خلى بالك من متلازمة الشير!

من نشر أخبار الفنانين لمشاركة أسرار البيوت

علم النفس: عرض تفاصيل الحياة الشخصية للمشاهير يضر المجتمع.. وعالم أزهرى: حرام شرعًا
بعد كل واقعة أو حدث يخرج علينا كثير من محللي الفيسبوك والمهتمين باللايك والشير يحاكمون الناس ويصدرون أحكامهم وهم خلف الشاشات.. ينشرون أخبار المشاهير ويتابعونها بشغف، يفتشون عن الفضائح ويشاركوها لكسب الشهرة والمال، أما الفئة الأكبر فتجدها تتابع وتشارك أى شىء مما يطلق عليه اسم «تريند» دون معرفة العواقب القانونية ولا المحظورات الدينية.. آخر هذه الوقائع والأحداث التى أحدثت جدلاً على السوشيال ميديا هى فيديو سيدة البلكونة وأزمة الفنانة شيرين عبد الوهاب.
متلازمة الشير
كالنار فى الهشيم انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعى خبران، الأول فيديو لسيدة أوكرانية «أجنبية» كانت فى شرفة شقتها بالتجمع الخامس بالملابس الداخلية؛ لتقوم الدنيا ولم تقعد وزادت حدتها بسبب مروجى هذه الأخبار والفيديوهات بمشاركتها أكثر، وبغض النظر عن الخطأ والصواب فى تصوير الغير، فإن الأزمة الأكبر هى هوس التريند ومتلازمة الشير التى أصابت الكثيرين من مريدي السوشيال ميديا، أما الخبر الثانى فكان عن المطربة شيرين والتى ظهرت حليقة الرأس فى إحدى حفلاتها؛ لتجد الخبر انتشر فى لحظات وكأنها قضية رأى عام بسبب هوس الكثيرين بالتريند والشير.
وإذا ألقينا نظرة على القانون فسنجد أنه وفقاً لنص المادة 57 من الدستور، والتى تنص على أن الحياة الخاصة مصونة لا تمس، وأيضاً بعض المواد الأخرى من قانون العقوبات والتى تعاقب كل من استرق السمع أو قام بتصوير أحد من غير إذن بالحبس لمدة ثلاث سنوات، كما ان المادة 25 من القانون رقم 175 لسنة 2018 بشأن جرائم تقنية المعلومات، تصدت لوقائع انتهاك حرمة الحياة الخاصة وفرضت عقوبه صارمة على ذلك. وعلى الجانب الآخر، يرى الشيخ أسامة قابيل من شباب علماء الأزهر الشريف أن نشر وبث مثل هذه المقاطع المصورة لزيادة التفاعل يتنافى كلياً مع حث الشرع الشريف على مفهوم كلمة الستر؛ وأضاف أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» لذا فإن الستر واجب على المسلم لا يجوز للغير الإطلاع عليه؛ ونشر ذلك رغبةً فى زيادة التفاعل بالتعليق أو الإعجاب أو المشاركة فهو حرام شرعاً ؛ لأنه من قبيل إشاعة الفاحشة فى المجتمع، وهى جريمة حذر منها الحق سبحانه وتعالى؛ فى قوله: ﴿إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِى الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾ .
تفاصيل شخصية.
أما الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسي، فيرى أن هناك خلطا فى مفاهيم الحرية والتحرر والانحلال الاخلاقى وبات هناك صراع دائم بين القيم والأخلاقيات وبين التكالب على السوشيال ميديا بشكل خاص؛ مضيفا أن الفراغ فى مجتمعنا شائع والسوشيال ميديا دخلت حياتنا وأحدثت سلبيات كثيرة، وآخرها التلصص على حياة الناس، وأضاف فرويز أننا نحتاج باستمرار إلى منابر ثقافية تخاطب عقول الأجيال الجديدة، واختتم بأن عرض تفاصيل الحياة الشخصية للفنانين على مواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام سلوك خاطئ ويضر بالمجتمع من وجهة نظره، فالمشاهير يجب ألا يشاركوا معظم تفاصيل حياتهم حتى لا يتأثر الناس بها.