انطلقت اليوم جلسات المؤتمر العربي الرابع والثلاثون لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات، المنعقد عبر الدائرة التليفزيونية بحضور كل من اللواء شرطة حقوقي سامي حامد أحمد حريز رئيس المؤتمر، ورؤساء وأعضاء الوفود العربية. واستهلت الجلسة بكلمة الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، الذي أعرب عن تقديره البالغ للرعاية التي تحيط بها دولة تونس مجلسنا الموقر وأمانته العامة، كما تقدم إلى وزراء الداخلية العرب بكل التقدير والامتنان للدعم الكبير الذي يوفرونه لأمانتهم العامة، وسعيهم الدؤوب لتعزيز التعاون الأمني العربي. وقال كومان، إن اجتماع اليوم في ظل ظروف خاصة يفرضها علينا وباء فيروس كورونا المستجد الذي يُرتب على عاتق الأجهزة الأمنية مسئوليات جديدة متعددة، ولا شك أن أجهزتكم الموقرة ليست في معزل عن تحديات هذه الجائحة، لأن القيام برسالتكم النبيلة في ظل هذه الظروف يجعلها عرضة للتهديدات الصحية الناجمة عنها، فكما كان مجتمع مستهلكي المخدرات عرضة أكثر من غيره للإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، فإن هذا المجتمع بالممارسات السائدة فيه عرضة لانتشار فيروس كورونا وهو ما ينعكس على أجهزتكم بسبب تعاملها اليومي مع المتعاطين. وأشار كومان إلى أهمية إضافة موضوع تداعيات جائحة كوفيد 19 إلى جدول أعمال الاجتماع المشترك بين أجهزة مكافحة المخدرات وممثلي وزارات الصحة في الدول العربية، الذي كان من المزمع عقده بالتزامن مع مؤتمركم هذا، ولكن تم بالتنسيق بين الأمانة العامة للمجلس والأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب إرجاؤه لحين توافر الظروف المناسبة لعقده حضوريا، مما يُمكِّن من إغناء المناقشات، نظرًا للمواضيع المتعددة التي تشكل محور اهتمام مشترك بين الجانبين. وأكد كومان أن هذا الاجتماع المشترك يأتي في سياق التعاون الضروري بين أجهزتكم وأجهزة أخرى متعددة الذي يمليه تشعب ظاهرة المخدرات والمؤثرات العقلية، وتعدد أبعادها وملامستها لمجالات مختلفة علمية واقتصادية وصحية وأمنية، وهو التعاون الذي دشنتموه عام 2006م، باجتماعكم المشترك مع أجهزة الجمارك في الدول العربية. وأوضح كومان أن مؤتمركم يناقش موضوعات مهمة، تهدف كلها إلى تطويق ظاهرة المخدرات والحد منها، وسيكون لتبادل التجارب وتقاسم الممارسات الفضلى نصيب الأسد من مداولاتكم اليوم، من خلال استعراض تجارب الدول الأعضاء في مجال مكافحة المخدرات، وتجاربها في مجال إعداد برامج توعوية لليد العاملة للحيلولة دون تعاطيها المخدرات، وخطط بعض الدول العربية في مجال مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية. كما يستعرض مؤتمركم المستجدات الدولية في مجال المخدرات من حيث مراكز الإنتاج وأنماط الاستهلاك وأساليب التهريب وطرق المكافحة والتصدي ومدى تأثيرها على المنطقة العربية، ونتائج اللقاءات العربية والدولية في مجال المخدرات (2019-2020م)، الذي سيكون مناسبة للاطلاع على مخرجات تلك اللقاءات، وتدارس سبل تعزيز الموقف العربي الموحد في المحافل الدولية والإقليمية المتعلقة بالمخدرات.