مبنى ضخم وشاسع تعتليه لافتة مكتوب عليها «ميناء القاهرة البرى»، يستخدمه المسافرون من وإلى القاهرة، وبه جراج للسيارات يسع لآلاف السيارات، بمجرد الدخول إلى ذلك المبنى الضخم تُقابلك مساحات شاسعة، ومصاعد وسلالم كهربائية مُعطلة يكسوها التراب من كل جهة بسبب قلة استخدامها، ومجموعة من المحلات المتلاصقة المُغلقة دون سبب، ولافتات مُحطمة، نفس المشاهد تتكرر بالدور الأرضى وحتى الأطباق العلوية. 3 أماكن فقط، وجدناها تعمل فى هذا الصرح الضخم، الذى تم تدشينه عام 2007 على مساحة 52 ألف متر مربع، الأول «كافيه وسوبر ماركت»، والثانى «دورات المياه»، والثالث «صيدلية»، بينما نحو 400 محل تجارى، و10 كافيهات أخرى مغلقة دون أسباب. أمر عاجل اللواء شريف قدرى، رئيس مجلس إدارة ترجمان جروب، أكد أن تطوير مول الترجمان أمر عاجل لا يمكن تأجيله كون المبنى قائما بذاته ولا يتطلب أى أعمال صيانة أو بناء، لافتًا إلى أن هناك خطة يتم وضعها حاليًا بالتعاون مع محافظة القاهرة والشركة القابضة للنقل البحرى والبرى لتطوير المول التجارى. أضاف قدرى، أن المسئولية التى تم إسنادها له هى إدارة الجراجات بما فيها من أتوبيسات والمول التجارى بالمحلات الموجودة فيه، مؤكدًا أن المول به صيدلية ومطعم وحمامات وسوبر ماركت، ويعملون بانتظام حتى الآن. وأرجع أزمة مول الترجمان منذ بدايتها إلى قرار نقل الباعة الجائلين إلى هذا الصرح الكبير، كونه لم يكن ملائمًا منذ البداية لهم، ولم يحسن الباعة استغلاله جيدًا، مما أدى لهروب المستثمرين منه وعزوفهم عن الاستثمار به. وأكد قدرى، أن مشروع التطوير المقرر تنفيذه يتم من خلال الشركة القابضة للنقل البحرى والبرى وشركاتها التابعة لوزارة قطاع الأعمال، وبالتعاون مع محافظة القاهرة، لافتُا إلى أنه لم يتم الإعلان حتى الآن عن موعد البدء فى تنفيذ المشروع . وتابع: «تعاقدت محافظة القاهرة مع «الترجمان جروب» المُنفذة لمشروع الجراج منذ 2007 على تدشين مشروع متكامل ينقسم إلى عدة جراجات تحت الأرض ومتعددة الطوابق تسع لحوالى 3 آلاف سيارة، وصالة لنقل الركاب يطلق عليها ميناء القاهرة البرى، إضافة لمركز ترفيهى مكون من 4 دور سينما ومسرح، وذلك على الأراضى المملوكة للمحافظة، بحق انتفاع لمدة 25 عامًا، وما يتم استغلاله حاليًا هو الجراجات المخصصة لصف السيارات داخل المكان وخارجه، والجراج الخاص بسيارات السفر فقط». من جانبه، أكد اللواء فرج هويدى رئيس حى بولاق أبو العلا، أن مشروع تطوير الترجمان كموقف للسيارات أمر ضرورى وحتمى كونه الملاذ الآمن من حيث المساحة والمكان لوسط العاصمة مما يجعله قبلة لكل سائقى السيارات، وسيتم استغلاله جيدًا بدلاً من التكدس والزحام المرورى فى شوارع وسط البلد. وأكد هويدى، أن الحى يقوم بحملات إزالة للباعة الجائلين المصطفين حول موقف الترجمان، وكذلك عربات الكارو، لكن دون جدوى، حيث تم تخصيص أكثر من فرد لعمليات الإزالة، لكن لا تمضى سوى ساعات قليلة ويعودون لأماكنهم من جديد، وهنا يجب تفعيل وتنفيذ القانون بشكل صارم لمنع الوقوف وتعطيل الطريق، مُشيرًا إلى أن الأمر لا يقتصر على الحى وحده بل هى جهود مشتركة لابد أن تتعاون فيها مختلف الجهات الرسمية كمحافظة القاهرة ووزارة الداخلية والحى. تدخل المحافظة وتابع: «الهدف من مشروع الترجمان منذ تأسيسه هو تحقيق السيولة المرورية بوسط العاصمة، ومنع انتظار السيارات، التى كانت تكتظ فى شارع الجلاء والشوارع المحيطة بالمشروع، ولعدم توقيع غرامات من قبل محافظة القاهرة على المخالفين، تم الاستهانة بهذا الأمر، ويستخدم أغلب السائقين الشوارع فى صف سيارتهم دون تفكير، ويتركون ساحات الترجمان الشاسعة». وأكد هويدى، أن قرار تطوير وافتتاح الترجمان من جديد سيحل أزمات عديدة أبرزها الباعة الجائلون المتواجدون فى شارع الجلاء، وبائعو الملابس «البالة» المتواجدون فى شارع الصحافة، وتقنين أوضاعهم بشكل يتلاءم مع ظروف معيشتهم، كما أن تدخل المحافظة بشكل حاسم فى الأمر سيحل أزمة كبيرة فمن الممكن إصدار قرارات تحظر استمرار المواقف العشوائية للأتوبيسات والسيارات، وإجبارها على استخدام الجراج، الذى يسع لأكثر من 3 آلاف سيارة، وهذا بالتأكيد سيعود بالنفع عليهم حيث تؤدى زيادة إيرادات الشركة والتشغيل الكامل للمشروع إلى تمكنهم من دفع استحقاقات مقابل حق الانتفاع، ومن جانب آخر تقليل الكثافة المرورية والمساهمة فى تخفيف الضغط على أكثر المناطق حيوية على مستوى الجمهورية.