أسعار الخضروات اليوم الجمعة 10-5-2024 في الدقهلية    خطوة بخطوة.. طريقة الاستعلام عن المخالفات المرورية    ضبط طن دقيق بلدي مدعم قبل تهريبه في منيا القمح بالشرقية    حصاد جامعة حلوان الأسبوعى    عيار 21 يصعد الآن 75 جنيهًا.. زيادة جديدة ل سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 10-5-2024    وزارة التموين تسلم 2.3 مليون طن قمح محلى من المزارعين حتى الآن    إزالة التعديات على أراضى أملاك الدولة والأراضى الزراعية بكفرالشيخ    البيئة تنظم الجلسة التشاورية الأولى للشراكة بين القطاعين العام والخاص في إدارة المخلفات الصلبة    فصائل فلسطينية تعلن إيقاع قوة إسرائيلية فى كمين بحقل ألغام شرق رفح الفلسطينية    قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف منطقة اللبونة في بلدة الناقورة جنوبي لبنان    موعد مباراة فروسينوني وانتر ميلان في الدوري الايطالي    نهضة بركان يعلن طرح تذاكر مباراة ذهاب نهائي الكونفدرالية أمام الزمالك    "لديه ذبذبة".. مهاجم الزمالك السابق يتحدث عن فرص الزمالك للفوز بالكونفدرالية    رحلة مبابي في باريس تنهي بمكالمة الخليفي    سويلم: الحضارة المصرية رائدة في وضع تقنيات للري تعد الأقدم بالتاريخ    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد عبدالحليم محمود بالشرقية    حبس متهم بالشروع في قتل زوجته بسبب خلافات أسرية بالعمرانية    وضع رجلها في صندوق القمامه.. مكالمة هاتفية وراء القبض على قاتل «سيدة النهضة»    "يا عزيز عيني" فانتازيا أسطورية تحكي عن إيزيس وأوزيريس بطنطا    الفنانة يسرا اللوزي تشيع جنازة والدتها عقب صلاة الجمعة    إلهام شاهين: أعتز بدراستي للمسرح في أكاديمية الفنون المصرية    هنا الزاهد وشقيقتها فرح يرقصان في حفل زفاف لينا الطهطاوي (صور وفيديو)    رد فعل محمد عادل إمام بعد قرار إعادة عرض فيلم "زهايمر" بالسعودية    الاستغفار والصدقة.. أفضل الأعمال المستحبة في الأشهر الحرم    6 تخصصات.. "صحة مطروح" تطلق قافلة طبية في العلمين    ترفع الكوليسترول وتضر القلب.. 5 أطعمة احذر تناولها على الإفطار    بمكونات بسيطة.. طريقة عمل البطاطس البيوريه في المنزل    تجنب 4 أطعمة لتقليل خطر الإصابة بالسرطان    اليوم.. آخر فرصة للتسجيل الإلكتروني لاستمارات امتحانات الدبلومات الفنية 2024    ضبط قضايا اتجار بالنقد الأجنبي ب 15 مليون جنيه خلال 24 ساعة    وزير العمل يتابع إجراءت تنفيذ مشروع "مهني 2030" مع "اللجنة المختصة"    10 علامات ابحث عنها.. نصائح قبل شراء خروف العيد    «التنمر وأثره المدمر للفرد والمجتمع».. موضوع خطبة الجمعة اليوم بالمساجد    463 ألف جنيه إيرادات فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة في يوم واحد بدور العرض    فريدة سيف النصر ضيفة عمرو الليثي في «واحد من الناس».. الإثنين    د. الخشت يترأس لجنة اختيار المرشحين لعمادة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة    فضل يوم الجمعة وأفضل الأعمال المستحبة فيه.. «الإفتاء» توضح    مصرع ضابط شرطة إثر اصطدام «ملاكي» ب«جمل» على الطريق ببني سويف    حماس: الكرة الآن في ملعب الاحتلال للتوصل لهدنة بغزة    القسام تعلن مقتل وإصابة جنود إسرائيليين في هجوم شرق رفح الفلسطينية    سعر متر التصالح في مخالفات البناء بالمدن والقرى (صور)    نشوب حريق بمصفاة نفط روسية بعد هجوم أوكراني بالمسيرات    حماس: لن نترك الأسرى الفلسطينيين ضحية للاحتلال الإسرائيلي    شخص يطلق النار على شرطيين اثنين بقسم شرطة في فرنسا    تاو يتوج بجائزة أفضل لاعب من اتحاد دول جنوب إفريقيا    دعاء يوم الجمعة لسعة الرزق وفك الكرب.. «اللهم احفظ أبناءنا واعصمهم من الفتن»    أول مشاركة للفلاحين بندوة اتحاد القبائل الإثنين المقبل    لمواليد 10 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    الناس بتضحك علينا.. تعليق قوي من شوبير علي أزمة الشيبي وحسين الشحات    رئيس الحكومة اللبنانية يبحث مع هنية جهود وقف إطلاق النار في غزة    طبق الأسبوع| مطبخ الشيف رانيا الفار تقدم طريقة عمل «البريوش»    هل قول زمزم بعد الوضوء بدعة.. الإفتاء تجيب    مايا مرسي تشارك في اجتماع لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب لمناقشة الموازنة    عبد الرحمن مجدي: أطمح في الاحتراف.. وأطالب جماهير الإسماعيلي بهذا الأمر    ما حكم كفارة اليمين الكذب.. الإفتاء تجيب    إصابة 5 أشخاص نتيجة تعرضهم لحالة اشتباه تسمم غذائي بأسوان    اللواء هشام الحلبي يكشف تأثير الحروب على المجتمعات وحياة المواطنين    نهائي الكونفدرالية.. تعرف على سلاح جوميز للفوز أمام نهضة بركان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسائل القضاة.. دروس في الأخلاق واللغة


منى ربيع
..على مدار سنوات طويلة كانت هناك قضايا كبيرة شغلت الرأي العام وأخرى لا يعرف أحد عنها شيئًا إلا عند صدور احكام فيها، ولكن يبقى دائمًا ما يتلوه القاضي من حيثيات بعد النطق بالحكم، هي رسائل مهمة بمثابة دروس لا تحمل فقط تعنيفًا للمتهم جراء جريمته وإنما هي نصائح يستفيد منها المجتمع، رسائل مهمة حملها القضاة في أحكامهم على منصة القضاء بعضها موجه للمتهم وأخرى للمجنى عليه أو ذويه وأخيرًا للمجتمع حتى يتحقق الردع العام.
ساحات المحاكم حملت المئات من الرسائل البليغة بل هي قطع أدبية جاءت على لسان قاضي المنصة، مليئة بالعبارات البليغة التى تمس القلوب قبل العقول تجعلنا نقف عند كل كلمة فيها نتأملها جيدا حيث تحمل معانى كثيرة آخرها الرسالة التى وجهها المستشار بهاء الدين مري في حكمه على المتهم بتعرية شقيقته طمعًا في ميراثها، ومن هنا كان لابد أن نستعرض اهم الرسائل التاريخية التى حملتها منصة القضاء على لسان قضاتها في السطور التالية.
منذ أيام قليلة مضت؛ أصدرت محكمة جنايات المنصورة برئاسة المستشار بهاء الدين محمد خيرت المري، وعضوية المستشار أحمد لطفي حسانين، والمستشار سعيد السمادوني، والمستشار محمد الشرنوبي، حكمًا حضوريًا بمعاقبة محمود. ا. ع بالسجن المشدد 10 سنوات، ومعاقبة صديقه بالسجن5 سنوات؛ وذلك في اتهامهما بخطف شقيقة الأول باحثة بجامعة الأزهر ومحاولة هتك عرضها وتصويرها في وضع مخل بنطاق مدينة المنصورة محافظة الدقهلية لإجبارها على التنازل عن الميراث، تلك القضية التى شغلت الرأي العام مؤخرًا لما تحمله من بشاعة، وهدم للقيم الأسرية جراء ما فعله الأخ تجاه شقيقته؛ المستشار وجه كلمة تاريخية للمتهم بعد جلسة النطق بالحكم، تدمي القلوب، وتوقظ العقول الغائبة، وتجعلنا نقف أمامها كثيرًا حيث تلا المستشار قائلا موجهًا كلامه للمتهم داخل القفص: «يا محمود.. ألقت بك المقادير في يم الحياة طفلًا يتيمَ الأبوين،فقيض لله لك أختًا، ما كانت امرأةَ سَوءٍ ولا بَغيَّا، بَصُرَت بكَ عن قُربٍ وأنتَ لا تشعُر، ومََشت بكَ في دُروب الحياة على استحياءٍ، حتى بَلَغْتَ رُشدَك، ولما شَبَبْتَ عن الطَّوقِ ما شَدَدْتَ عَضُدَها، بل عَرَّيتَها لغَريبٍ يَنهَشُ لحمَها؛ لتأكلَ مِيراثَها ظُلمًا.
«وأضاف رئيس المحكمة: «أمَّنتْكَ في سِربكَ، فرَوَّعتها على المَلأ، دَثَّرَتكَ في ظُلمَةِ الليل؛ فكشَفتَ سِترَها نَهارًا، لم تَرْعَ فيها يا أخَاها إلًّا ولا ذمَّة، ولا لِصلةِ الدم والرَّحمِ حُرمة، لقد جِئتَ شيئًا فَرِيًّا».
وتابع: «فإذا كان المِلحُ يقي اللحمَ الفسادَ، فمن يُصلحُ المِلحَ إذا الملحُ فَسَدَ؟!».
واختتم المستشار كلمته قائلًا: أن هذه القضية ليست في صورتها الحقيقية مجرد واقعة خطف وهتك عرض.. إنما هي على النظرة بعيدة المدى أمارةٌ يقينية على خلل اجتماعي، وبيل يضرب بقيم المجتمع ومبادئه عرض الحائط.
وأهابت المحكمة بعلماء الأمة دينًا واجتماعًا وإعلامًا وثقافة وفنًّا، أن يأخذوا بأيدي الناس إلى أحكام الدين الحنيف وقيم ومبادئ هذا المجتمع الأصيلة القويمة، وقال؛ «ولن يتأتى ذلك إلا بتكاتف يكون فيه صالح هذا الوطن نصب الأعين وفي مهجة القلوب».
الأب المتهم
ومن المتهم بهتك عرض شقيقته إلى مغتصب ابنة زوجته والتى أصدرت محكمة جنايات المنصورة حكمها برئاسة المستشار بهاء المري أيضًا بإعدام ذلك الأب الذئب الذى استباح عرض ابنة زوجته التي قام بتربيتها فصارت كابنته تماما بدلا من الحفاظ عليها وعلى عرضها؛ قال المستشار «المُرى» في كلمته للمتهم: «جَثوتَ للرَّذيلةِ بين يَدَيْ أولادِكَ، وفَسَقْتَ بإحدَى البَنات، وارَيتَ آدميتَكَ جَدَثًا ما ضَمَّ إلاَّ رَمِيمَ الانْحِطَاط، وجئتَ ما لم يُؤتَ في عصر الجُهلاء، فقد وأَدَ أهلُ الجاهليةِ البَناتِ، ولكنَّ أحدَهُم لم يَطَأ بنتَه، أمَّا أنتَ، فوَطَأتَ بنتَكَ، نَهَشْتَ لَحْمَك، ذبَحتَ الأُبُوَّةَ وأحَلتَ رابطَةَ الدَمِ إلى مَاءٍ مَهين، ومن عَجَبٍ أنَّ تَحتَكَ زَوجَتين في عِصمَتك».
وأضاف: «إنَّ المَحكمةَ وهي بصَددِ المُداولةِ، لم تَجِدْ لكَ سَبيلاً للرأفة، ولا مُتسعًا للرحمة، فَحَقَّ عليكَ حَدُّ العقاب الأقصَى لاغتصَاب الأصُولِ للفروعِ جَزَاءً وفاقًا، وهو ما اقتَضَى أخْذَ رأيِ فضيلةِ مُفتي الجُمهورية، فأجَازَهُ شَرعًا، لإفسَادِكَ في الأرض، فمَثَلُكَ، كمَثَلِ وَرَم خَبيثٍ في جِسْم هذا المُجتمع، وجَبَ أن يُجتَثَّ ليُوقَى سُمَّه، والقُضاةُ أُسَاةُ المُجتمع؛ فحقَّ عليهم اجتثاثُه، فقد يكونُ في مَوتِكَ بهذا القضاءِ، عِبرةٌ للناسِ خَيرٌ من حياتِك».
وقضت المحكمة بإجماع الآراء بإعدام الأب المتهم شنقا بموافقة مفتي الديار المصرية على إعدامه بوصفه أنه من المفسدين في الأرض.
شهيدة الشرف
رسالة أخرى أبكت القلوب وجهها المستشار احمد فؤاد الشافعى للمتهمين بقتل شهيدة المنصورة والتى قام زوجها بتحريض احد الأشخاص على اغتصابها حتى يستطيع إذلالها لكنه فشل في ذلك بعدما تمكنت من الدفاع عن نفسها لم يتورع المتهم في قتلها، المحكمة أصدرت حكمها بإعدام الزوج وشريكه لكن قبل النطق بالحكم كان للمحكمة رسالة مهمة قالها المستشار احمد الشافعى رئيس محكمة جنايات المنصورة حيث اكد قائلًا:»بسم لله الرحمن الرحيم بسم لله الحق العدل بسم لله الذي لا يظلم تحت سمائه أحدا، إن هذه الجريمة التي نحن بصددها، أوجعت وأدمت القلوب وهزت وجدان هذا المجتمع المصري، ولا يزال أثرها في النفوس حتى الآن، منذ وقوعها بتلك الصورة الموجعة المفزعة لكل أبناء هذا المجتمع الآمن، جريمة شروع في اغتصاب وقتل للمجني عليها التي هي زوجة للمتهم الثاني».
وأضاف رئيس المحكمة: «اتفق مع المتهم الأول وكان رائدهما الشيطان، واتفقا فيما بينهما على أن يقوم الأول باغتصاب زوجته وقتلها، جريمة ينعدم فيها شرف الرجال ونخوتهم وغيرتهم على أعراضهم غريبة عن هذا المجتمع، فكيف لهذا المتهم الثاني الذي خان الأمانة التي اؤتمن عليها وهي تلك الزوجة المجني عليها، يروعها ويفزعها وهي آمنة في بيتها «بيت الزوجية».
وتابع: «تخمرت في ذهنه فكرة التخلص منها بإلصاق جريمة مخلة بالشرف مصطنعة مع المتهم الأول، وقتلها لقاء حفنة جنيهات، بأن أمد المتهم الأول بالنقود اللازمة لشراء ثياب النساء ليتخفى بها عن أعين الناظرين، حتى يتمكن من الدلوف إلى مسكنها، وبهذا الأمر تمكن من إتمام جريمته بالشروع في اغتصابها، إلا أنها أبت أن تسلم شرفها للمتهم الأول، وقاومته حتى أسلمت روحها إلى بارئها تنطق بالطهارة والشرف والعفة راضية مرضية، تاركة من خلفها شرف لوالديها ولذويها ولطفلها الذي لم يبلغ سوى 9 أشهر من عمره، لم تثنه صرخات هذا الطفل لقسوة قلبه، وتجرده من كل مشاعر الإنسانية والرجولة فقتلها ليصبح هذا الطفل يتيمًا دون أمه».
ووجه المستشار رسالة للمتهمين: «أنتما تحالفتما مع الشيطان، فبؤتما بالخسران المبين وغضب من الله ورسوله، فكان جزائكما من جنس عملكما».
المتهم بذبح ابنه
ايضًا حكم إعدام المتهم بذبح ابنه في الدقهلية حمل مجموعة من الرسائل المهمة للآباء خاصة والأسرة المصرية حيث بدأ القاضي رسالته قائلا: محمود حسن عبد العظيم على – يا محسوب على بنى الإنسان جئت ما لم يأته الوحش والطير والحيوان، فبقلب قد من حديد فكرت وقدرت وسعيت وتدبرت وأعددت مشرطًا جراحيًا ماضيًا فى حدته ونومت ولدك بمنوم وانتبذت به مكانًا قصًا وأضجعته وذبحت، ومن الذي ذبحت فلذة كبدك وقطعة من روحك.. ما الذي كان يجري فى عروقك لو كان دمًا لما ذبحت ثمرة فؤادك.. ألم يرق له والمشرط يجري فى وزجيه الحجر الذي بين ضلوعك.. ألم تصعق للدم المسفوح الذي هو من دمائك ألم تفقد بعدها صوابك.. كلا لأن الإنسان مات فى ذاتك.. وإلى الآباء العاقين توجه المحكمة بمناسبة هذه القضية رسالة.. أبناؤكم أمانة هبة ربانية ونعمة عظيمة أعملوا فيهم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.. وإحذروا قوله كفى بالمرء إثمًا أن يضيع ما يعول».
وأضاف القاضى: «ونعود إلى المتهم.. إن المحكمة وهى بصدد المداولة لم تجد لك من سبيل للرأفة ولا متسع للرحمة فمن لم يرحم الناس لا يرحمه القانون الرادع الزاجر.. فما بالنا بمن لم يرحم ابنه.. ومن هنا كان إجماع آراء أعضاء المحكمة على وجوب القصاص فقد يكون فى موتك بهذا القضاء عظة للناس خيرًا من حياتك.. لذلك وبعد أخذ رأي فضية مفتي الجمهورية والمداولة قانونًا.. وامتثالاً لقوله تعالى؛»يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص فى القتلى»، وقوله؛»ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون صدق لله العظيم».. حكمت المحكمة حضوريًا بإجماع الآراء بمعاقبة محمود حسن عبد العظيم علي بالإعدام ومصادرة المشرط الجراحى المضبوط وألزمته المصاريف الجنائية
وقد جاء في قرار احالة المتهم للجنايات؛ انه اختمرت في ذهنه نية التخلص من نجله وأعد لذلك السيارة رقم (دج و 8339) والتي استاجرها لهذا الغرض وقام باصطحابه بداخلها بعيدا عن أعين أبناء المنطقة، وأعطى له قرص منوم حتى استغرق في النوم وقام بشراء مشرط طبي وذبحه ثم ادعى خطفه، كما وجهت له النيابة تهمة إحراز مشرط جراحي دون مسوغ قانوني.
الشهيد هشام بركات
ومن القضايا الجنائية إلى قضايا الإرهاب؛ وكانت من اهم القضايا التى حملت رسائل بليغة للمجتمع هي قضية اغتيال الشهيد هشام بركات والتى اصدرت المحكمة حكمها بإعدام المتهمين فيها برئاسة المستشار حسن فريد والذى أكد في منطوق حكمه قائلا: «أتوجه إلى الشعب المصري وإلى ضمير شعوب العالم وإلى الدول التي ترعي الإرهاب بهذه الكلمات؛ نحن قضاة مصر ليس لنا علاقة بالسياسة بل نحكم في القضية بالأدلة والقرائن والبراهين والشواهد، إن واقعات الدعوى حسبما استقرت ووقرت في يقين المحكمة واطمأن لها وجدانها وارتاح لها ضميرها، مستخلصة من أوراق الدعوى وما حوته من مستندات وما دار بشأنها في جلسات المحاكمة، تحصل في أن المؤامرة الغاشمة التي حاكت ودبرت في الخفاء من المأجورين على اغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام السابق».
وأضاف: «تتكاتف قوى الطغيان والمفسدين في الأرض ألا وهي مكائد الإرهاب الأٍود الغادر لا يقوم بها إلا فئة باغية، قدمها مجتمع مهترئ تتحكم فيه السياسة القبيحة التي تختلط بالدين ودنياه، وتكشف عن وجه المتطرفين ضعاف النفوس من عشاق الدم مستغلين الدين ومتخذين منه ستارا لأعمالهم والدين منهم براء، إن الجرائم الإرهابية لن تنال من إرادة الشعب المصري، ودولة بعراقة وحكم مصر، إلا أن الأوراق والتحقيقات واعترافات بعض المتهمين والمعاينات التصويرية لمكان الأحداث وعرض السيديهات المصورة وانتقال النيابة العامة لمعاينة المقرات التنظيمية، التي وجدت بها الأسلحة والمتفجرات المضبوطة وطابور العرض الذي أجرته المحكمة، والذي تعرف فيه شاهد الإثبات 30 على المتهم الحادي عشر أبوالقاسم أحمد على، الذي اشترى منه السيارة اسبيرانزا مرتكبة الحادث».
وتابع: «كما أكدت التحريات صحة حدوث الواقعة ومن بعد قامت المحكمة بتحقيق مطالب الدفاع في القضية تحقيقًا قضائيًا، بسماع 113 شاهد إثبات، واستمعت إلى الفريق الطبي من أطباء مستشفى النزهة الدولي، واستمعت للجنة الثلاثية من أطباء الطب الشرعي ثم إلى شهود النفي كشفت الأوراق عن اتفاق قيادات جماعة الإخوان المسلمين الهاربة خارج البلاد في دولة قطر وتركيا، مع قيادات الجناح العسكري لها من حركة حماس على نشر بذور الشقاق والفتن؛ بوضع مخطط لتنفيذ عمليات عدائية ضد مؤسسات الدولة خصيصًا من رجال الجيش والشرطة والقضاء والإعلاميين القائمين على إدارة مؤسسات الدولة وكذا المنشآت العامة، واستهداف مقار البعثات الدبلوماسية والقنصلية بالبلاد والشخصيات العامة المعارضة لأفكار الجماعة بغرض تعطيل سلطات الدولة ومنع العاملين بها من ممارسة أعمالهم وترويع المواطنين، وصولا لإشاعة الفوضى إلا أنه قد جمعتهم نية واحدة تمثلت في الانتقام والفتك لشفاء صدورهم من الغيظ من فرط الضغينة التي تكنها انفسهم ممن ينفخون نوافير الشر ويدسون فتيل الفتنة ويزيدوا الفرقة بين أبناء الوطن الواحد ويلصقون الأعمال الإرهابية بالإسلام».
وأردف: «استحلوا دماءً طاهرة سفكتها طائفة فاجرة استباحوا لأنفسهم دماء معصومة وتجردوا من مشاعر الرحمة والإنسانية، وقتلوا واستباحوا دماء معصومة وقتلوا مسلمًا صائمًا في نهار رمضان خوارج هذا العصر، نحن في حرب فكرية ضد المتطرفين نخوض معركة خبيثة شرسة دبرت في الخفاء، فالشعب ضد دعاة الفوضى فقال الرسول صل لله عليه وسلم «أهل مصر في رباط إلى يوم القيامة»، هؤلاء سفاك الدماء البريئة التي تراق والأرواح الذكية المظلومة التي تزهق ويتشدقون بالإنكار، هم فئة ضالة منافقة يظهرون خلاف ما يبطنون، يحسبون أنهم قادرون على مصر لا والله إنه هو الحافظ لها، لا كل خوان أثيم فسقطت اقنعتهم الزائفة التي استباحت دماء معصومة وما راعت أبدا حيًا من الحرمات، إن تاريخهم ينهار، فالجماعة في حالة الاحتضار، وليس لديهم سوى هذا الخيار، إلا أنهم أبوا فقاموا باستقطاب الشباب، وزعزعة أنفسهم وتضليلهم ودسوا عليهم حلاوة القول المسمومة، وأفكارهم المتطرفة ودسوا سمومهم بالجهل والتطرف والفهم المنحرف مستغلين احتياجاتهم، لما لمسوه فيهم بالتسليم إلى ما يقولون، والثقة فيما يصنعون والطاعة لما يأمرون».
وقال: «راحوا يدسون عليهم القول المتطرف وما يشق الصف ويزيد الفرقة بين أبناء الوطن الواحد للإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، إنه ضلال مبين، وكذب على الدين من إثم وبغي وعدوان مبين، هدفهم إسقاط البلاد وإذلال العباد فما منهم أحد عالم بالدين، «أولو كان آبائهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون»، يشعرون بنشوة الانتصار الزائف وبهجة نشر الخراب، وجلب الكوارث، معتقدين حكم الشعب المصري بقوة السلاح، فهم لم يعودوا قادرين على الجثم على الدولة المصرية، وأصبح إعلانا على رؤوس الأشهاد أن قدرة الإخوان على الحشد والشعبية قد أنهارت فتجرعوا مرارة الهزيمة على إثر ثورة 30 يونيو التي زلزلت ملكهم، وأزاحت عرشهم، وطوت العزة والسيادة عنهم فياويل من قام بها أو ناصر عليها، واختطف فرحتهم باعتلائهم حكم البلاد واستبداله بحزن وشقاء وأعادوهم إلى الحسرة والبلاء».
وأضاف: «أدعو الشباب إلى عدم الانصياع للدعوات الهادفة للصراعات والعنف والكراهية وأن يكونوا سفراء سلام ورحمة، ولا يسلموا عقولهم وتفكيرهم للدعوات التي تربط ربطا خاطئا بين الإرهاب والإسلام، فإن أشرس أعداء الإسلام مسلم جاهل يتعصب لجهله فقال تعالي في محكم أياته (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل لله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)، اللهم أجعل هذه البلد أمنا مطمئنا سخاءا رخاءا، اللهم من أراد بنا شرًا فاشغله في نفسه، ورد كيده في نحره، وأجعل تدبيره تدميرًا له وأرزقه أضعاف ما يتمناه لنا، وقد استقام دليل الاتهام ووقر في ضمير المحكمة على صحة ما وجهت على وجه القطع والجزم واليقين في حق المتهمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.