أيام دامية عاشتها منطقة رابعة العدوية بدءا من اعتصام أنصار جماعة الإخوان الإرهابية -ظنا منهم انهم بذلك يمكنهم إعادة المعزول محمد مرسى- وانتهاءً بما تسببوا فى إحداثه من تلفيات سواء فى المسجد أو الأماكن المحيطة به.. ففى يوم 14 أغسطس 2013 استيقظ قاطنو منطقة رابعة العدوية «سابقا» على اصوات الطلقات النارية لتكون تلك هى بداية محاولة اعضاء الإرهابية لمواجهة رجال الشرطة بعد ان اصدر النائب العام قراراً بفض اعتصامى رابعة والنهضة فضا سلميا رغم ما تسببوا فيه من رعب وفزع ونشر للفوضى فى نفوس المصريين، وفى اعقاب فض الاعتصام ترك الأهالى المبانى خاوية بلا سكان لتتحول المنطقة إلى ما أشبه بالصحراء رغم محاولات قوات الجيش والشرطة لإعادة الأمان والطمأنينة فى نفوسهم إلا أن الأمر استغرق أشهر حتى عادت الحياة إلى طبيعتها بالمنطقة. فوضى ورعب عاش أهالى منطقة رابعة العدوية بمدينة نصر طوال فترة الاعتصام حالة من الرعب والهلع بعد تحول الميدان الى ما أشبه بمعسكر يسيطر عليه الإرهابيون والعنف الذى يمارسه اتباع المعزول تجاه كل من يعترض، واتخذوا من المسجد والمدارس المحيطة مأوى لهم متسببين فى هجرة السكان من أماكن سكنهم حفاظا على ارواحهم. حصار أهالى مدينة نصر عانى المصريون عامة وقاطنو منطقة مدينة نصر ومحيط الميدان خاصة -على مدار شهر ونص تقريبا - من الفوضى والإرهاب الذى كان ينشره أنصار الجماعة يوميا بينهم، فاستباح المعتصمون وقادتهم حرمة منازل الأهالى ومداخلها، ونشروا مخلفاتهم بأرجاء الميدان، فكانت القمامة تملأ مداخل العقارات ورائحة المخلفات وبقايا الحيوانات المذبوحة يوميا كريهة، وكان دربا من الخيال ان تعارض عملية استحمام معتصم من انصار الجماعة داخل عقارك أو ساحة منزلك، فالأمر حينها يصل للتعذيب والطرد من منزلك فكانت حياة القاطنين هناك والعاملين فيها مرعبة تحت تهديد انصار الجماعة. الميدان يتجمل وبعد مرور 8 سنوات على فض اعتصام ميدان رابعة العدوية المسلح، سيظل الميدان يحكى تاريخ الإرهابيين الذين أرادوا تحويل مصر إلى برك من الدماء فى كل منطقة ولكن الوضع الحالى قد تغير تماما بفضل القيادة السياسية الحكيمة التى تولت إدارة شئون الوطن عقب طرد الإرهابيين لتعود الحياة لطبيعتها فى أهم ميدان لسكان مدينة نصر. فقد أعاد الرئيس عبد الفتاح السيسى لميدان رابعة العدوية جماله من جديد بل أطلق عليه ميدان الشهيد هشام بركات النائب العام الذى قتل غدرا على يد الجماعات الإرهابية عقب فض الميادين التى اغلقها الإرهابيون، وأخذت الدولة على عاتقها عملية تطوير وتجميل الميدان وذلك فى إطار اعادة الحياة للميدان بعد ما يقارب الشهرين من فض الاعتصام. حيث ازدادت جميع جنبات الميدان بمساحات خضراء واسعة وأشجار تزينت بها أرصفة الميدان فى الوقت الذى تم فيه بناء نافورتى مياه إحداهما فى مدخل الميدان من ناحية طريق النصر والمنصة والأخرى بالمنتصف تقريبًا فى مواجهة مسجد رابعة العدوية والذى شارفت عملية ترميمه على الانتهاء ووضع اللمسات الأخيرة. كما تم تجديد المبانى التى تضررت إثر عملية فص الاعتصام وأبرزها قاعة الاجتماعات الملحقة بالمسجد والإدارة العامة للمرور ومعهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف. الأهالى فى مواجهة الجماعة حكى أهالى منطقة رابعة العدوية ال 47 يوما العصيبة التى عايشوها وسط اعتصام الإخوان المسلح، ورغم مرور فترة عدة سنوات على عملية الفض وإخلاء الميدان، إلا أن المواطنين لا يزالون يحفظون تفاصيل تلك الفترة الصعبة، حيث استعادوا الذكريات الأليمة التى عاشوها تلك الفترة تحت وطأة أنصار الإخوان الذين احتلوا مداخل العمارات وافترشوا الشارع. التقت «الأخبار» بعدد من أهالى منطقة مدينة نصر، ففى البداية قال محمد صبرى 45 سنة صاحب محل لبيع الزهور، إن التطوير الذى شهده الميدان يعد إنجازا كبيرا غيّر من الشكل الجمالى للميدان إلى الأفضل وسهل كثيرا على حياة المواطنين والتيسير عليهم فى حرية الحركة وأن الوضع أيام الاعتصام الإخوانى فاق التصور حيث استحالت المعيشة فى ظل تحويل ميدان رابعة والأماكن المحيطة به إلى اعتصام مسلح. وتذكر خلال حديثه أن الروائح كان تعم المكان وتزكم الأنوف بسبب تراكم المخلفات طوال فترة تواجدهم، وقال إنه كان يتعرض للتفتيش بصورة يومية وبدرجة مستفزة وحين دخل فى نقاش مع أحدهم وأنه لا يصح أن يقفوا أمام إرادة شعب بأكمله ثار فى وجهه بطريقة مخيفة. فيما أضاف محمد ببلاوى 24 سنة صاحب كشك للمأكولات، أن الطريق فى الميدان تم تطويره بشكل عصرى وساهم فى استيعاب حركة السيارات واسترجع فترة اعتصام الاخوان فى الميدان بأنها كانت فترة عصيبة مرت على الأهالى بصعوبة فقد كان فى حالة قلق دائم، وأضاف أن الرئيس السيسى أنقذ مصر والمصريين من إرهاب أنصار الإخوان الذين حاولوا تدمير البلاد عقب فشلهم فى إعادة المعزول للحكم بعد أن لفظه الشعب المصرى. وتابع أن تلك الفترة لا يمكن نسيانها وكانت من أصعب فترات حياته حيث طوال فترة الاعتصام كان يعانى من نقص السلع الغذائية وإغلاق عدد من المحال أبوابها فى وجه المواطنين خوفا على سلامتهم فضلا عن تعرضه للتفتيش عدة مرات من قبل أعضاء جماعة الإخوان أثناء ذهابه إلى مقر عمله أو فى حالة عودته للمنزل من قبل رجال اللجان الشعبية على حدود الاعتصام. وأكد خالد رشدى، موظف، أن أنصار الجماعة الإرهابية كانوا يتعمدون إهانة سكان المنطقة عن طريق تفتيشهم ذاتيا لأنهم لم ينضموا لاعتصامهم المسلح، وكانوا ينامون فى الشوارع والجناين بطريقة مستفزة جدا، وأضاف أنهم كانوا يرتكبون أفعالا شاذة مثل قضاء حاجاتهم فى مداخل العمارات ويقيمون فى المساجد غير مراعين لحرمة بيوت الله. وأشار إلى أن أنصار جماعة الإخوان استخدموا مدرسة عبد العزيز جاويش الثانوية كمعسكر وأماكن لتعذيب أعداء الجماعة من المواطنين، وأصبحت نقطة انطلاق للمسيرات التى كانت تخرج فى محيط مدينة نصر.. كما استخدمتها الجماعة فى تخزين الأسلحة وإعداد الأطعمة للمعتصمين.