تعرف على أسعار الفاكهة اليوم الأحد الموافق 23-11-2025 فى سوهاج    واشنطن تقلص تواجدها في مركز التنسيق بغزة وعسكريون أمريكيون يبدأون في المغادرة    منها عرضه على الطب الشرعي، قرارات عاجلة من النيابة ضد الخليجي المتهم بقتل مسن الدقهلية    بصورة من الأقمار الصناعية، خبير يكشف كيف ردت مصر على إثيوبيا بقرار يعلن لأول مرة؟    قد تشعل المنطقة بالكامل، إسرائيل تستعد لهجوم واسع النطاق على إيران ولبنان وغزة    التعهد بزيادة الأموال للدول المتضررة من تغير المناخ في قمة البرازيل    تنفيذ 3199 مشروعًا ب192 قرية فى المرحلة الأولى من حياة كريمة بالمنيا    الفن اللي كان، ميادة الحناوي تتألق في حفلها ببيروت برشاقة "العشرينيات" (فيديو)    تعرف على موعد امتحانات منتصف العام الدراسى بالجامعات والمعاهد    بقطعة بديلة، وزير الرياضة يلمح إلى حل أزمة أرض الزمالك (فيديو)    وزير الري: مصر تتخذ جميع التدابير اللازمة لضمان حقوقها المائية في نهر النيل    استشهاد 24 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة    استطلاع رأي: شعبية ماكرون تواصل التراجع بسبب موقفه من أوكرانيا    كمال أبو رية: مش بفكر أتجوز تاني.. بحب أسافر وألعب رياضة    موعد مباراة الأهلى مع الإسماعيلى فى دورى نايل    طقس اليوم.. توقعات بسقوط أمطار فى هذه المناطق وتحذير عاجل للأرصاد    أبرزهم الزمالك والمصري وآرسنال ضد توتنهام.. مواعيد مباريات اليوم الأحد 23 - 11- 2025 والقنوات الناقلة    فوربس: انخفاض ثروة ترامب 1.1 مليار دولار وتراجعه للمرتبة 595 في قائمة أغنياء العالم    حسين ياسر المحمدي: تكريم محمد صبري أقل ما نقدمه.. ووجود أبنائه في الزمالك أمر طبيعي    ثلاث جولات من الرعب.. مشاجرة تنتهي بمقتل "أبوستة" بطلق ناري في شبرا الخيمة    السيسي يعد بإنجازات جديدة (مدينة إعلام).. ومراقبون: قرار يستدعي الحجر على إهدار الذوق العام    برواتب مجزية وتأمينات.. «العمل» تعلن 520 وظيفة متنوعة للشباب    نقيب الموسيقيين يفوض «طارق مرتضى» متحدثاً إعلامياً نيابة ًعنه    تامر عبد المنعم يفاجئ رمضان 2025 بمسلسل جديد يجمعه مع فيفي عبده ويعود للواجهة بثنائية التأليف والبطولة    وكيل صحة دمياط: إحالة مسئول غرف الملفات والمتغيبين للتحقيق    الصحة: علاج مريضة ب"15 مايو التخصصي" تعاني من متلازمة نادرة تصيب شخصًا واحدًا من بين كل 36 ألفًا    صوتك أمانة.. انزل وشارك فى انتخابات مجلس النواب تحت إشراف قضائى كامل    مصرع شخص إثر انقلاب سيارة نصف نقل في مياه أحد المصارف بالبحيرة    صفحة الداخلية منصة عالمية.. كيف حققت ثاني أعلى أداء حكومي بعد البيت الأبيض؟    : ميريام "2"    مانيج إنجن: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل أمن المعلومات في مصر    الداخلية تكشف ملابسات اعتداء قائد سيارة نقل ذكي على سيدة بالقليوبية    حمزة عبد الكريم: سعيد بالمشاركة مع الأهلي في بطولة إفريقيا    عاجل- الداخلية المصرية تحصد المركز الثاني عالميًا في أداء الحسابات الحكومية على فيسبوك بأكثر من 24 مليون تفاعل    الوكيل الدائم للتضامن: أسعار حج الجمعيات هذا العام أقل 12 ألف جنيه.. وأكثر من 36 ألف طلب للتقديم    جامعة القناة تتألق في بارالمبياد الجامعات المصرية وتحصد 9 ميداليات متنوعة    فليك: فخور بأداء برشلونة أمام أتلتيك بيلباو وسيطرتنا كانت كاملة    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. الإخوان الإرهابية تواجه تهديدا وجوديا فى قارة أوروبا.. ترامب: خطة السلام بشأن أوكرانيا ليست نهائية.. تعليق الملاحة فى مطار آيندهوفن الهولندى بعد رصد مسيّرات    السعودية.. أمير الشرقية يدشن عددا من مشاريع الطرق الحيوية بالمنطقة    ب16 سفينة وتصدير منتجات ل11 دولة أوروبية.. ميناء دمياط يعزز مكانته اللوجيستية العالمية    د.حماد عبدالله يكتب: مشكلة "كتاب الرأى" !!    دولة التلاوة.. هنا في مصر يُقرأ القرآن الكريم    محافظة الجيزة تكشف تفاصيل إحلال المركبة الجديدة بديل التوك توك.. فيديو    باريس سان جيرمان يكتسح لوهافر بثلاثية في الدوري الفرنسي.. فيديو    روسيا: لم نتلقَّ أى رد من واشنطن حول تصريحات ترامب عن التجارب النووية    الري تفتح مفيض توشكى لاستيعاب تدفقات مفاجئة من السد الإثيوبي    أبرز المرشحين على مقعد نقيب المجالس الفرعية بانتخابات المرحلة الأولى للمحامين    المتحدث باسم الصحة: الإنفلونزا A الأكثر انتشارا.. وشدة الأعراض بسبب غياب المناعة منذ كورونا    طريقة مبتكرة وشهية لإعداد البطاطا بالحليب والقرفة لتعزيز صحة الجسم    أهالى القفايطة بنصر النوبة يشكرون الرئيس السيسى بعد تحقيق حلم تركيب الكهرباء والمياه    الزراعة: زيادة إنتاج مصر من اللحوم الحمراء ل600 ألف طن بنهاية 2025    مفتي الجمهورية: خدمة الحاج عبادة وتنافسا في الخير    الرعاية الصحية: أعظم الطرق لحماية الصحة ليس الدواء لكن طريقة استخدامه    بث مباشر الآن.. مباراة ليفربول ونوتنغهام فورست في الجولة 12 من الدوري الإنجليزي 2026    دولة التلاوة.. أصوات من الجنة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 22-11-2025 في محافظة الأقصر    خلاف حاد على الهواء بين ضيوف "خط أحمر" بسبب مشاركة المرأة في مصروف البيت    عضو "الشؤون الإسلامية" يوضح حكم التعامل مع الدجالين والمشعوذين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قضايا النفقة .. أحياناً أحكام بلا تنفيذ
بسبب آلاعيب الآباء..


منى ربيع
فجأة ينسى الزوج سنوات العشرة وأن تلك الزوجة تحملته كثيرً، اثناء فترة زواجهما، ولأنها اختارت الطلاق أو هو من اختاره لسبب آخر لديه مثل رغبته في الزواج بأخرى أو لعدم تحمل المسئولية، هنا يكون عقاب الزوجة حرمانها من حقوقها وكذلك أطفالها، ويتناسى الزوج أيضًا أنهم فلذات كبده، وبعض الأزواج تستغل أنها لا تعمل في جهة حكومية أو مؤمن عليهم ويبدأون التهرب من دفع مصروفات أبنائهم، في هذه الحالات التي بين أيدينا ورغم أن الأزواج ميسورين الحال ولديهم قدرة الإنفاق على أولادهم بعد الطلاق، فأحدهم ثري، وآخر يدعى للمحكمة أنه بلا عمل، وثالث يكتب ممتلكاته لأحد أقاربه، ورابع قدم استقالته وترك عمله حتى لاتصل أم أولاده لمصدر دخله.
وبالرغم من ذلك إلا أن المطلقات قررن عدم الاستسلام وتمسكن بالقانون، منهن من استطاعت الحصول على حقوقها بالرغم من مرور سنوات على صدور أحكام نهائية، ومنهن مازالت تعانى وتبحث عن والد أبنائها لتتمكن من التنفيذ.
من خلال أوراق الدعاوى والاحكام نسرد حكايات لمعاناة الأمهات في تنفيذ قضايا النفقة، وكذلك رصدنا آلاعيب المطلقين في التهرب من دفع النفقة، فالأحكام تصدر سريعًا لكن تنفيذها يحتاج سنوات خاصة إذا كان الزوج يعمل في مهنة حرة، تفاصيل تلك القضايا ترويها السطور التالية.
الساعة تدق الحادية عشر ليلا طرقات شديدة على الباب تفتح فرح ذات الرابعة عشرة من عمرها لتجد والدها بصحبة اثنين من امناء الشرطة، تقف الفتاة مذهولة لبعض الثواني وهي تسأله في ايه يابابا؟!، ليدفعها جانبًا وهو يطالبها بالدخول إلى غرفتها
تصرخ الابنة وهي تنادى على والدتها لتخرج مسرعة، فيه ايه يافرح؟!
ترد الابنة: بابا رجع ومعاه العسكري!
كادت الام تسقط مغشيا عليها من هول ماسمعت، أي أب الذي يأتي متأخرًا ومعه شرطة؟!
خرجت الام مهرولة وهي تسأل: فيه ايه؟
وكان رد امناء الشرطة: إثبات حالة يا مدام، انك في الشقة وكل الأثاث الموجود طليقك قام بشرائه بعد الزواج، ليستكمل الاب، انا اشتريت كل هذا بعد الزواج وليس مكتوبًا في قائمة المنقولات، طليقتى عاملة تمكين من هذه الشقة وهي ليست بمسكن الزوجية نحن تزوجنا بشقة بمنزل والدتى في القناطر!،تصرخ الام وهي توجه كلماتها للاب قائلة: انت مستحيل تكون اب، مش مصدقة انك تكون الشخص اللى عشت معاه 20 سنه، فيه حد يعمل كده في ولاده، يهرول امناء الشرطة لمساعدة الام بعدما سقطت ابنتها على الأرض من هول المشهد، بينما لا يحرك الأب ساكنًا، فقط اكتفى بنظرات إلى ابنته ودموعها تتساقط على وجنتيها.
استعادت الصغيرة وعيها وهي في حضن الام التي اخذت تهدئ من روعها، في هذه اللحظة يربت أمين الشرطة على كتف الابنة وهو يقول لها ماتخافيش ده بيتك يافرح واحنا هانمشي، ويطلب من والدتها أن تصطحبها إلى غرفتها، وما وجودهم إلا لاستكمال عملهم وإثبات مايوجد في الشقة فقط، وأن هذا امرا روتينيا معتذرًا لها، اصطحبت الام ابناءها الاربعة إلى احدى الغرف ليقوم الامناء بعملهم، وبمجرد أن انتهوا من ذلك خرجت الام لتوقع على المحضر وهي لاتصدق مايحدث ليقوم امناء الشرطة بالاعتذار لها مرة أخرى وتسببهم في إزعاج صغارها، وبالرغم من محاولة الاب اثبات أن الشقة التى تجلس بها الام واولادها ليست مسكن الزوجية ومحاولته اخراجها منها هي واولادها إلا أن المحامى العام لنيابات الاسرة بالجيزة أصدر قراره بتمكين ايمان من مسكن الزوجية لانه آخر مسكن اقامت فيه بعد الزوج.
مطرب مغمور
على باب المحكمة تحدثنا مع ايمان الام المقهورة قالت والدموع في عينيها: صحيح تم تمكينى من مسكن الزوجية وذلك منذ عامين لكنى لا استطيع الحصول على حقوقي أو حقوق اطفالى، فطليقي يعمل في اعمال المقاولات، حيث عمل في احدى الدول العربية لأكثر من 17 سنة، فهو رجل ميسور الحال، وكانت امورنا تسير على مايرام حتى اتجه للغناء وتعرف على سيدة اخرى وتزوجها، وقتها وعدنى بأنه سيعدل بيننا وانا وافقت، فانا لا اعمل واحتاجه للإنفاق على ابنائه، لكن زوجته الثانية رفضت ذلك الوضع ودفعته لتطليقي غيابيا وذلك منذ عامين، حاولت التواصل معه لإعطائي حقوقي وحقوق ابنائه لكنه اخذ يماطل لفترة لم يكن امامى سوى اللجوء لمحكمة الاسرة رفعت قضايا نفقة صغار، وكذلك مؤخر صداق، وعدة ومتعة، وقضت محكمة اول درجة بعد اربعة أشهر ب2400 جنيه لاطفالى الأربعة، لكنه تظلم على الحكم واثناء التحقيقات حضر إلى النيابة وادعى انه يعمل مندوب مبيعات وراتبه 1500 جنيه، بينما هو لديه املاك كثيرة عبارة عن شقق وعمارات ومحلات لبيع مستلزمات الديكور، ولديه قناة على اليوتيوب ويقيم حفلات وينفق على الفيديو كليب، وقدمت ذلك للمحكمة وفي الاستئناف عدلت المحكمة النفقة وأصدرت حكمها ب 2900 جنيه نفقة لصغارى الاربعة، لكنه لم يدفع حتى وصل المتجمد في قضايا صغاري وقضايا العدة والمتعة والمؤخر ل 100 ألف جنيه، لكن للاسف لم استطع تنفيذه إلى الان، فطليقى المتواجد ليل نهار على صفحات التواصل الاجتماعي مختفى على ارض الواقع لا اعرف له عنوانًا او مكانًا وعندما رفعت دعوى الحبس بمتجمد النفقة، طالبوني بالبحث عن مكانه حتى يتم التنفيذ، فهل هذا معقول؟!
تسكت بعدها ايمان ثم تقول: انا اطالب المسئولين بالنظر في قضيتى فكيف اظل عامين بدون نفقة وهو يعيش حياته دون أن ينظر لأبنائه، يجب أن يكون هناك حل لهؤلاء الآباء المتهربين من النفقة.
30 جنيهًا
ومن محكمة الأسرة بشمال الجيزة إلى محكمة البدرشين حيث القضية الثانية، بطلتها أم لديها ابنة واحدة طلقها زوجها بعد عامين من الزواج إثر نشوب خلافات بينهما بسبب تدخلات الاسرة، تركها بدون جنيه واحد، لم تجد امامها سوى اللجوء لمحكمة الاسرة بالبدرشين وكان ذلك في عام 2013 ظلت الام امام المحاكم تطالب بنفقة صغيرتها واجر مسكن بعد طردها من منزل عائلة الزوج، وكان حكم أول درجة 700 جنيه إلا أن الاب استأنف الحكم لتقليل مبلغ النفقة، وقدم ما يثبت أن عمله غير دائم لتخفض المحكمة النفقة إلى 400 جنيه، والمفاجأة ان المحكمة حددت أجر مسكن 30 جنيها، واجر حضانة مثلهم وكانت تلك أحكام نهائية، بعدما نجح في اثبات عدم يساره ومقدرته وفشلت الأم في اثبات العكس، ظلت الام مذهولة لاتعرف كيف تتصرف بعد غلق كافة الابواب في وجهها، ارتضت بالمبلغ الزهيد لتعيش في منزل والدها ثم عادت إلى المحكمة لترفع دعوى اخرى تطالب فيها بزيادة النفقة واجر المسكن بعدما ظهر طليقها وعلمت أنه تزوج من اخرى، وعرفت أنه يعمل مع والده على سيارة اجرة وانه يمتلك العديد من السيارات والتى تدر عليهم بالربح الوفير.
9 سنين
وتقول حليمة تعمل في احدى المستشفيات الحكومية؛ معاناتى بدأت من 9 سنين بعدما طلقنى زوجى وطردنى بعدما انجبت ابنى الثانى واستولى هو واهله على اثاث المنزل وملابسي وملابس اطفالى حتى لعب الاطفال اخذوها، اسرعت إلى محكمة الأسرة بوادى حوف وهناك رفعت دعوى تبديد قائمة المنقولات، وبعد عام استطعت الحصول على المنقولات ورفعت قضية نفقة واجر مسكن لاننى كنت اعيش في منزل عائلة ولم استطع العودة إليه مرة اخرى وبعد عام قضت المحكمة ب 400 جنيه نفقة صغار إلا أننى استأنفت الحكم لتزيد النفقة ل 600 جنيه، ذهبت إلى عمل زوجي وبدأت اصرف النفقة إلا اننى بعد عام فوجئت به يستقيل من عمله حتى لا يدفع النفقة ومن وقتها وهو فص ملح وذاب كما يقولون.
تصمت حليمة ثم تستكمل حديثها قائلة: منذ طلاقي وانا اعانى فأنا اعمل سكرتيرة ومرتبي 900 جنيه لا استطيع الإنفاق على صغاري وسمعت انه يعمل في شركة خاصة فهو فني مساحة، كان راتبه في الشركة الاولى التى يعمل بها 12 ألف جنيه،أنا اعاني والاب لا يعبأ بهم سأظل اطالب بحقوق ابنائي لكن اريد أن يساعدنى القانون في إلزام هؤلاء الآباء بالإنفاق على ابنائهم.
انا وضرتى
تزوجته وأنا اعلم أنه كان لديه تجربة سابقة في الزواج ولديه طفلين خدعنى واخذ يوهمنى بأن طليقته الاولى كانت سيدة متسلطة وانه بالرغم من ذلك ينفق على صغاره، لكن بعد الزواج اكتشفت حقيقته؛ فهو شخص متعدد العلاقات النسائية لكن للاسف كان ذلك بعد فوات الآوان بعد أن انجبت منه ابنته، لم استطع الحياة معه طلبت الطلاق وكانت المفاجأة انى عرفت وقتها أنه لا ينفق على طفليه من زوجته الاولى، وكانت صدمة بالنسبة لي، وبعد الطلاق رفض الانفاق على ابنتى، وهرب لكننى قررت عدم الاستستلام واستطعت الوصول إلى عمله وتواصلت مع زوجته الاولى لمساعدتها في المطالبة بحقوق طفليها فهم في النهاية اشقاء ابنتى وكانت الصدمة الكبرى لنا بأنه سيتزوج من الثالثة!
الخديعة
وامام محكمة شمال الجيزة للاسرة روت لنا رانيا حكايتها؛ فقد قام زوجها بضربها وتطليقها وطردها من مسكن الزوجية هي واطفالها الثلاثة لتتقدم بدعوى تمكين ودعاوى نفقة، ليذهب زوجها إليها مقدمًا فروض الولاء والطاعة، وانه سيتعامل معها بطريقة جيدة ولن يهينها مرة اخرى ولانها يتيمة الابوين صدقته وعادت اليه وتنازلت عن القضايا وبعد شهر واحد طردها وأخذ اولاده وذهب إلى محافظة اخرى ليسقط حقها في المطالبة بالنفقة لان الاولاد بحوزته لتبدأ رحلة اخرى بالمطالبة بأبنائها ورؤيتهم.
في المطار
تلك القضية شهدتها محكمة اسرة سيدى جابر بالاسكندرية، الزوج يعمل طبيب اسنان بإحدى دول الخليج طلق زوجته وسافر إلى عمله، وعند مجيئه في اول اجازة حاولت الزوجة الوصول معه إلى حل لكنه رفض كل الحلول، وفي خلسة كتب كل ممتلكاته لوالدته، وسحب حساباته في البنوك والتى تعدت المليون جنيه، وسافر ليترك طليقته وطفليه بدون مليم واحد، لكن الام لم تيأس أو تكل وظلت تحارب للحصول على حقوقها، وكانت النتيجة حصولها على احكام تلزم طبيب الاسنان بدفع 190 ألف جنيه نفقة هذا غير احكام بنفقة المتعة والمؤخر وقائمة المنقولات، وظلت تلك الاحكام حبيسة الأدراج لثلاث سنوات حتى قرر طبيب الاسنان النزول إلى مصر لزيارة والدته لمدة شهر، وعندما انتهى الشهر قرر العودة لمحل عمله لتكون في انتظاره مفاجأة كبرى وهو انه ممنوع من السفر ومن قامت بمنعه من السفر هي ام اولاده، وامام خوفه من ضياع ما يتقاضاه في الدولة التي يعمل بها، إذا لم يسافر مرة اخرى رضخ طبيب الاسنان لأم اولاده واعطاها حقوقها كاملة مقابل أن تسمح له بمغادرة البلاد.
الدفع أو الحجز
الاب هنا يعمل دكتور في أمريكا، ولديه ولد وبنت، اختلف مع زوجته على نفقات المنزل، وكذلك يتهرب دائمًا من مسئولية تربية طفليه وترك الحمل بالكامل على زوجته، هجرها بالسنوات وفي النهاية كان الطلاق هو الحل والخلاص، ظنت الزوجة الشابة أنها بذلك ستنجو بطفليها، وستتحمل مسئوليتهما بكامل إرادتها، لكنها فوجئت به يعلن لها صراحة أنه لن ينفق على طفليه حتى يشعرها بالذل لانها لا تعمل ولانها هي التى طلبت الطلاق، وبعد الطلاق كان امامها خياران هو التواصل مع طليقها بشكل ودي للحصول على حقوقها أو اللجوء للمحاكم، وكان رد طليقها : «عندك المحاكم وريني هاتعرفي تعملي ايه»!، ثم سافر بعدها إلى امريكا وباع كافة ممتلكاته في الإسكندرية، لدرجة انه عندما كان يأتى في اجازة يقيم في احد الفنادق الكبرى حتى لاتستطيع ام ابنائه الوصول إليه، وفي خلال عام استطاعت طليقته الحصول على احكام متجمد لطفليها عن عدة اشهر 30 ألف جنيه من محكمة أسرة الرمل، وكذلك احكام بالحبس، لكنها ظلت حبيسة الادراج حتى عرفت ان طليقها يأتى للإقامة لدى شقيقته، وكانت النهاية وبالقانون؛ وجهت الام الشابة اعلانات القضايا على منزل شقيقة الدكتور الكبير الذى يتم حسابه على عمله بالساعة في الخارج، واصبحت احكام الام نهائية، فحجزت على ممتلكات شقيقته وبيتها وعن طريق المحكمة حددت الحجز وبيع الممتلكات حتى تحصل على النفقة، وامام ذلك الإجراء لم يجد الدكتور الكبير سوى النزول ودفع نفقات ابنائه والرضوخ لها حتى لا يتم بيع ممتلكات شقيقته.
اقتراحات
وبعدما عرضنا لبعض النماذج من معاناة المطلقات في تنفيذ احكام النفقة،تحدثنا مع بعض المحامين عن هذا الأمر، فهم المحك الأول والأخير في هذه القضية.
تقول دينا طارق المحامية؛ للاسف قضايا النفقة تصبح من اصعب القضايا إذا كان الزوج لايعمل في جهة حكومية أو مكان معلوم، فهي كقضية تنتهى في اشهر معدودة لكن تنفيذها يحتاج لسنوات إذا كان الزوج يعمل في مهنة حرة أو خارج البلاد، او عجزت الزوجة عن أن تثبت ممتلكاته وللاسف في بعض الاحيان تصبح الاحكام على ورق لأن عبء إثبات الدخل والتحري على مكان الزوج يكون على عاتق الزوجة، وللأسف بعض الامهات لا تستطيع فعل ذلك فبعد أن تقطع مشوارًا طويلا في القضايا تقف عند التنفيذ لانها لا تستطيع الوصول إلى الاب وعندما ترفع دعوى حبس ويصدر حكم لا يتم إدراجه في صحيفة سوابقه، حتى تقوم الزوجة بعمل جنحة امتناع عن تنفيذ دفع نفقة وهنا الصدفة وحدها هي التى تلعب الدور في القبض عليه إذا تم استيقافه في كمين أو ماشابه ذلك، لذا اقترح أن تقوم وزارة العدل بمخاطبة اجهزة الدولة وإدراج هؤلاء الآباء على قائمة حرمانهم من كافة الخدمات الحكومية حتى ينفذون احكام القضاء.
ويقول المحامى معتز محمد عبد المنعم: للأسف هناك ازواج يرفضون القيام بواجبهم تجاه ابنائهم لمجرد العند وعقاب الزوجة على طلبها الطلاق وبالرغم من أن البعض منهم يكون ميسور الحال إلا انهم امام المحكمة يدعون الفقر حتى يتهربون من دفع النفقة او يدفعون اقل شيء لاولادهم ظنا منهم انهم بذلك يعاقبون الام وليس الاطفال، لكن القانون الآن اعطى للزوجة الحق في رفع جنحة امتناع عن تنفيذ احكام النفقة بعد حصولها على احكام بمتجمد النفقة، وذلك طبقًا للقانون الذى صدر مؤخرًا وبمجرد صدور الحكم لا يستطيع الزوج التعامل مع الجهات الحكومية مثل اصدار بطاقة أو رخصة أو ماشابه ذلك، لكن للاسف ايضا تلك الجنحة مرتبطة بأحكام الصغار فقط، فنأمل من المشرع أن يحدد ضوابط اكثر صرامة حتى تستطيع الزوجة الحصول أكثر على حقوقها خاصة من الازواج الذين يعملون بالخارج او يعملون عملا حرا، لاننا نواجه صعوبة كبيرة في إثبات دخلهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.