«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قضايا النفقة .. أحياناً أحكام بلا تنفيذ
بسبب آلاعيب الآباء..


منى ربيع
فجأة ينسى الزوج سنوات العشرة وأن تلك الزوجة تحملته كثيرً، اثناء فترة زواجهما، ولأنها اختارت الطلاق أو هو من اختاره لسبب آخر لديه مثل رغبته في الزواج بأخرى أو لعدم تحمل المسئولية، هنا يكون عقاب الزوجة حرمانها من حقوقها وكذلك أطفالها، ويتناسى الزوج أيضًا أنهم فلذات كبده، وبعض الأزواج تستغل أنها لا تعمل في جهة حكومية أو مؤمن عليهم ويبدأون التهرب من دفع مصروفات أبنائهم، في هذه الحالات التي بين أيدينا ورغم أن الأزواج ميسورين الحال ولديهم قدرة الإنفاق على أولادهم بعد الطلاق، فأحدهم ثري، وآخر يدعى للمحكمة أنه بلا عمل، وثالث يكتب ممتلكاته لأحد أقاربه، ورابع قدم استقالته وترك عمله حتى لاتصل أم أولاده لمصدر دخله.
وبالرغم من ذلك إلا أن المطلقات قررن عدم الاستسلام وتمسكن بالقانون، منهن من استطاعت الحصول على حقوقها بالرغم من مرور سنوات على صدور أحكام نهائية، ومنهن مازالت تعانى وتبحث عن والد أبنائها لتتمكن من التنفيذ.
من خلال أوراق الدعاوى والاحكام نسرد حكايات لمعاناة الأمهات في تنفيذ قضايا النفقة، وكذلك رصدنا آلاعيب المطلقين في التهرب من دفع النفقة، فالأحكام تصدر سريعًا لكن تنفيذها يحتاج سنوات خاصة إذا كان الزوج يعمل في مهنة حرة، تفاصيل تلك القضايا ترويها السطور التالية.
الساعة تدق الحادية عشر ليلا طرقات شديدة على الباب تفتح فرح ذات الرابعة عشرة من عمرها لتجد والدها بصحبة اثنين من امناء الشرطة، تقف الفتاة مذهولة لبعض الثواني وهي تسأله في ايه يابابا؟!، ليدفعها جانبًا وهو يطالبها بالدخول إلى غرفتها
تصرخ الابنة وهي تنادى على والدتها لتخرج مسرعة، فيه ايه يافرح؟!
ترد الابنة: بابا رجع ومعاه العسكري!
كادت الام تسقط مغشيا عليها من هول ماسمعت، أي أب الذي يأتي متأخرًا ومعه شرطة؟!
خرجت الام مهرولة وهي تسأل: فيه ايه؟
وكان رد امناء الشرطة: إثبات حالة يا مدام، انك في الشقة وكل الأثاث الموجود طليقك قام بشرائه بعد الزواج، ليستكمل الاب، انا اشتريت كل هذا بعد الزواج وليس مكتوبًا في قائمة المنقولات، طليقتى عاملة تمكين من هذه الشقة وهي ليست بمسكن الزوجية نحن تزوجنا بشقة بمنزل والدتى في القناطر!،تصرخ الام وهي توجه كلماتها للاب قائلة: انت مستحيل تكون اب، مش مصدقة انك تكون الشخص اللى عشت معاه 20 سنه، فيه حد يعمل كده في ولاده، يهرول امناء الشرطة لمساعدة الام بعدما سقطت ابنتها على الأرض من هول المشهد، بينما لا يحرك الأب ساكنًا، فقط اكتفى بنظرات إلى ابنته ودموعها تتساقط على وجنتيها.
استعادت الصغيرة وعيها وهي في حضن الام التي اخذت تهدئ من روعها، في هذه اللحظة يربت أمين الشرطة على كتف الابنة وهو يقول لها ماتخافيش ده بيتك يافرح واحنا هانمشي، ويطلب من والدتها أن تصطحبها إلى غرفتها، وما وجودهم إلا لاستكمال عملهم وإثبات مايوجد في الشقة فقط، وأن هذا امرا روتينيا معتذرًا لها، اصطحبت الام ابناءها الاربعة إلى احدى الغرف ليقوم الامناء بعملهم، وبمجرد أن انتهوا من ذلك خرجت الام لتوقع على المحضر وهي لاتصدق مايحدث ليقوم امناء الشرطة بالاعتذار لها مرة أخرى وتسببهم في إزعاج صغارها، وبالرغم من محاولة الاب اثبات أن الشقة التى تجلس بها الام واولادها ليست مسكن الزوجية ومحاولته اخراجها منها هي واولادها إلا أن المحامى العام لنيابات الاسرة بالجيزة أصدر قراره بتمكين ايمان من مسكن الزوجية لانه آخر مسكن اقامت فيه بعد الزوج.
مطرب مغمور
على باب المحكمة تحدثنا مع ايمان الام المقهورة قالت والدموع في عينيها: صحيح تم تمكينى من مسكن الزوجية وذلك منذ عامين لكنى لا استطيع الحصول على حقوقي أو حقوق اطفالى، فطليقي يعمل في اعمال المقاولات، حيث عمل في احدى الدول العربية لأكثر من 17 سنة، فهو رجل ميسور الحال، وكانت امورنا تسير على مايرام حتى اتجه للغناء وتعرف على سيدة اخرى وتزوجها، وقتها وعدنى بأنه سيعدل بيننا وانا وافقت، فانا لا اعمل واحتاجه للإنفاق على ابنائه، لكن زوجته الثانية رفضت ذلك الوضع ودفعته لتطليقي غيابيا وذلك منذ عامين، حاولت التواصل معه لإعطائي حقوقي وحقوق ابنائه لكنه اخذ يماطل لفترة لم يكن امامى سوى اللجوء لمحكمة الاسرة رفعت قضايا نفقة صغار، وكذلك مؤخر صداق، وعدة ومتعة، وقضت محكمة اول درجة بعد اربعة أشهر ب2400 جنيه لاطفالى الأربعة، لكنه تظلم على الحكم واثناء التحقيقات حضر إلى النيابة وادعى انه يعمل مندوب مبيعات وراتبه 1500 جنيه، بينما هو لديه املاك كثيرة عبارة عن شقق وعمارات ومحلات لبيع مستلزمات الديكور، ولديه قناة على اليوتيوب ويقيم حفلات وينفق على الفيديو كليب، وقدمت ذلك للمحكمة وفي الاستئناف عدلت المحكمة النفقة وأصدرت حكمها ب 2900 جنيه نفقة لصغارى الاربعة، لكنه لم يدفع حتى وصل المتجمد في قضايا صغاري وقضايا العدة والمتعة والمؤخر ل 100 ألف جنيه، لكن للاسف لم استطع تنفيذه إلى الان، فطليقى المتواجد ليل نهار على صفحات التواصل الاجتماعي مختفى على ارض الواقع لا اعرف له عنوانًا او مكانًا وعندما رفعت دعوى الحبس بمتجمد النفقة، طالبوني بالبحث عن مكانه حتى يتم التنفيذ، فهل هذا معقول؟!
تسكت بعدها ايمان ثم تقول: انا اطالب المسئولين بالنظر في قضيتى فكيف اظل عامين بدون نفقة وهو يعيش حياته دون أن ينظر لأبنائه، يجب أن يكون هناك حل لهؤلاء الآباء المتهربين من النفقة.
30 جنيهًا
ومن محكمة الأسرة بشمال الجيزة إلى محكمة البدرشين حيث القضية الثانية، بطلتها أم لديها ابنة واحدة طلقها زوجها بعد عامين من الزواج إثر نشوب خلافات بينهما بسبب تدخلات الاسرة، تركها بدون جنيه واحد، لم تجد امامها سوى اللجوء لمحكمة الاسرة بالبدرشين وكان ذلك في عام 2013 ظلت الام امام المحاكم تطالب بنفقة صغيرتها واجر مسكن بعد طردها من منزل عائلة الزوج، وكان حكم أول درجة 700 جنيه إلا أن الاب استأنف الحكم لتقليل مبلغ النفقة، وقدم ما يثبت أن عمله غير دائم لتخفض المحكمة النفقة إلى 400 جنيه، والمفاجأة ان المحكمة حددت أجر مسكن 30 جنيها، واجر حضانة مثلهم وكانت تلك أحكام نهائية، بعدما نجح في اثبات عدم يساره ومقدرته وفشلت الأم في اثبات العكس، ظلت الام مذهولة لاتعرف كيف تتصرف بعد غلق كافة الابواب في وجهها، ارتضت بالمبلغ الزهيد لتعيش في منزل والدها ثم عادت إلى المحكمة لترفع دعوى اخرى تطالب فيها بزيادة النفقة واجر المسكن بعدما ظهر طليقها وعلمت أنه تزوج من اخرى، وعرفت أنه يعمل مع والده على سيارة اجرة وانه يمتلك العديد من السيارات والتى تدر عليهم بالربح الوفير.
9 سنين
وتقول حليمة تعمل في احدى المستشفيات الحكومية؛ معاناتى بدأت من 9 سنين بعدما طلقنى زوجى وطردنى بعدما انجبت ابنى الثانى واستولى هو واهله على اثاث المنزل وملابسي وملابس اطفالى حتى لعب الاطفال اخذوها، اسرعت إلى محكمة الأسرة بوادى حوف وهناك رفعت دعوى تبديد قائمة المنقولات، وبعد عام استطعت الحصول على المنقولات ورفعت قضية نفقة واجر مسكن لاننى كنت اعيش في منزل عائلة ولم استطع العودة إليه مرة اخرى وبعد عام قضت المحكمة ب 400 جنيه نفقة صغار إلا أننى استأنفت الحكم لتزيد النفقة ل 600 جنيه، ذهبت إلى عمل زوجي وبدأت اصرف النفقة إلا اننى بعد عام فوجئت به يستقيل من عمله حتى لا يدفع النفقة ومن وقتها وهو فص ملح وذاب كما يقولون.
تصمت حليمة ثم تستكمل حديثها قائلة: منذ طلاقي وانا اعانى فأنا اعمل سكرتيرة ومرتبي 900 جنيه لا استطيع الإنفاق على صغاري وسمعت انه يعمل في شركة خاصة فهو فني مساحة، كان راتبه في الشركة الاولى التى يعمل بها 12 ألف جنيه،أنا اعاني والاب لا يعبأ بهم سأظل اطالب بحقوق ابنائي لكن اريد أن يساعدنى القانون في إلزام هؤلاء الآباء بالإنفاق على ابنائهم.
انا وضرتى
تزوجته وأنا اعلم أنه كان لديه تجربة سابقة في الزواج ولديه طفلين خدعنى واخذ يوهمنى بأن طليقته الاولى كانت سيدة متسلطة وانه بالرغم من ذلك ينفق على صغاره، لكن بعد الزواج اكتشفت حقيقته؛ فهو شخص متعدد العلاقات النسائية لكن للاسف كان ذلك بعد فوات الآوان بعد أن انجبت منه ابنته، لم استطع الحياة معه طلبت الطلاق وكانت المفاجأة انى عرفت وقتها أنه لا ينفق على طفليه من زوجته الاولى، وكانت صدمة بالنسبة لي، وبعد الطلاق رفض الانفاق على ابنتى، وهرب لكننى قررت عدم الاستستلام واستطعت الوصول إلى عمله وتواصلت مع زوجته الاولى لمساعدتها في المطالبة بحقوق طفليها فهم في النهاية اشقاء ابنتى وكانت الصدمة الكبرى لنا بأنه سيتزوج من الثالثة!
الخديعة
وامام محكمة شمال الجيزة للاسرة روت لنا رانيا حكايتها؛ فقد قام زوجها بضربها وتطليقها وطردها من مسكن الزوجية هي واطفالها الثلاثة لتتقدم بدعوى تمكين ودعاوى نفقة، ليذهب زوجها إليها مقدمًا فروض الولاء والطاعة، وانه سيتعامل معها بطريقة جيدة ولن يهينها مرة اخرى ولانها يتيمة الابوين صدقته وعادت اليه وتنازلت عن القضايا وبعد شهر واحد طردها وأخذ اولاده وذهب إلى محافظة اخرى ليسقط حقها في المطالبة بالنفقة لان الاولاد بحوزته لتبدأ رحلة اخرى بالمطالبة بأبنائها ورؤيتهم.
في المطار
تلك القضية شهدتها محكمة اسرة سيدى جابر بالاسكندرية، الزوج يعمل طبيب اسنان بإحدى دول الخليج طلق زوجته وسافر إلى عمله، وعند مجيئه في اول اجازة حاولت الزوجة الوصول معه إلى حل لكنه رفض كل الحلول، وفي خلسة كتب كل ممتلكاته لوالدته، وسحب حساباته في البنوك والتى تعدت المليون جنيه، وسافر ليترك طليقته وطفليه بدون مليم واحد، لكن الام لم تيأس أو تكل وظلت تحارب للحصول على حقوقها، وكانت النتيجة حصولها على احكام تلزم طبيب الاسنان بدفع 190 ألف جنيه نفقة هذا غير احكام بنفقة المتعة والمؤخر وقائمة المنقولات، وظلت تلك الاحكام حبيسة الأدراج لثلاث سنوات حتى قرر طبيب الاسنان النزول إلى مصر لزيارة والدته لمدة شهر، وعندما انتهى الشهر قرر العودة لمحل عمله لتكون في انتظاره مفاجأة كبرى وهو انه ممنوع من السفر ومن قامت بمنعه من السفر هي ام اولاده، وامام خوفه من ضياع ما يتقاضاه في الدولة التي يعمل بها، إذا لم يسافر مرة اخرى رضخ طبيب الاسنان لأم اولاده واعطاها حقوقها كاملة مقابل أن تسمح له بمغادرة البلاد.
الدفع أو الحجز
الاب هنا يعمل دكتور في أمريكا، ولديه ولد وبنت، اختلف مع زوجته على نفقات المنزل، وكذلك يتهرب دائمًا من مسئولية تربية طفليه وترك الحمل بالكامل على زوجته، هجرها بالسنوات وفي النهاية كان الطلاق هو الحل والخلاص، ظنت الزوجة الشابة أنها بذلك ستنجو بطفليها، وستتحمل مسئوليتهما بكامل إرادتها، لكنها فوجئت به يعلن لها صراحة أنه لن ينفق على طفليه حتى يشعرها بالذل لانها لا تعمل ولانها هي التى طلبت الطلاق، وبعد الطلاق كان امامها خياران هو التواصل مع طليقها بشكل ودي للحصول على حقوقها أو اللجوء للمحاكم، وكان رد طليقها : «عندك المحاكم وريني هاتعرفي تعملي ايه»!، ثم سافر بعدها إلى امريكا وباع كافة ممتلكاته في الإسكندرية، لدرجة انه عندما كان يأتى في اجازة يقيم في احد الفنادق الكبرى حتى لاتستطيع ام ابنائه الوصول إليه، وفي خلال عام استطاعت طليقته الحصول على احكام متجمد لطفليها عن عدة اشهر 30 ألف جنيه من محكمة أسرة الرمل، وكذلك احكام بالحبس، لكنها ظلت حبيسة الادراج حتى عرفت ان طليقها يأتى للإقامة لدى شقيقته، وكانت النهاية وبالقانون؛ وجهت الام الشابة اعلانات القضايا على منزل شقيقة الدكتور الكبير الذى يتم حسابه على عمله بالساعة في الخارج، واصبحت احكام الام نهائية، فحجزت على ممتلكات شقيقته وبيتها وعن طريق المحكمة حددت الحجز وبيع الممتلكات حتى تحصل على النفقة، وامام ذلك الإجراء لم يجد الدكتور الكبير سوى النزول ودفع نفقات ابنائه والرضوخ لها حتى لا يتم بيع ممتلكات شقيقته.
اقتراحات
وبعدما عرضنا لبعض النماذج من معاناة المطلقات في تنفيذ احكام النفقة،تحدثنا مع بعض المحامين عن هذا الأمر، فهم المحك الأول والأخير في هذه القضية.
تقول دينا طارق المحامية؛ للاسف قضايا النفقة تصبح من اصعب القضايا إذا كان الزوج لايعمل في جهة حكومية أو مكان معلوم، فهي كقضية تنتهى في اشهر معدودة لكن تنفيذها يحتاج لسنوات إذا كان الزوج يعمل في مهنة حرة أو خارج البلاد، او عجزت الزوجة عن أن تثبت ممتلكاته وللاسف في بعض الاحيان تصبح الاحكام على ورق لأن عبء إثبات الدخل والتحري على مكان الزوج يكون على عاتق الزوجة، وللأسف بعض الامهات لا تستطيع فعل ذلك فبعد أن تقطع مشوارًا طويلا في القضايا تقف عند التنفيذ لانها لا تستطيع الوصول إلى الاب وعندما ترفع دعوى حبس ويصدر حكم لا يتم إدراجه في صحيفة سوابقه، حتى تقوم الزوجة بعمل جنحة امتناع عن تنفيذ دفع نفقة وهنا الصدفة وحدها هي التى تلعب الدور في القبض عليه إذا تم استيقافه في كمين أو ماشابه ذلك، لذا اقترح أن تقوم وزارة العدل بمخاطبة اجهزة الدولة وإدراج هؤلاء الآباء على قائمة حرمانهم من كافة الخدمات الحكومية حتى ينفذون احكام القضاء.
ويقول المحامى معتز محمد عبد المنعم: للأسف هناك ازواج يرفضون القيام بواجبهم تجاه ابنائهم لمجرد العند وعقاب الزوجة على طلبها الطلاق وبالرغم من أن البعض منهم يكون ميسور الحال إلا انهم امام المحكمة يدعون الفقر حتى يتهربون من دفع النفقة او يدفعون اقل شيء لاولادهم ظنا منهم انهم بذلك يعاقبون الام وليس الاطفال، لكن القانون الآن اعطى للزوجة الحق في رفع جنحة امتناع عن تنفيذ احكام النفقة بعد حصولها على احكام بمتجمد النفقة، وذلك طبقًا للقانون الذى صدر مؤخرًا وبمجرد صدور الحكم لا يستطيع الزوج التعامل مع الجهات الحكومية مثل اصدار بطاقة أو رخصة أو ماشابه ذلك، لكن للاسف ايضا تلك الجنحة مرتبطة بأحكام الصغار فقط، فنأمل من المشرع أن يحدد ضوابط اكثر صرامة حتى تستطيع الزوجة الحصول أكثر على حقوقها خاصة من الازواج الذين يعملون بالخارج او يعملون عملا حرا، لاننا نواجه صعوبة كبيرة في إثبات دخلهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.