دمج وتمكين.. الشباب ذوي التنوع العصبي يدخلون سوق العمل الرقمي بمصر    زيادة متوقعة في إنتاج اللحوم الحمراء بمصر إلى 600 ألف طن نهاية العام الجاري    حالة الطقس اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى محافظه المنيا    أذان الفجر اليوم السبت13 ديسمبر 2025.. دعاء مستحب بعد أداء الصلاة    محكمة بوليفية تقرر حبس الرئيس السابق لويس آرسي احتياطيًا 5 أشهر بتهمة اختلاس أموال عامة    قفزة تاريخية.. مصر تقترب من الاكتفاء الذاتي للقمح والأرز    تدريب واقتراب وعطش.. هكذا استعدت منى زكي ل«الست»    بين مصر ودبي والسعودية.. خريطة حفلات رأس السنة    بدأ العد التنازلي.. دور العرض تستقبل أفلام رأس السنة    الاتحاد الأوروبي يواصل دعم أوكرانيا ويوافق على تجميد أصول روسيا لأجل غير مسمى    د.هبة مصطفى: مصر تمتلك قدرات كبيرة لدعم أبحاث الأمراض المُعدية| حوار    ترامب يثمن دور رئيس الوزراء الماليزى فى السلام بين كمبوديا وتايلاند    زعيمة المعارضة الفنزويلية تؤيد زيادة الضغط على مادورو حتى "يدرك أنه يجب عليه الرحيل"    بعد الخروج أمام الإمارات، مدرب منتخب الجزائر يعلن نهايته مع "الخضر"    ياسمين عبد العزيز: كان نفسي أبقى مخرجة إعلانات.. وصلاة الفجر مصدر تفاؤلي    تقرير أممي: التوسع الاستيطاني بالضفة الغربية يبلغ أعلى مستوى له منذ عام 2017 على الأقل    مصرع شخص وإصابة 7 آخرين فى حادث تصادم بزراعى البحيرة    هشام نصر: سنرسل خطابا لرئيس الجمهورية لشرح أبعاد أرض أكتوبر    اليوم.. محاكمة المتهمين في قضية خلية تهريب العملة    ياسمين عبد العزيز: ما بحبش مسلسل "ضرب نار"    سلوى بكر ل العاشرة: أسعى دائما للبحث في جذور الهوية المصرية المتفردة    أكرم القصاص: الشتاء والقصف يضاعفان معاناة غزة.. وإسرائيل تناور لتفادي الضغوط    محمد فخرى: كولر كان إنسانا وليس مدربا فقط.. واستحق نهاية أفضل فى الأهلى    وول ستريت جورنال: قوات خاصة أمريكية داهمت سفينة وهي في طريقها من الصين إلى إيران    قرار هام بشأن العثور على جثة عامل بأكتوبر    بسبب تسريب غاز.. قرار جديد في مصرع أسرة ببولاق الدكرور    محمود عباس يُطلع وزير خارجية إيطاليا على التطورات بغزة والضفة    كأس العرب - مجرشي: لا توجد مباراة سهلة في البطولة.. وعلينا القتال أمام الأردن    أحمد حسن: بيراميدز لم يترك حمدي دعما للمنتخبات الوطنية.. وهذا ردي على "الجهابذة"    الأهلي يتراجع عن صفقة النعيمات بعد إصابته بالرباط الصليبي    الأهلي يتأهل لنصف نهائي بطولة أفريقيا لكرة السلة سيدات    فرانشيسكا ألبانيزي: تكلفة إعمار غزة تتحملها إسرائيل وداعموها    تعيين الأستاذ الدكتور محمد غازي الدسوقي مديرًا للمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية    ياسمين عبد العزيز: أرفض القهر ولا أحب المرأة الضعيفة    ننشر نتيجة إنتخابات نادي محافظة الفيوم.. صور    محافظ الدقهلية يهنئ الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم من أبناء المحافظة    إصابة 3 أشخاص إثر تصادم دراجة نارية بالرصيف عند مدخل بلقاس في الدقهلية    إشادة شعبية بافتتاح غرفة عمليات الرمد بمجمع الأقصر الطبي    روشتة ذهبية .. قصة شتاء 2025 ولماذا يعاني الجميع من نزلات البرد؟    عمرو أديب ينتقد إخفاق منتخب مصر: مفيش جدية لإصلاح المنظومة الرياضية.. ولما نتنيل في إفريقيا هيمشوا حسام حسن    بعد واقعة تحرش فرد الأمن بأطفال، مدرسة بالتجمع تبدأ التفاوض مع شركة حراسات خاصة    سعر جرام الذهب، عيار 21 وصل لهذا المستوى    الإسعافات الأولية لنقص السكر في الدم    الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر بشأن تزايد الطلب على موارد المياه مع ازدياد الندرة    مفتي الجمهورية يشهد افتتاح مسجدي الهادي البديع والواحد الأحد بمدينة بشاير الخير بمحافظة الإسكندرية    غلق مزلقان مغاغة في المنيا غدا لهذا السبب    لجنة المحافظات بالقومي للمرأة تناقش مبادرات دعم تحقيق التمكين الاقتصادي والاجتماعي    مواقيت الصلاه اليوم الجمعه 12ديسمبر 2025 فى المنيا    انطلاقة قوية للمرحلة الثانية لبرنامج اختراق سوق العمل بجامعة سوهاج |صور    محافظ أسوان يأمر بإحالة مدير فرع الشركة المصرية للنيابة العامة للتحقيق لعدم توافر السلع بالمجمع    اسعار الفاكهه اليوم الجمعه 12ديسمبر 2025 فى المنيا    سويلم: العنصر البشري هو محور الاهتمام في تطوير المنظومة المائية    هشام طلعت مصطفى يرصد 10 ملايين جنيه دعمًا لبرنامج دولة التلاوة    ضبط المتهمين بتقييد مسن فى الشرقية بعد فيديو أثار غضب رواد التواصل    نقيب العلاج الطبيعى: إلغاء عمل 31 دخيلا بمستشفيات جامعة عين شمس قريبا    بتوجيهات الرئيس.. قافلة حماية اجتماعية كبرى من صندوق تحيا مصر لدعم 20 ألف أسرة في بشاير الخير ب226 طن مواد غذائية    في الجمعة المباركة.. تعرف على الأدعية المستحبة وساعات الاستجابة    عاجل- الحكومة توضح حقيقة بيع المطارات المصرية: الدولة تؤكد الملكية الكاملة وتوضح أهداف برنامج الطروحات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قضايا النفقة .. أحياناً أحكام بلا تنفيذ
بسبب آلاعيب الآباء..


منى ربيع
فجأة ينسى الزوج سنوات العشرة وأن تلك الزوجة تحملته كثيرً، اثناء فترة زواجهما، ولأنها اختارت الطلاق أو هو من اختاره لسبب آخر لديه مثل رغبته في الزواج بأخرى أو لعدم تحمل المسئولية، هنا يكون عقاب الزوجة حرمانها من حقوقها وكذلك أطفالها، ويتناسى الزوج أيضًا أنهم فلذات كبده، وبعض الأزواج تستغل أنها لا تعمل في جهة حكومية أو مؤمن عليهم ويبدأون التهرب من دفع مصروفات أبنائهم، في هذه الحالات التي بين أيدينا ورغم أن الأزواج ميسورين الحال ولديهم قدرة الإنفاق على أولادهم بعد الطلاق، فأحدهم ثري، وآخر يدعى للمحكمة أنه بلا عمل، وثالث يكتب ممتلكاته لأحد أقاربه، ورابع قدم استقالته وترك عمله حتى لاتصل أم أولاده لمصدر دخله.
وبالرغم من ذلك إلا أن المطلقات قررن عدم الاستسلام وتمسكن بالقانون، منهن من استطاعت الحصول على حقوقها بالرغم من مرور سنوات على صدور أحكام نهائية، ومنهن مازالت تعانى وتبحث عن والد أبنائها لتتمكن من التنفيذ.
من خلال أوراق الدعاوى والاحكام نسرد حكايات لمعاناة الأمهات في تنفيذ قضايا النفقة، وكذلك رصدنا آلاعيب المطلقين في التهرب من دفع النفقة، فالأحكام تصدر سريعًا لكن تنفيذها يحتاج سنوات خاصة إذا كان الزوج يعمل في مهنة حرة، تفاصيل تلك القضايا ترويها السطور التالية.
الساعة تدق الحادية عشر ليلا طرقات شديدة على الباب تفتح فرح ذات الرابعة عشرة من عمرها لتجد والدها بصحبة اثنين من امناء الشرطة، تقف الفتاة مذهولة لبعض الثواني وهي تسأله في ايه يابابا؟!، ليدفعها جانبًا وهو يطالبها بالدخول إلى غرفتها
تصرخ الابنة وهي تنادى على والدتها لتخرج مسرعة، فيه ايه يافرح؟!
ترد الابنة: بابا رجع ومعاه العسكري!
كادت الام تسقط مغشيا عليها من هول ماسمعت، أي أب الذي يأتي متأخرًا ومعه شرطة؟!
خرجت الام مهرولة وهي تسأل: فيه ايه؟
وكان رد امناء الشرطة: إثبات حالة يا مدام، انك في الشقة وكل الأثاث الموجود طليقك قام بشرائه بعد الزواج، ليستكمل الاب، انا اشتريت كل هذا بعد الزواج وليس مكتوبًا في قائمة المنقولات، طليقتى عاملة تمكين من هذه الشقة وهي ليست بمسكن الزوجية نحن تزوجنا بشقة بمنزل والدتى في القناطر!،تصرخ الام وهي توجه كلماتها للاب قائلة: انت مستحيل تكون اب، مش مصدقة انك تكون الشخص اللى عشت معاه 20 سنه، فيه حد يعمل كده في ولاده، يهرول امناء الشرطة لمساعدة الام بعدما سقطت ابنتها على الأرض من هول المشهد، بينما لا يحرك الأب ساكنًا، فقط اكتفى بنظرات إلى ابنته ودموعها تتساقط على وجنتيها.
استعادت الصغيرة وعيها وهي في حضن الام التي اخذت تهدئ من روعها، في هذه اللحظة يربت أمين الشرطة على كتف الابنة وهو يقول لها ماتخافيش ده بيتك يافرح واحنا هانمشي، ويطلب من والدتها أن تصطحبها إلى غرفتها، وما وجودهم إلا لاستكمال عملهم وإثبات مايوجد في الشقة فقط، وأن هذا امرا روتينيا معتذرًا لها، اصطحبت الام ابناءها الاربعة إلى احدى الغرف ليقوم الامناء بعملهم، وبمجرد أن انتهوا من ذلك خرجت الام لتوقع على المحضر وهي لاتصدق مايحدث ليقوم امناء الشرطة بالاعتذار لها مرة أخرى وتسببهم في إزعاج صغارها، وبالرغم من محاولة الاب اثبات أن الشقة التى تجلس بها الام واولادها ليست مسكن الزوجية ومحاولته اخراجها منها هي واولادها إلا أن المحامى العام لنيابات الاسرة بالجيزة أصدر قراره بتمكين ايمان من مسكن الزوجية لانه آخر مسكن اقامت فيه بعد الزوج.
مطرب مغمور
على باب المحكمة تحدثنا مع ايمان الام المقهورة قالت والدموع في عينيها: صحيح تم تمكينى من مسكن الزوجية وذلك منذ عامين لكنى لا استطيع الحصول على حقوقي أو حقوق اطفالى، فطليقي يعمل في اعمال المقاولات، حيث عمل في احدى الدول العربية لأكثر من 17 سنة، فهو رجل ميسور الحال، وكانت امورنا تسير على مايرام حتى اتجه للغناء وتعرف على سيدة اخرى وتزوجها، وقتها وعدنى بأنه سيعدل بيننا وانا وافقت، فانا لا اعمل واحتاجه للإنفاق على ابنائه، لكن زوجته الثانية رفضت ذلك الوضع ودفعته لتطليقي غيابيا وذلك منذ عامين، حاولت التواصل معه لإعطائي حقوقي وحقوق ابنائه لكنه اخذ يماطل لفترة لم يكن امامى سوى اللجوء لمحكمة الاسرة رفعت قضايا نفقة صغار، وكذلك مؤخر صداق، وعدة ومتعة، وقضت محكمة اول درجة بعد اربعة أشهر ب2400 جنيه لاطفالى الأربعة، لكنه تظلم على الحكم واثناء التحقيقات حضر إلى النيابة وادعى انه يعمل مندوب مبيعات وراتبه 1500 جنيه، بينما هو لديه املاك كثيرة عبارة عن شقق وعمارات ومحلات لبيع مستلزمات الديكور، ولديه قناة على اليوتيوب ويقيم حفلات وينفق على الفيديو كليب، وقدمت ذلك للمحكمة وفي الاستئناف عدلت المحكمة النفقة وأصدرت حكمها ب 2900 جنيه نفقة لصغارى الاربعة، لكنه لم يدفع حتى وصل المتجمد في قضايا صغاري وقضايا العدة والمتعة والمؤخر ل 100 ألف جنيه، لكن للاسف لم استطع تنفيذه إلى الان، فطليقى المتواجد ليل نهار على صفحات التواصل الاجتماعي مختفى على ارض الواقع لا اعرف له عنوانًا او مكانًا وعندما رفعت دعوى الحبس بمتجمد النفقة، طالبوني بالبحث عن مكانه حتى يتم التنفيذ، فهل هذا معقول؟!
تسكت بعدها ايمان ثم تقول: انا اطالب المسئولين بالنظر في قضيتى فكيف اظل عامين بدون نفقة وهو يعيش حياته دون أن ينظر لأبنائه، يجب أن يكون هناك حل لهؤلاء الآباء المتهربين من النفقة.
30 جنيهًا
ومن محكمة الأسرة بشمال الجيزة إلى محكمة البدرشين حيث القضية الثانية، بطلتها أم لديها ابنة واحدة طلقها زوجها بعد عامين من الزواج إثر نشوب خلافات بينهما بسبب تدخلات الاسرة، تركها بدون جنيه واحد، لم تجد امامها سوى اللجوء لمحكمة الاسرة بالبدرشين وكان ذلك في عام 2013 ظلت الام امام المحاكم تطالب بنفقة صغيرتها واجر مسكن بعد طردها من منزل عائلة الزوج، وكان حكم أول درجة 700 جنيه إلا أن الاب استأنف الحكم لتقليل مبلغ النفقة، وقدم ما يثبت أن عمله غير دائم لتخفض المحكمة النفقة إلى 400 جنيه، والمفاجأة ان المحكمة حددت أجر مسكن 30 جنيها، واجر حضانة مثلهم وكانت تلك أحكام نهائية، بعدما نجح في اثبات عدم يساره ومقدرته وفشلت الأم في اثبات العكس، ظلت الام مذهولة لاتعرف كيف تتصرف بعد غلق كافة الابواب في وجهها، ارتضت بالمبلغ الزهيد لتعيش في منزل والدها ثم عادت إلى المحكمة لترفع دعوى اخرى تطالب فيها بزيادة النفقة واجر المسكن بعدما ظهر طليقها وعلمت أنه تزوج من اخرى، وعرفت أنه يعمل مع والده على سيارة اجرة وانه يمتلك العديد من السيارات والتى تدر عليهم بالربح الوفير.
9 سنين
وتقول حليمة تعمل في احدى المستشفيات الحكومية؛ معاناتى بدأت من 9 سنين بعدما طلقنى زوجى وطردنى بعدما انجبت ابنى الثانى واستولى هو واهله على اثاث المنزل وملابسي وملابس اطفالى حتى لعب الاطفال اخذوها، اسرعت إلى محكمة الأسرة بوادى حوف وهناك رفعت دعوى تبديد قائمة المنقولات، وبعد عام استطعت الحصول على المنقولات ورفعت قضية نفقة واجر مسكن لاننى كنت اعيش في منزل عائلة ولم استطع العودة إليه مرة اخرى وبعد عام قضت المحكمة ب 400 جنيه نفقة صغار إلا أننى استأنفت الحكم لتزيد النفقة ل 600 جنيه، ذهبت إلى عمل زوجي وبدأت اصرف النفقة إلا اننى بعد عام فوجئت به يستقيل من عمله حتى لا يدفع النفقة ومن وقتها وهو فص ملح وذاب كما يقولون.
تصمت حليمة ثم تستكمل حديثها قائلة: منذ طلاقي وانا اعانى فأنا اعمل سكرتيرة ومرتبي 900 جنيه لا استطيع الإنفاق على صغاري وسمعت انه يعمل في شركة خاصة فهو فني مساحة، كان راتبه في الشركة الاولى التى يعمل بها 12 ألف جنيه،أنا اعاني والاب لا يعبأ بهم سأظل اطالب بحقوق ابنائي لكن اريد أن يساعدنى القانون في إلزام هؤلاء الآباء بالإنفاق على ابنائهم.
انا وضرتى
تزوجته وأنا اعلم أنه كان لديه تجربة سابقة في الزواج ولديه طفلين خدعنى واخذ يوهمنى بأن طليقته الاولى كانت سيدة متسلطة وانه بالرغم من ذلك ينفق على صغاره، لكن بعد الزواج اكتشفت حقيقته؛ فهو شخص متعدد العلاقات النسائية لكن للاسف كان ذلك بعد فوات الآوان بعد أن انجبت منه ابنته، لم استطع الحياة معه طلبت الطلاق وكانت المفاجأة انى عرفت وقتها أنه لا ينفق على طفليه من زوجته الاولى، وكانت صدمة بالنسبة لي، وبعد الطلاق رفض الانفاق على ابنتى، وهرب لكننى قررت عدم الاستستلام واستطعت الوصول إلى عمله وتواصلت مع زوجته الاولى لمساعدتها في المطالبة بحقوق طفليها فهم في النهاية اشقاء ابنتى وكانت الصدمة الكبرى لنا بأنه سيتزوج من الثالثة!
الخديعة
وامام محكمة شمال الجيزة للاسرة روت لنا رانيا حكايتها؛ فقد قام زوجها بضربها وتطليقها وطردها من مسكن الزوجية هي واطفالها الثلاثة لتتقدم بدعوى تمكين ودعاوى نفقة، ليذهب زوجها إليها مقدمًا فروض الولاء والطاعة، وانه سيتعامل معها بطريقة جيدة ولن يهينها مرة اخرى ولانها يتيمة الابوين صدقته وعادت اليه وتنازلت عن القضايا وبعد شهر واحد طردها وأخذ اولاده وذهب إلى محافظة اخرى ليسقط حقها في المطالبة بالنفقة لان الاولاد بحوزته لتبدأ رحلة اخرى بالمطالبة بأبنائها ورؤيتهم.
في المطار
تلك القضية شهدتها محكمة اسرة سيدى جابر بالاسكندرية، الزوج يعمل طبيب اسنان بإحدى دول الخليج طلق زوجته وسافر إلى عمله، وعند مجيئه في اول اجازة حاولت الزوجة الوصول معه إلى حل لكنه رفض كل الحلول، وفي خلسة كتب كل ممتلكاته لوالدته، وسحب حساباته في البنوك والتى تعدت المليون جنيه، وسافر ليترك طليقته وطفليه بدون مليم واحد، لكن الام لم تيأس أو تكل وظلت تحارب للحصول على حقوقها، وكانت النتيجة حصولها على احكام تلزم طبيب الاسنان بدفع 190 ألف جنيه نفقة هذا غير احكام بنفقة المتعة والمؤخر وقائمة المنقولات، وظلت تلك الاحكام حبيسة الأدراج لثلاث سنوات حتى قرر طبيب الاسنان النزول إلى مصر لزيارة والدته لمدة شهر، وعندما انتهى الشهر قرر العودة لمحل عمله لتكون في انتظاره مفاجأة كبرى وهو انه ممنوع من السفر ومن قامت بمنعه من السفر هي ام اولاده، وامام خوفه من ضياع ما يتقاضاه في الدولة التي يعمل بها، إذا لم يسافر مرة اخرى رضخ طبيب الاسنان لأم اولاده واعطاها حقوقها كاملة مقابل أن تسمح له بمغادرة البلاد.
الدفع أو الحجز
الاب هنا يعمل دكتور في أمريكا، ولديه ولد وبنت، اختلف مع زوجته على نفقات المنزل، وكذلك يتهرب دائمًا من مسئولية تربية طفليه وترك الحمل بالكامل على زوجته، هجرها بالسنوات وفي النهاية كان الطلاق هو الحل والخلاص، ظنت الزوجة الشابة أنها بذلك ستنجو بطفليها، وستتحمل مسئوليتهما بكامل إرادتها، لكنها فوجئت به يعلن لها صراحة أنه لن ينفق على طفليه حتى يشعرها بالذل لانها لا تعمل ولانها هي التى طلبت الطلاق، وبعد الطلاق كان امامها خياران هو التواصل مع طليقها بشكل ودي للحصول على حقوقها أو اللجوء للمحاكم، وكان رد طليقها : «عندك المحاكم وريني هاتعرفي تعملي ايه»!، ثم سافر بعدها إلى امريكا وباع كافة ممتلكاته في الإسكندرية، لدرجة انه عندما كان يأتى في اجازة يقيم في احد الفنادق الكبرى حتى لاتستطيع ام ابنائه الوصول إليه، وفي خلال عام استطاعت طليقته الحصول على احكام متجمد لطفليها عن عدة اشهر 30 ألف جنيه من محكمة أسرة الرمل، وكذلك احكام بالحبس، لكنها ظلت حبيسة الادراج حتى عرفت ان طليقها يأتى للإقامة لدى شقيقته، وكانت النهاية وبالقانون؛ وجهت الام الشابة اعلانات القضايا على منزل شقيقة الدكتور الكبير الذى يتم حسابه على عمله بالساعة في الخارج، واصبحت احكام الام نهائية، فحجزت على ممتلكات شقيقته وبيتها وعن طريق المحكمة حددت الحجز وبيع الممتلكات حتى تحصل على النفقة، وامام ذلك الإجراء لم يجد الدكتور الكبير سوى النزول ودفع نفقات ابنائه والرضوخ لها حتى لا يتم بيع ممتلكات شقيقته.
اقتراحات
وبعدما عرضنا لبعض النماذج من معاناة المطلقات في تنفيذ احكام النفقة،تحدثنا مع بعض المحامين عن هذا الأمر، فهم المحك الأول والأخير في هذه القضية.
تقول دينا طارق المحامية؛ للاسف قضايا النفقة تصبح من اصعب القضايا إذا كان الزوج لايعمل في جهة حكومية أو مكان معلوم، فهي كقضية تنتهى في اشهر معدودة لكن تنفيذها يحتاج لسنوات إذا كان الزوج يعمل في مهنة حرة أو خارج البلاد، او عجزت الزوجة عن أن تثبت ممتلكاته وللاسف في بعض الاحيان تصبح الاحكام على ورق لأن عبء إثبات الدخل والتحري على مكان الزوج يكون على عاتق الزوجة، وللأسف بعض الامهات لا تستطيع فعل ذلك فبعد أن تقطع مشوارًا طويلا في القضايا تقف عند التنفيذ لانها لا تستطيع الوصول إلى الاب وعندما ترفع دعوى حبس ويصدر حكم لا يتم إدراجه في صحيفة سوابقه، حتى تقوم الزوجة بعمل جنحة امتناع عن تنفيذ دفع نفقة وهنا الصدفة وحدها هي التى تلعب الدور في القبض عليه إذا تم استيقافه في كمين أو ماشابه ذلك، لذا اقترح أن تقوم وزارة العدل بمخاطبة اجهزة الدولة وإدراج هؤلاء الآباء على قائمة حرمانهم من كافة الخدمات الحكومية حتى ينفذون احكام القضاء.
ويقول المحامى معتز محمد عبد المنعم: للأسف هناك ازواج يرفضون القيام بواجبهم تجاه ابنائهم لمجرد العند وعقاب الزوجة على طلبها الطلاق وبالرغم من أن البعض منهم يكون ميسور الحال إلا انهم امام المحكمة يدعون الفقر حتى يتهربون من دفع النفقة او يدفعون اقل شيء لاولادهم ظنا منهم انهم بذلك يعاقبون الام وليس الاطفال، لكن القانون الآن اعطى للزوجة الحق في رفع جنحة امتناع عن تنفيذ احكام النفقة بعد حصولها على احكام بمتجمد النفقة، وذلك طبقًا للقانون الذى صدر مؤخرًا وبمجرد صدور الحكم لا يستطيع الزوج التعامل مع الجهات الحكومية مثل اصدار بطاقة أو رخصة أو ماشابه ذلك، لكن للاسف ايضا تلك الجنحة مرتبطة بأحكام الصغار فقط، فنأمل من المشرع أن يحدد ضوابط اكثر صرامة حتى تستطيع الزوجة الحصول أكثر على حقوقها خاصة من الازواج الذين يعملون بالخارج او يعملون عملا حرا، لاننا نواجه صعوبة كبيرة في إثبات دخلهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.