كل من يقابلك فى شوارع القاهرة من أهلها البسطاء يسألك سؤال الساعة: هل سيصل الصراع بين الغرب وروسيا بعد الحرب الروسية الأوكرانية إلى حرب نووية بين الطرفين؟!.. وكانت إجابتى الفورية بلا تفكير عميق: لا أعتقد أن تصل الأوضاع إلى هذه الدرجة لأن بوتين الرئيس الروسى يعلم جيداً أبجديات الأوضاع العالمية من ناحية، كما أن قادة الغرب من الحصافة ألا يتركوا الأمور تفلت من أيديهم من ناحية أخرى. وكانت روسيا قد أطلقت يوم 24 فبراير الماضى عملية عسكرية خاصة فى أوكرانيا بهدف «حماية الناس الذين تعرضوا للإهانة والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف على مدى ثمانى سنوات» طبقا لصياغة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.. وقال بوتين إن هذا الوضع تطلب تنفيذ عملية لنزع السلاح من أوكرانيا وحماية المدنيين فى دونباس.. وردت الدول الغربية على تحرك موسكو بفرض عقوبات اقتصادية وأيضا عقوبات فى كافة المجالات الرياضية والفنية مع التصعيد والدعم العسكرى لسلطات كييف.. ولا شك أن الإعلام الغربى المتمرس لعب دوراً كبيراً فى مساندة نظام زيلينسكى الرئيس الأوكرانى العنيد والذى يخطط الرئيس بوتين لإزاحته من الساحة وإقامة نظام بديل يلبى احتياجات الروس ومطالبهم فى الحياد وعدم الانضمام لحلف شمال الأطلنطى (الناتو).. واتخذ الاتحادان الدولى والأوروبى لكرة القدم عدة قرارات للتعبير عن غضبهما من روسيا للتصرفات التى تقوم بها فى أوكرانيا، ويرونها منافية للديمقراطية واعتداء على دولة كاملة السيادة ، فقررا تجميد أصول الملياردير الروسى عليشر عثمانوف الذى يسهم فى نادى إيفرتون الانجليزى.. وقالت صحيفة تليجراف وشبكة بى . بى . سى : «الاتحاد الأوروبى قد اتخذ قراره بشأن توقيع أقصى عقوبة على رجل الأعمال الروسى بسبب الغزو الروسى لأوكرانيا».. وقد وصف الاتحاد الدولى رجل الأعمال عثمانوف بأنه داعم للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وأن لديه ميولاً نحو الغزو الروسى لأوكرانيا. كما تم فرض حظر على أمواله وعدم سفره داخل الدول الأوروبية.. ومن المعروف أن شركة USUM Holdings التابعة لعثمانوف تقوم باستضافة تدريبات فريق إيفرتون، والذى يمتلك أيضا التسمية الحصرى فى ملعب توفيز الجديد.. وكان الاتحادان الدولى والأوروبى لكرة القدم قد أعلنا عدم مشاركة الفرق والمنتخبات الروسية بجميع المسابقات التابعة للاتحادين. كما أوضح الاتحاد الأوروبى أنه قطع علاقاته بشركة جازبروم التابعة لدولة روسيا.. وهذه القرارات بإيقاف الفرق الروسية تمنح فريق لايبزيج الألمانى التأهل الى دور ال 16 لبطولة الدورى الأوروبى دون أن يواجه نظيره سبارتاك موسكو الروسى. كما أن قرار الاتحاد الدولى سيسرى على عدم مشاركة المنتخب الروسى فى الملحق الأوروبى المؤهل إلى بطولة كأس العالم بقطر 2022 والذى سيقام فى شهر مارس الجارى.. وليس فقط الاتحادان الدولى والأوروبى لكرة القدم اللذان قررا وقف أنشطة دولة روسيا بل انضمت إليهما اللجنة الأولمبية الدولية التى قامت بوقف روسيا فى منافسات بسبب الغزو الروسى لأوكرانيا. وفى بيان للاتحادين الدولى والأوروبى لكرة القدم قال إن ما تم اتخاذه من قرارات ضد روسيا تعد قرارات أولية، ويأمل الاتحادان أن يتحسن الوضع فى أوكرانيا بشكل كبير وسريع بحيث تصبح كرة القدم مرة أخرى قوة دافعة للوحدة والسلام بين الناس.. ورغم ما قيل وتردد كثيراً من كذب وادعاءات من الطرفين الروسى والغربى ومعهما زيلينسكى الرئيس الأوكرانى ونظامه، فإننا نأمل أن يتوصل الجانبان الروسى والأوكرانى إلى توافق لتسوية الخلافات والأوضاع فيما بينهما ليعود السلام ليسود أوروبا بما ينعكس على العالم كله.. فالعالم ليس فى حاجة إلى مزيد من التوتر والوصول إلى حافة الهاوية التى قد تؤدى إلى خسائر مدمرة لجميع الأطراف وإلى مالا يحمد عقباه .. فما أحلى من السلام واللجوء للدبلوماسية شعار الدولة المصرية فى الجمهورية الجديدة.