الملاذ الآمن.. كيف تستثمر أموالك في ظل الأزمة الاقتصادية؟

الخبراء : شهادة ال 18% الأفضل ثم الذهب وأذون الخزانة

شهادات الاستثمار أم الذهب أم العقارات؟.. سؤال يتردد فى أذهان الكثيرين فى الوقت الحالى، حيث يلجأ أغلب المواطنين إلى البحث عن مصدر دخل إضافى بجانب عملهم، ودائما تزداد عملية البحث عن أفضل طريقة للاستثمار الصحى والآمن فى نفس الوقت، البعض يرى أن شهادات الادخار أنسب استثمار خاصة بعد ارتفاع نسبة الفائدة إلى 18%، والبعض الآخر يغامر فى شراء الذهب ويعتبرونه الاستثمار الآمن خاصة بعد تخطى سعر الجرام 1200 جنيه، وهناك من يفكر فى شراء العقارات التى تعتبر أهم أدوات الاستثمار على المدى البعيد خاصة فى ظل الأزمة الروسية الأوكرانية وما لها من تداعيات قد تؤثر على المدخرات المالية، رغم أن الاستثمار الآمن فى هذا الوقت يعد أمرا صعبا للغالية إلا أن هناك مجالات مضمونة بشكل كبير ويسهل التداول فيها وتحقيق الأرباح دون أى مجهود .
يبحث المستثمرون الأفراد عن استثمار أموالهم ذات العائد المادى الكبير، والآمن فى نفس الوقت دون المخاطرة بهذه الأموال، ما يدفعهم إلى شراء شهادات بنكية أو الذهب باعتباره الملاذ الآمن فى وقت الأزمات السياسية والاقتصادية. «الأخبار» تحدثت مع خبراء الاقتصاد والعقارات لمعرفة أفضل طرق للاستثمار الآمن فى الوقت الحالى.
فى البداية يقول الدكتور مصطفى بدرة الخبير الاقتصادى، إن فكرة الاستثمار سؤال محير للمواطنين لعدم تشابه الدخل والفائض المالى، كل فرد يقيس القدرة على الاستثمار فى «تلاقى المدخرات الخاصة « ذلك يعود لمصدر الدخل الأساسى، هناك بعض المواطنين يقومون بالتضحية المالية مقابل تدبير الأموال للاستثمار، يتم إنفاق الأموال على قدر الحاجة فقط، من أجل توفير مبلغ مالى فى نهاية الشهر.
أضاف أن هناك عدة بدائل للاستثمار وأن الاختيار ما بينها يتوقف على حجم المخاطرة التى يمكن أن يتحملها المواطن، تبدأ بشهادة الادخار، تعد هذه الشهادات أهم وسائل تحقيق دخل ثابت أو الاستثمار بشراء المعادن سبائك أو جنيهات.
ويعتبر الذهب الملاذ الآمن فهو معروف أنه الاستثمار الشعبى بين الناس، حيث يستطيع أى شخص شراء الذهب فى أى وقت دون التقيد بأية قوانين أو مواعيد محددة للبيع أو الشراء، يمكن الاستثمار فيه بسهولة ويحتفظ بقيمته على المدى الطويل، الاستثمار الثالث أذون الخزانة المصرية للسوق الثانوى، تعتبر إحدى وسائل الاستثمار الآمنة ومتاحة للجميع، وهى مضمونة أيضًا كإحدى وسائل الادخار والاستثمار.
العقارات فرصة جيدة للربح والاحتفاظ بالأموال فى البيت خسارة كبيرة
مشيرا إلى أن الاستثمار الرابع هو شراء سندات الخزانة التى يطرحها البنك المركزى وهى أيضا إحدى الآليات المضمونة للاستثمار وآمنة، الاستثمار الخامس شراء العقارات والأراضى خاصة المتاحة من الدولة سيكون أحد البدائل المهمة للاستثمار.
وتحقيق دخل منها ولكنها ربما تحتاج إلى حجم كبير من الأموال لشراء وحدات عقارية، الاختيار السادس و الأخير للخبير الاقتصادى، هو إمكانية الاستثمار فى سوق المال ولو كنت من المحترفين ولديك قراءة للميزانيات والقدرة على الضغط على الأعصاب يمكن الاستثمار فى سوق المال وهناك ضمانات لتحقيق أرباح وكلما كانت هناك مخاطرة فهناك فرصة.
موضحا أن الاحتفاظ بالأموال فى البيوت يسبب خسارة لصاحبها لأن قيمتها تتراجع نتيجة التضخم، والمطلوب توجيهها للبنوك واستثمارها بأى صورة متاحة.
شهادة البنوك
تقول رانيا يعقوب عضو اللجنة الاستشارية لسوق المال، إن هناك فرقا بين الملاذ الآمن هو الأصل الذى يحتفظ بقيمة الأموال، والاستثمار الذى يحقق العائد المادى يعتبر من الأمور التى يسعى إليها الأفراد والمستثمرون من خلال وضع استثمار أموالهم فى أصول ذات عوائد مادية كبيرة.
ومن بين هذه الأصول معدن الذهب وشهادات الادخار، ارتفاع سعر الذهب بصورة مبالغ فيها نتيجة للتوقعات وانخفاض سعر العملة أصبح شراء الذهب يسبب مخاطرة كبيرة فى الاستثمار وتبقى النصيحة المرشحة أمام المدخر الفرد من أصحاب المبالغ الصغيرة لاستثمار أموالهم فى عام يتمثل فى شراء شهادات ادخار بالبنوك.
وأضاف أن ذلك يأتى بهدف الحصول على عائد منتظم ومضمون، وأيضا الحفاظ على هذه الأموال من أى مخاطر، خاصة إذا كان يعتمد على عائد هذه المبالغ أو جزء منه فى معيشته.
الادخار 18% ذات العائد المادى الكبير، فهى من بين الخيارات الاستثمارية التى طرحها بنك مصر والبنك الأهلى المصرى، بعد قرار البنك المركزى المصرى رفع أسعار الفائدة، لتجذب شريحة كبيرة من الأفراد بهدف تحقيق ربح من شراء الشهادات، لكن هذه الشهادات محددة المدة وهو سنة فقط، فسيكون العائد المادى على الشهادة لمدة سنة فقط، لكنها تتميز بأنها فرصة أمام الأفراد الذين يرغبون فى الحصول على عائد مضمون وثابت كل شهر.
أوضحت يعقوب أن كل الاستثمار له مخاطرة لذلك يجب البحث عن الاستثمار الآمن الذى يعود بعائد على المواطن، أما عن المشروعات الصغيرة فأكدت أن دورة رأس المال فيها سريعة تناسب الشباب بصورة أكبر ودائما يميل الشباب للمشروعات الاستهلاكية والمطاعم لكن مصر تحتاج مشاريع إنتاجية خاصة فى ظل الظروف ووقف الاستيراد من الخارج، يجب توفير منتجات بديلة والمستثمر الذكى الذى يمتلك رأس المال يبدأ البحث عن السلع الناقصة والتى تأثرت بعدم الاستيراد من الخارج ويبدأ يفكر بطرق الإنتاج فى المواد الخام.
استثمار العقارات
أكد المهندس أحمد العتال مطور عقارى، أن الاستثمار العقارى من أكثر أنواع الاستثمار ربحية، نظراً لكونه منخفض المخاطر، ويحقق تدفقاً نقدياً ثابتاً، خاصة مع زيادة عدد السكان ونسبة المعروض أقل بنسبة 50% من المطلوب، فأى شخص يستثمر فى مجال العقارات، يمكن أن يضمن أن أسعار العقارات ستتزايد بمرور الوقت، العقارات استثمار مضمون غير قابل للخسارة، فهى عبارة عن أموال محفوظة تزيد قيمتها مع الوقت، يمكن من خلالها تحقيق عائد استثمارى مرتفع، ويعد الوقت الراهن الأنسب لشراء العقار.
موضحا، يتميز أيضا الاستثمار فى العقارات بأنظمة التقسيط الطويلة مما أتاح الفرصة للكثير بوضع مبلغ مالى ويتم تسديده على فترات طويلة، ليس من الممكن أن تحدث فقاعة عقارية فى مصر بسبب كثرة عدد السكان، لأن الدولة تعمل بشكل كبير فى هذا المجال وكذلك المطورون العقاريون.
أضاف العتال أن الاستثمار البديل شهادات الادخارية مرتبط بزيادة معدلات الفائدة، ففى حالة زيادة فائدة الشهادات الادخارية فمن الممكن توزيع وتنويع الاستثمار بين شراء عقار وبين الشهادات الادخارية، كل منهما بنسب معينة على حسب تكلفة الفرصة البديلة وهو ما ننصح به من يريد استثمار أمواله فى الوقت الحالى.
شراء جنيه أو سبيكة
أعرب إيهاب وصفى رئيس غرفة صناعة الذهب باتحاد الصناعات أن قرار الاستثمار يتوقف على بندين رئيسيين، أولهما المبلغ المراد استثماره، وثانيهما المدة المتاح استثمار المدخرات بها وإلى أى مدى يمكن الاستغناء عنها.
وأضاف أن التوقعات بارتفاع مستويات الأسعار عالمياً، من سعر فائدة وعقارات وذهب ومعادن أخرى، لابد أن يأخذها المستثمر فى حسبانه، مع معرفة أن أوجه الاستثمار المتاحة فى الوقت الحالى محدودة فى مصر لصغار المستثمرين.
موضحا أن الذهب الاستثمار الأفضل، والملاذ الآمن، وحافظ لقيمة العملات من الانهيار، خلال أوقات الأزمات السياسية والاقتصادية، وذلك بعد الارتفاعات القياسية الأخيرة التى سجلها مع بداية اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية إن امتلاك الشخص نقودًا للاستثمار يقوم بشراء السبائك والجنيهات.
مشيرا أن هناك بعض الدول أصبحت تتعامل بالذهب وأصبح السند الرئيسى لها، إن سعر المعدن الأصفر يزداد ما بين 22% إلى 36% سنويًا وهو ما يمثل رقمًا جيدًا بالنسبة للمستثمرين.
تابع وصفى أن كل الأوقات مناسبة للاستثمار فى الذهب ولو انخفض السعر بعدها لا يقلق الناس لأن السعر يعاود الارتفاع مرة أخرى، إن المعدن الأصفر من الأدوات الاستثمارية الجيدة فى كل وقت.
ويقول نادى نجيب، عضو شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية: دائمًا كنا نرى آباءنا وأجدادنا يذهبون لشراء الذهب. إن الاستثمار فى الذهب أحد أهم الملاذات الآمنة فى حالة الأزمات ولكن يحتاج مبالغ ليست بقليلة والمقصود باستثمار الذهب هو الاحتفاظ بالأونصة أو جنيهات.
وليس الذهب المباع فى محلات الصاغة وخاصة أن العالم مقبل على موجة ركود تضخمى غير معلوم مداه الزمنى، لا أنصح حاليًا بالعقار تماما لأنه محمل بتكاليف تمويل مرتفعة للغاية مما ينذر بتراجع أسعاره أو على الأقل العائد الاستثمارى فيه سيكون أقل بكثير.
أضاف أن الاحتفاظ بجزء نقدى أمر مهم للغاية لاقتناص فرص فى العديد من أوجه الاستثمار خاصة فى ظل الأزمات العالمية المتلاحقة، إنه من الضرورى تنويع الاستثمارات مهما كان الوقت وتحت أى ظروف حتى تتجنب المخاطرة.
أوضح نجيب أن الاستثمار الآخر شراء شهادة بنكية ولكن من عيوبها عدم التصرف بفك الشهادة أو سحب الفلوس إلا بعد مرور ستة أشهر من تاريخ شراء الشهادة .
اقرأ ايضا | مجلس النواب يفتح ملف إنفلات أسعار الذهب.. وبرلماني يتهم شعبة المجوهرات برعاية السوق السوداء