حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة المقبلة، بعنوان: «كيف نستمطر الرحمات الربانية»، مشددة على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية بالمساجد لمواجهة فيروس كورونا. ونشرت الوزارة خطبة الجمعة وقالت فيها: «إن الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ». وأضافت الوزارة في خطبة الجمعة القادمة: «فإن الله سبحانه وتعالى هو أرحم الراحمين الرحمة صفته، والرحمن والرحيم من أسمائه، أرسل رسله رحمة، وأنزل کتبه رحمة، وأعد الجنة لعباده الصالحين رحمة، وبدأ كتابه الكريم ببيان رحمته التامة، حيث يقول سبحانه: «بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين،الرحمن الرحيم» ويقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عند تسعة وتسعين جزءا، وأنزل في الأرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه». وتابعت: أن رحمة الله تعالى لا يحدها حد، ولا يتصورها عقل فهو سبحانه صاحب الرحمة الواسعة التي تليق بكماله سبحانه، كتبها على نفسه تفضلا منه على عباده، حيث يقول سبحانه: «وربك الغفور ذو الرحمة»، ويقول «عز وجل»: «قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُل لِّلَّهِ ۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ»، ويقول نبينا «صلي الله عليه وسلم»: «لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي»، وحين رأي نبينا «صلي الله عليه وسلم» امرأة تحنو على طفل صغير، قال لأصحابه: «أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟»، قالوا: لا والله، فقال «صلي الله عليه وسلم»: «الله أرحم بعباده من هذه بولدها». واستكملت: «لكي نستمطر رحمات الله سبحانه وتعالى لا بد لنا من أمور، منها: أن نبرأ من حولنا وقوتنا إلى حول الله تعالى وقوته، حيث يقول سبحانه: ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله، وعن أبي موسى الأشعري «رضي الله عنه أن رسول الله «صلي الله عليه وسلم»، قال له: « أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟»، قلت: بلي يا رسول الله، فداك أبي وأمي، قال: «لا حول ولا قوة إلا بالله»؛ وهي كلمة تعني: «الاستسلام لله سبحانه وتعالى، وتفويض الأمر إليه».