سارة الذهبى نمتنّ أننا بنصحى كل يوم الصبح ورجلينا شايلانا و إيدينا مساعدانا.. بنصحى قادرين نتنفس من غير ما نتحط على أجهزة.. بنعرف ناكل من غير ما يتعلّقلنا محاليل أكتر تفصيلة مرعبة فى أى علاقة، و خاصة الجواز، هى غياب الأمان.. إنك عايش و أنت خايف من الغدر.. خايف تكون نايم فى الدُرة و بيتضّحك عليك و أنت مِدّى الأمان... قلقان تلف وشك فتاخد على قفاك! عايش فى خوف و قلق طول الوقت، بتنام مغمض عين و مفتّح التانية.. مش مآمن على نفسك و لا على مشاعرك مع الشخص اللى أنت معاه... إحساس الخوف نفسه من شريك الحياة إحساس مُقبض، يعنى إيه حد يعيش مع شخص مش مالى إيده من رد فعله؟ مش واثق انه لما يحتاجه هيلاقيه فى ضهره يسنده و يقويه مش هيسيبه و يديله ضهره كإنه شخص ميعرفوش! احساس مُرعب انك دايماً متوقع تتباع عند أقرب ملف! فى ستات لو سألتهم انتوا واثقين ان أزواجكم بيحبوكم و بيخافوا عليكم هيسرحوا شوية فى التفكير و هيقولولك منعرفش! وفى رجالة لو سألتهم نفس السؤال وقولتلهم لو مريتوا بأزمة أو بمحنة فى شغلكم أو بإبتلاء فى صحتكم تفتكروا زوجاتكم هيقفوا جنبكم و مش هيتخلوا عنكم أبداً؟ هيقولولك للأسف منعرفش! مع إن الناس دول مش متجوزين امبارح بس حقيقى هما متلجلجين فى الإجابة؛ يمكن لأنهم لسه متحطوش سوا فى اختبارات حقيقية أو عايشين سوا و مش متطمنين رغم إن حياتهم مستقرة فمش شايفين بوادر تحسسهم بالأمان والدعم.. السؤال اللى فات يبان إن إجابته متوقعة وسهلة بس فى متجوزين كتير مش بيعرفوا يجاوبوا عليه بثقة و بفُم مليان! وأتمنى من كل قارئ فاضل يسأل نفسه نفس السؤال ولو إجابتك كانت أيوه و قاطعة فحضرتك عرفت تختار شريك حياتك صح وبذلت فى العلاقة دى انت والطرف التانى مجهود وحب وعطاء وتسامح سمحولكم توصلوا بالعلاقة دى لبر الأمان، ولو طلعت مش عارف تجاوب فتيقن إن فى خلل فى العلاقة ووجب إصلاحه عشان الحياة الزوحية تستقيم بينكم.. صورة من صور غياب الأمان ان طول الوقت الشك بيموتك.. قايم نايم بيه.. بيطاردك فى كل تفاصيل حياتك ومنغّص عليك عيشتك حتى فى أجمل اللحظات! حاسس علطول انك عايش فى مؤامرة بس مش عارف أبعادها و لا تفاصيلها! لا قادر تتبسط مع مراتك و لا انتِ قادرة تحسى بالسعادة اللى المفروض تحسيها مع جوزك عشان ياما لففك حولين نفسك! الشك ده قادر لوحده يقضى على أقوى قصص الحب وبيخلى عينك فى وسط راسك عشان انت مش متطمن للتصرفات ولا للنظرات ولا للضحكة ولا للكلمة! لدرجة إن المعاملة الذوق بتحس إن وراها سبب وبيتدارى بيها خيانة أو كذبة ! للأسف لما بتبقى ست مش حاسة بالأمان بتخاف من حنية جوزها عليها لو زادت أو ظهرت فجأة وبدل ما تفرح بيها بتسأل نفسها مليون مرة هو اتغير معايا عشان عرف عليا واحدة و الا عشان بيدارى حاجة عملها فلو عرفتها هنتخانق أو ممكن ننفصل!! مش بتحس إنه بيعمل كده عشان يسعدها رغم إن ممكن تكون دى نيته الحقيقية بس خيانته أو كذبه المستمر مخليها مبقتش بتصدق أى حنية! معروف إن الشك لما بيدخل من الباب الحب بينط من الشباك! فى أزواج كتير رغم انهم محترمون وطيبون وبيراعوا ربنا فى زوجاتهم الا أنهم بيفتقدوا لفن الطمأنة، بالعكس دول ساعات بيتعمدوا يخوفوا زوجاتهم وما يحسسوهمش بالأمان لحسن يتمرعوا والطبع ده منتشر فى مجتمعاتنا العربية للأسف و بتتوارثه أجيال ورا أجيال! ياما شوفنا رجالة بتقدّر زوجاتها و بيحترموهم وبيعبروا عن ده قدام الناس وبيتقال عليهم إن ملهمش شخصية وزوجاتهم مسيطرين عليهم وممشينهم فجرت العادة إن الرجالة المفروض تشِد عشان الستات متتمرعش! ولازم الراجل يسُك مراته على دماغها كل شوية ويخليها تلف حولين نفسها بين كل حين والتانى عشان تفضل محافظة عليه و خايفة على زعله وفاكرين إن بالطريقة دى هتعمله ألف حساب مع ان الحب والتفاهم هما اللى بيخلوا الست تتبت فى جوزها وتحبه أكتر وأكتر وتتمناله الرضا يرضي.. أى طرف مش حاسس بالأمان هيحول حياته وحياة الطرف التانى لجحيم.. لحد ما يتطمن ويهدى ويقدر يحب من تاني.. هيخاف يحب ويدّى و يبذل مجهود عشان مستنى سهم الغدر يطعنه فى ضهره! هيخاف يعيش أى لحظة حلوة عشان متأكد ان فى وراها سبب مش مريح أو خيانة أو صدمة مش هيقدر يستحملها ! تفتكروا لما زوج يكون مش مرتاح ولا حاسس ان مراته مريحاه و لا هتشيله فى شدته هيكون عايش ازاي؟ ولو زوجة خايفة من الخيانة والغدر هتكون عايشة ازاي؟ كل واحد فيهم ساعتها يا هيفكر فى الطلاق مليون مرة وهيبقى عايش بالعافية مع الطرف التانى لو الظروف متسمحش بالانفصال، أو للأسف ممكن حد فيهم يدّور على حد يرتاحله من بره وندخل فى دوامة تانية من الخيانة والعلاقات المحرّمة واللف والتحوير اللى ملهمش نهاية! طمّنوا حبايبكم على قد ما تقدروا.. أوعوا تخلوا فى بينكم و بين بعض أزمة ثقة، أو أن حد فيكم يكون عنده مبرر عشان يدُّور و يفتّش من ورا التانى ! وانه ميصدقش شريك عمره عشان ياما كذب عليه ! لازم تعيشوا متطمنين وواثقين إنكم لو وقعتم فشريك حياتكم هو أول واحد هيجرى عليكم ويحتويكم ويمسك فيكم بإيده و سنانه.. العلاقات بتتقاس فى وقت الشدة مش فى الوقت اللى الدنيا فيه مستقرة وماشية مظبوطة زى الساعة! لو بتحب حد إوعى تخوّفه منك أو تهدده وإنت فاكر إنه كده هيتبت فيك أكتر، الشخص اللى بيحب بجد لو عاش وهو متهدد ومش حاسس بالأمان وعايش فى دوامة من الكذب والتحوير هيسيبك فى يوم ومش هيبص وراه تاني.. عشان بقى فى بينكم أزمة ودى مش أى أزمة؛ دى أزمة ثقة ! نعمة الامتنان سألت نفسك قبل كده هل إنت ممتن للنعم اللى بين ايديك دلوقتي؟ هل حاسس بقيمتها قبل ما تطلب من ربنا نعم تانية مش عندك؟ هل أديت شكر النعم اللى مغرقاك دى؟ اتعوّدنا كبشر نحمد ربنا ونحس بقيمة النعم الجديدة: اشترينا عربية.. نقلنا لشقة أحسن... حدّ من ولادنا أخد بطولة.. لكن هل بنفتكر نمتنّ للنعم اللى فعلًا عندنا؟ نمتنّ أننا بنصحى كل يوم الصبح ورجلينا شايلانا و إيدينا مساعدانا.. بنصحى قادرين نتنفس من غير ما نتحط على أجهزة.. بنعرف ناكل من غير ما يتعلّقلنا محاليل أو يدخلولنا خرطوم من أنفنا واصل لحد المعدة. كليتنا بتشتغل من غير ما نحتاج غسيل كلوى كل يوم.. قادرين نتحرَّك ونروح ونييجى من غير ما حد يزُقّنا بكرسى.. ومن غير ما نعتمد على حد فى أبسط احتياجاتنا.. بنتقلّب على السراير من غير ما نتحوج لحد يساعدنا.. كفاية إن لما بيبقى نفسنا فى أكلة بنقدر ناكلها ونجيبها.. مش بنشتهى الحاجة من بعيد لبعيد.. بسبب مرض مانعنا أو إن معناش الفلوس اللى نجيب بيها الأكل ده حتى لو هنجيبه كل فين و فين. بنفتكر نمتنّ أن ولادنا بخير؟ ده إحنا لمَّا دور البرد كان بيشدِّ قبل عصر الكورونا كنا بنتوتر ونصحى كل ساعة نراقب الحرارة.. وساعات بنبقى متضايقين إننا مضغوطين ومتوترين بسبب دور برد بسيط هيروح لحاله بأمر الله ! بنفتكر نمتنّ أنهم قادرين يجروا ويلعبوا وشايفين كويس وبياكلوا كويس وبيناموا من غير ما يتألموا؟ و الا بنشتكى من الزن و الدوشة والشقاوة ؟ بنمتنّ إنهم مش بياخدوا جلسات كيماوى أو إشعاع؟ إن محدش فيهم مركّب طرف صناعى أو بيعرج؟ محدّش عنده إعاقة أو عاهة وعايش بين الحياة والموت؟ بنمتنّ لوجودنا وسط عيلة؟ إن عندنا سقف وحيطان معششين علينا؟ إننا فى الشتا بنلاقى غطا ندفّى بيه ولادنا؟ وبنلاقى لبس نسترهم بيه! بنمتنّ لشغلنا اللى بنشتكى منه ليل نهار، بس بسببه قادرين نفتح بيت ونعيش حياة كريمة! وبسبب الشغل اللى بنشتم فيه ده واللى غيرنا بيتمناه مش حارمين ولادنا من التعليم عشان معناش فلوس للتعليم! بنمتنّ إننا بنقدر على تمن العلاج لو تعبنا..؟ إن لو جزمة عيل اتقطعت بنعرف نجيب غيرها مش بنسيبه حافى! بنمتنّ إن ولادنا موجودين أصلًا فى الحياة؟ وإن ربنا حافظهم من مصايب كتير ممكن لو اتعرضنالها نروح فيها! بنفتكر نمتنّ إن يومنا عدَّى على خير بستر ربنا، وكان ممكن المصايب تنزل ترفّ علينا لو اترفع عننا الستر ده؟ بنمتنّ أننا مش فى مخيمات لاجئين ولا عايشين تحت حصار ولا ولادنا بيموتوا قدام عنينا فى الحرب؟ بنمتنّ على كل تفصيلة فى جسمنا وعيشتنا؟ كل اللى فقدوا نِعم أجمعوا أننا كبشر بننسى نمتنّ للنعم، وبنعرف معنى الحمد و الامتنان بعد زوالها.. بنعرف قيمة الصحة بعد اللف على الدكاترة وبعد ما يحتاروا فى تشخيص مرض ما نعرفلوش سبب.. بنعرف قيمة الضنا بعد ما حد يتعب لا قدر الله مع إننا ساعات وقت عصبيتنا ممكن ندعى عليهم أستغفر الله العظيم بدون قصد! بنحسّ قد إيه كان عندنا كنوز بس اعتبرناها حق مكتسب مع إن مفيش أى ضمانات فى الحياة.. كل حال وكل حاجة ممكن تفارق وتنتهى وتزول فى غمضة عين. افتكروا إن فى أهالى أبطال وولادهم عندهم ابتلاءات فى صحتهم وفى عافيتهم وبصبرهم ورضاهم قادرين يشوفوا باقى النعم ويلتمسوا رحمة ربنا أكتر من الناس اللى معندهمش ابتلاءات.. افتكروا إن الابتلاءات رفعة للدرجات مش غضب من ربنا على عباده طالما بنتقى الله فنصبر ونحتسب و لنا أجر الصابرين إن شاء الله.. ربنا بيختبر كل واحد على قدر طاقته وتحمله لإن الله لا يكلف نفساً الا وسعها.. وممكن المعُافى دلوقتى يبقى مُبتلى فى طرفة عين... مع الحمد على النعم المستجدّة.. امتنّ للنعم الموجودة لإن بدوام الشكر تدوم النعم.. مَن كان فى نعمة ولم يشكر خرج منها ولم يشعر!