صالح العلاقمى تختلف الطريقة التى يصنع بها أهالى سيناء الخبز عن الطرق المتبعة فى باقى محافظات مصر، حيث اعتاد أبناء أرض الفيروز صناعة الخبز فى المنازل بالطريقة التى توارثوها عن الأجداد. والغالبية العظمى من أبناء شبة الجزيرة المصرية لا يعرفون المخابز إلا منذ زمن قريب، وفى أماكن محدودة خاصة المدن، وإن وُجدت المخابز فإن السيناويين لا يعتمدون عليها كثيراً، بل يفصلون صنع خبزهم بأنفسهم باعتباره صحياً وله مذاق خاص ويفضلون تناوله طازجاً. ويُعد خبز الفراشيح أحد أهم العلامات المميّزة فى بادية شمال سيناء، كونه يتميز بأنه خفيف على المعدة وسريع التحضير، ويعتبر بديلاً عن الخبز التقليدي، حيث إن خبز الفراشيح موروث فى العادات السيناوية. وتمثل االفراشيحب الخبز الرسمى لأهل سيناء ولا يستغرق صنعها سوى بضع دقائق، ووسيلة سهلة لسد الجوع، وهى مغذية بالفعل، وتصنع من دقيق القمح ويضاف له الماء والقليل من الملح،ت حيث يتم تقطيعها يدوياً، ثم تُفرد القطع وتوضع على الصاج لتنضج فى أقل من دقيقة، إذ يوضع الصاج على حفرة داخلها فحم من بقايا الأشجار. ويقال إنه عند وصول سيدنا موسى (عليه السلام) من مدين إلى سيناء كان يحمل بشائر خير إلى قبائل سيناء، وكانت تحمل معها الخير من خلال تعلم أشياء كانوا يجهلونها مثل صُنع الخبز. يقول سليمان العياط، الباحث فى التراث السيناوي، إن الفراشيح من أهم مظاهر الحياة فى بادية سيناء، إذ تُعد من أهم المورثات البدوية، وتعتبر أساس الوجبات الغذائية للبدو هناك . واالفراشيحب أو ما يسمى لدى أبناء البادية باالرقاقب، من أشهر وأشهى أنواع الخبز الذى يشتهر به أهل شمال سيناء، وهو خبز يُعتمد عليه فى الوجبات الأساسية اليومية والعزائم عندما يضاف له اللحم، ويقدم بالأساس خلال المناسبات والأعياد. فيما يقول حسن سلامة، الباحث فى التراث السيناوي، إن القبائل فى سيناء كانت تتنقل من مكان إلى آخر، وكان لا بد من توافُر وسيلة تضمن لهم الحصول على الخبز، فبدأ التفكير فى صنع خبز على الحطب، ومنها نشأ خبز الفراشيح الذى نال شهرة واسعة فى سيناء، وأصبح الطعام الأول على المائدة السيناوية، وسيدها فى المناسبات الهامة، خاصة فى ولائم الأفراح. ويشير سلامة إلى أن خبز الفراشيح يُصنع بإضافة ماء ودقيق وقليل من الملح وبعض الزيت لفرد العجين، ويستخدم هذا الخبز لتناول الطعام اليومي، كما تصنع منه االفته السيناويةب الشهيرة، وتتكوَّن من لحم الخراف أو الماعز، وطبقات من الرقاق السيناوى وفوقها طبقة من الأرز بالشعيرية والمكسرات بأنواعها. ويُقدّم خبز الرقاق ساخناً لتناول الطعام بمختلف أنواعه أو تصنع منه أطباق االفتة.