يسري الفخراني يكتب: فاعل خير

فنجان قهوة

لا تُصدق أن خيرا تعمل شرا تلقى، بالعكس خيرا تعمل خيرا تجد، الخير مثل نبتة صغيرة ترعاها وتمنحها بإخلاص تكبر وتطرح زهوراً جميلة وثماراً شهية.
افعل الخير فى كل وقت وكل مكان، افعله بحب، افعله وامض فى الحياة أينما ذهبت كأنك تُلقى بذور سعادة لكى تترك أثراً، أصحاب الخير هم الذين يُعرف فى أى الطُرق مشوا.
على بعد أيام من شهر رمضان الكريم اصنع الخير وضاعف خيرك ولا تحسبها، امنح الخير ولا تنتظر، الخير هو مفتاح سعادتك، عندما يكثر خيرك سوف تجد قلبك يرقص فرحا، سوف تشعر بأن روحك تتطهر، سوف تجد نفسك أسعد الناس.
كم كانت سعادتى أن التقيت هذا الاسبوع بعشرة شباب وشابات يجهزون مطبخاً متنقلاً لوجبات افطار ساخنة، المطبخ المتنقل يمضى فى كل منطقة فى القاهرة يومين ويعد خمسمائة طبق طعام كل يوم على الإفطار ثم يمضى إلى مكان آخر ليشارك الطعام مع أهل منطقة أخرى.
هؤلاء الشبان لا يرغبون سوى فى فرحة كل يد تمتد إلى طبق الطعام على مائدة ضخمة تضم كل الناس.
السعادة التى تقدمها لإنسان آخر لا تموت ولا تنتهى، إنها تدور فى نفس الخط حتى تعود أضعافا إلى صاحبها.
شجعوا أطفالكم على فعل الخير، ضعوا على صدره شارة فاعل خير، قولوا له إن الخير مهما كان بسيطا هو عمل راق ومهم، وإن الله يحب أصحاب الخير، وأن الدنيا مهما ضاقت أو ارتعشت من الخوف ستبقى بخير.
رمضان فرصة عظيمة لكى نتنافس فى الخير حتى لو كان بكلمة طيبة تُشجع إنساناً على المُضى فى الحياة، حتى لو كان بالمشاركة فى خزين بيت لأسرة تقف على خط الستر، بإسعاد طفل يتيم بفانوس ملون يملأ قلبه فرحاً.
رمضان فى مصر يثبت أن بلدى بلد خير، لا يترك أهل الخير فيها أحداً محتاجاً، ولا يردون سؤال من يحتاج مساعدة، ولا يأتى إفطار إلا وكل البيوت تُخرج طبق طعام إضافياً فى خير أصيل.
كل فاعل خير هو صاحب السعادة.