كتب: محمد طلعت منذ وفاة نقيب المحامين رجائي عطية لا يمر يوم إلا وتتصاعد فيه الأحداث داخل النقابة مع تغيير المواقف والتحالفات بين الجميع وتحول البعض 180 درجة عما كان قبلها بأيام قليلة، فما هى بورصة المرشحين هذا الأسبوع؟!، وهل الأسماء التي عادت للمشهد مرة أخرى تستطيع أن تحصل على مقعد النقيب في الانتخابات التي لم يتم تحديد موعدها حتى الآن بسبب خلافات تشكيل هيئة المكتب؟!، هذا ما سنحاول الإجابة عليه في السطور التالية. كما قلنا في العدد السابق إن مجلس النقابة سيجتمع في الإسكندرية في إفطار جماعي لتشكيل هيئة المكتب الجديد حتى يتم تحديد من سيدير النقابة في الفترة المقبلة ومن سيدعو للانتخابات لكن ذلك الاجتماع لم يسفر عن شيء بعد زيادة الخلافات بين الأعضاء على المناصب داخل هيئة المكتب ورغبة البعض في الحصول على أكبر مكاسب خلال هذه الفترة. أعضاء المجلس التابعين لجبهة الإصلاح والتي يتصارع قياداتها من أجل الحصول على التأييد لكي ينزل أحدهم الانتخابات المكملة على مقعد النقيب العام للمحامين مازالت منقسمة رغم تفوق عبد الحليم علام على منافسيه من قيادات الجبهة في قياسات التوافق من المؤيدين لكن مازال البعض يمني النفس لكي يزيح علام ويتنافس هو خاصة أن هذه الفرصة لن تأتي مرة أخرى قريبا لعدم وجود منافسين أقوياء وهو الأمر الذي يجعل الصراع بينهم يشتد كل لحظة ويبحث كل فرد فيهم على داعمين جدد لكي يستطيع أن يقول إنه سينزل للتنافس. اقرأ أيضاً | «المحامين» تشيد بإهداء suits بالعربي لروح رجائي عطية على الجانب الآخر ظهر منافس جديد في الصورة يحاول أن يجمع أنصاره والتحالفات القديمة التي مكنته في وقت من الأوقات من الفوز بمقعد النقيب؛ وهو حمدي خليفة الذي طرح اسمه بقوة خلال الساعات الأخيرة ويحاول في هذه الفترة عقد الاجتماعات مع مجموعات من المحامين في نطاق الجيزة التي له فيها أنصار بفضل تواجده كنقيب سابق لها لمعرفة مدى قبول ترشحه للانتخابات لكن هناك عقبة في ترشح خليفة وهى أنه عندما فاز في الانتخابات على سامح عاشور في ذلك التوقيت الصعب الذي كانت تمر به البلاد كان مدعوما وقتها من جماعة الإخوان، وعدم وجود الإخوان في الصورة الآن أو عدم دعمهم حمدي خليفة سيجعل فرصه في التنافس على المقعد ضعيفة جدا. حمدي خليفة يحاول أن يسوق أنه خلال العامين اللذين تولى خلالها مسؤولية النقابة، تمكن من الحصول على أراضي ضخمة في المحافظات لإقامة نوادي وأماكن سكنية للمحامين، فهو يقول أنه فعل الكثير للنقابة خلال عامين فقط، وبالتالي يطرح نفسه باعتباره يعمل من أجل خدمات المحامين وليس له أجندات سياسية بل سيكون نقيب خدمي فقط، لكن حتى الآن لم يتم تحديد مدى توجه المحامين نحو حمدي خليفة وهل سيكون هو المرشح الذي سينتصر في الانتخابات كما حدث قبل أكثر من 10 سنوات أم أن ذلك الزمن قد ولى ولن يعود هذا ما ستبينه الأحداث في الأيام المقبلة. على الجانب الآخر بدأا منتصر الزيات الاجتماعات مع أنصاره بكثافة خلال الأيام الأخيرة بعدما بدأ التفكير بجدية في خوض الصراع الانتخابي المقبل خاصة مع إعلان سامح عاشور عدم نيته خوض الصراع الانتخابي وهو الأمر الذي يجعل منتصر الزيات إذا استطاع أن يجمع مؤيديه داخل النقابة لتأييده والوقوف خلفه سيكون من أقوى المنافسين، وهو ما يدركه منتصر الزيات جيدا لذلك لن يترك تلك الفرصة تذهب هدرا حتى مع الهجوم الكبير الذي يتعرض له من قبل البعض من أنصار المنافسين الآخرين في الأيام الأخيرة واتهامه بأنه محامي للجماعات المسلحة خلال سنوات طويلة وهو الأمر الذي جعل أنصاره ومؤيديه يخرجون للحديث والدفاع عنه، فهل سيستمر منتصر في الصراع الانتخابي الذي لم يتحدد موعده بعد أن سيعيد ما فعله قبل عامين من أن يتراجع عن الترشيح وترك وقتها الساحة لرجائي عطية لينافس سامح عاشور لكن الآن مع عدم وجود مرشح قوي بصورة كبيرة سيفكر منتصر ألف مرة قبل الاعتذار وإن حصل لن تتوفر تلك الظروف له مرة أخرى. عاشور لم ينسحب أما سامح عاشور الذي أعلن عدم خوضه للعملية الانتخابية الحالية وانتظاره للانتخابات الكبرى في 2024 بدأ في جمع أطياف مجتمع المحامين حوله وخاصة الذين كانوا خلال العامين الماضيين ممن عارضوه ودعموا منافسه الراحل وهو الأمر الذي يؤكد على أن عاشور لم ينسحب نهائيا من صراع التنافس على الانتخابات التكميلية ومازال يتشاور ويبحث مع مؤيديه وحتى مع معارضيه عما سيجري داخل النقابة خلال الأيام المقبلة خاصة مع فشل أعضاء مجلس النقابة من جبهة الإصلاح التي تكاد أن تتفكك في الوصول للتوافق بينهم لمواجهة منافسيهم وهو الأمر الذي يساعد سامح عاشور بصورة كبيرة في النزول للانتخابات إذا ما قرر ذلك أو لدعم أحد المحامين المقربين منه لخوض الانتخابات التكميلية لاستكمال العامين المتبقين من مدة النقيب الراحل رجائي عطيه. التنافس على المقعد جذب أسماء آخرى حيث يتردد أن هناك أحد المحامين الشباب الذي لمع بريقه خلال السنوات الأخيرة، ومن عائلة قانونية كبيرة يفكر في النزول للانتخابات والتنافس على مقعد النقيب فهل يستطيع ذلك العضو الجديد أن يصل لما يريد ويجمع مؤيدين من المحامين الذين لا ينتمون لأي من جبهات الصراع السابقة لتأييده باعتباره وجه جديد بعيدا عن الصراعات التي عاشتها النقابة لسنوات وسنوات، هل سيكون ذلك المرشح أحد المنافسين الأقوياء في الانتخابات المقبلة خاصة أنه ينتظر دعما خاصا إذا حصل عليه سيكون من أشرس وأقوى المرشحين على المقعد أما إذا لم يحدث له الدعم المنتظر فلن يستطيع أن يفعل شيئا أمام مرشحين متمرسين في خوض الانتخابات ولهم داعمين في كل المحافظات. من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تغييرًا سواء بالتأييد أو تراجع البعض ودخول آخرين لسباق التنافس، ليكون السؤال من يستطيع أن ينتصر ويصبح هو النقيب الجديد للمحامين؟! هذا ما سنظل نتابعه في الأسابيع المقبلة.