بدأت صباح اليوم الأربعاء، جلسات المؤتمر العربي الخامس والثلاثون، لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات، المنعقد حضوريًا وعبر الدائرة التلفزيونية. واستهلت الجلسة بكلمة الدكتور محمد بن على كومان، الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، حيث قال: «يُسعدني - وأنا أرحب بكم في هذا المؤتمر - أن أعرب عن تقديرنا البالغ للرعاية الكريمة، التي تحيط بها تونس العزيزة مجلسنا الموقر وأمانته العامة، فلها منا كل الشكر والعرفان، ويُشرّفني أن أرفع إلى أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب، كل التقدير والامتنان، للدعم الكبير الذي يُوفرونه لأمانتهم العامة، وحرصَهم على تعزيز التعاون الأمني العربي». أضاف: «نجتمع اليوم وما تزال جائحة كوفيد 19 تخُيّم بظلالها القاتمة على العالم أجمع، مُعطّلةً السير العادي للحياة البشرية، ومُلقيةً على عاتق أجهزة الأمن مسؤوليات مُتعاظمة، وليست أجهزتكم الموقرة بمنأىً عن التأثر بتحديات هذه الجائحة، بل إن هناك عاملين يُرشّحان هذا التأثر: فسلوكيات مجتمع متعاطي المخدرات التي جعلته عُرضة أكثر من غيره للإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب «الإيدز»، تُرشح أن يكون عرضة لانتشار فيروس كورونا وهو ما ينعكس على أجهزتكم بسبب تعاملها اليومي مع المتعاطين». اقرأ ايضا|غدا.. انعقاد المؤتمر العربي ال 35 لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات في تونس وتابع: «أما العامل الثاني فهو أنّ وضع الإغلاق والحجر الصحي الذي صاحَب هذه الجائحة، لابدّ أن يكون له أثر في تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، وهو ما ستُناقشونه اليوم من خلال البند السادس من جدول أعمالكم المُتعلق باستهلاك المخدرات والمؤثرات العقلية خلال جائحة كوفيد 19، وغدا سيناقش من خلال البند المتعلق بتداعيات جائحة كوفيد 19 على مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في الوطن العربي من جدول أعمال الاجتماع المشترك مع ممثلي وزارات الصحة العربية.. ويأتي هذا الاجتماع، تقديراً لتعدّد أبعاد ظاهرة المخدرات والمؤثرات العقلية وملامستها لمجالات مُتشعّبة وضرورة التنسيق لمكافحتها بين جهات مختلفة». وأكمل الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب: «كما يندرج هذا الاجتماع، في سياق حرص المجلس على التعاون مع المجالس الوزارية ومؤسسات العمل العربي المشترك، والهيئات القائمة في نطاق جامعة الدول العربية، ممّا أثمر اجتماعات مُشتركة عديدة كان آخرها الاجتماع المشترك بين أجهزة الحماية المدنية – الدفاع المدني وممثلي وزارات البيئة في الدول العربية الذي انعقد الأسبوع الماضي». أضاف: «على غرار مُؤتمراتكم السابقة، يُناقش مؤتمركم اليوم، عددا من المواضيع الهامة، التي تصبّ في إطار تبادل التجارب وتقاسم الممارسات الفضلى، من خلال استعراض تجارب الدول الأعضاء في مجال مكافحة المخدرات، وخطط بعض الدول العربية في مجال مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية». وتابغ: «كما يستعرض مُؤتمركم المستجدات الدولية في مجال المخدرات من حيث: مراكز الإنتاج وأنماط الاستهلاك، وأساليب التهريب وطرق المكافحة والتصدي، ومدى تأثيرها على المنطقة العربية، ونتائج اللقاءات العربية والدولية في مجال المخدرات (2020-2021م). الذي سيكُون مُناسبة للاطّلاع على مُخرجات تلك اللقاءات، وتدارس سُبُل تعزيز الموقف العربي الموحد في المحافل الدولية والاقليمية المتعلقة بالمخدرات». وإلى جانب هذه المواضيع المعتادة، يسترعي الانتباهَ موضوعُ إنشاء فريق عمل عربي للتبادل الفوري للمعلومات بشأن المخدرات والمؤثرات العقلية، الذي يُعدّ موضوعا في غاية الأهمية، إذ يُمكِن لهذا الفريق أن يُسهم إسهاماً بالغاً في تعزيز التعاون بين الدول العربية في هذا المجال، وأن يكون شبيهًا بفريق الخبراء العرب المعني برصد وتبادل المعلومات حول التهديدات الإرهابية وتحليلها الذي أقر المجلس في دورته الماضية إنشاءه والذي نعمل حاليًا على تركيزه.