اليُتم .. جائحة مستترة جديدة تكشف عنها الوجه الآخر لجائحة كورونا فلم يكتفي هذا الفيروس بما أحدثه وما يحدثه ولكنه يستمر في مفاجئتنا فلم يربط أي شخص بين ما خلفته جائحة كورونا من ضحايا وملايين الوفيات وبين تزايد معدلات اليُتم الذي طال أكثر من 2 مليون طفل حول العالم. فالموت يُعد أحد الأضرار المباشرة والفورية التي سببتها جائحة كورونا بالأطفال وذلك من خلال موت أحد القائمين على رعايتهم مثل الأم أو الأب أو الجد أو الجدة ولهذا اهتمت دراسة حديثة تم نشرها في دورية " The Lancet " بدراسة الجزء المهجور من الجائحة ونتائجه الأكثر ألما فعواقب اليُتم الذي يتحقق عندما يفقد طفل أمه أو أباه أو كليهما تدوم مدى الحياة اقرأ أيضا| للتخسيس.. رجيم زيت الزيتون لخسارة الوزن وبحسب موقع " scientific American " فإن الفقدان العميق والمفاجئ والعالمي للآباء والأمهات والأجداد بسبب فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (HIV) أولًا، ثم فيروس "إيبولا" ثم جائحة "كوفيد-19" في وقتنا الحالي تمثل الظاهرة الأكثر مأساوية في العصر الحديث. وسعت الدراسة بشكل أساسي للإجابة عن سؤال: في حالة وفاة شخص بالغ في سن معينة في بلد معين كم سيكون متوسط عدد الأطفال الذين سيُحرمون من أحد الأبوين؟ وتوصلت الدراسة إلى نتيجة صادمة وقاسية وهي أن ما لا يقل عن 2 مليون طفل قد تأثروا بشكل مباشر من تلك الجائحة الخفية " فقدان القائمين على الرعاية " وضمت الدراسة 21 بلد بها أكثر من 80% من حصيلة وفيات كورونا حول العالم ومن خلال فحص بيانات الوفيات وأكدت الدراسة أن الأيام الأولى من شهر يوليو 2021 فقد ما لا يقل عن مليون ونصف طفل أحد المشاركين في رعايته ومع تسارع انتشار الجائحة تعاظمت الأعداد وتضاعفت نسبة يُتم الأطفال عالميا في النصف الأول من عام 2021 مقارنة بنظيرتها في عام 2020 بأكمله وأوضحت الدراسة أن في مقابل كل 100 حالة وفاة خلال الجائحة يتعرض 13 طفل في الولاياتالمتحدة لليُتم أما في إيطاليا يتعرض طفلان لليُتم مقابل كل 100 حالة وفاة، ويرتفع هذا المعدل في بيرو فمقابل كل 100 حالة وفاة يتعرض 41 طفل لليُتم أما في نيجيريا فيتعرض 189 طفلً لليُتم مقابل كل 100 حالة وفاة. وترجح الدراسة إلى أنه في المستقبل قصير المدى ستكون النظرة قاتمة والأمر أكثر صعوبة فسوف تتعاظم نسب اليُتم بسبب زيادة عدد الإصابات بفعل المتحوِّرات الجديدة وحتى زيادة نسبة الحاصلين على التطعيم لا تضمن الوقاية من متحوِّر دلتا.