناس قد لا يدركون حقيقة تلك المعاني، ففهموا الدين فهما خاطئا، فتوهموا خطأ أن الزهد رديف الفقر أو حتى الفقر المدقع، فالزاهد في تصورهم شخص بالضرورة قليل المال، وربما قليل الحيلة، وربما رث الثياب أو مخرقها، ثم تطور الأمر إلى سلبية أشد بهجر العمل، وربما ترك الدراسة العلمية أو عدم الاكتراث بها، في تعطيل مقيت وغريب وعجيب وشاذ للأسباب، مع أن ذلك كله شيء والزهد شيء آخر . واردف الوزير، وقد قال أهل العلم : ليس الزاهد من لا مال عنده ، إنما الزاهد من لم تشغل الدنيا قلبه ولو ملك مثل ما ملك قارون، ولذا كان من دعاء الصالحين: اللهم اجعل الدنيا في أيدينا لا في قلوبنا، وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) "أَنَّ فُقَرَاءَ الْمُسْلِمِينَ أَتَوْا رَسُولَ الله (صلى الله عليه وسلم) فَقَالُوا : يَا رَسُولَ الله، قَدْ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ . قَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالُوا : يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلا نَتَصَدَّقُ ، وَيُعْتِقُونَ وَلا نُعْتِقُ . فَقَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم) : أَفَلا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَتَسْبِقُونَ مَنْ بَعْدَكُمْ ، وَلا يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ، إلاَّ مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى، يَا رَسُولَ الله. قَالَ : تُسَبِّحُونَ وَتُكَبِّرُونَ وَتَحْمَدُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ : ثَلاثاً وَثَلاثِينَ مَرَّةً . قَالَ أَبُو صَالِحٍ : فَرَجَعَ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ، فَقَالُوا : سَمِعَ إخْوَانُنَا أَهْلُ الأَمْوَالِ بِمَا فَعَلْنَا، فَفَعَلُوا مِثْلَهُ . فَقَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم) : ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ"(صحيح مسلم)، مما جعل بعض العلماء يقررون أن حال الغني الشاكر خير من حال الفقير الصابر .