بقلم دكتور يحيى هاشم تطوير الريف المصري هو الحلم الذي انتظره نصف سكان مصر من أهلنا في القرى والعزب والنجوع وأتشرف بأنني أبن قرية أنشاص الرمل مركز بلبيس محافظة الشرقية فالواقع بالقرى المصرية صعب جدا ولا يمكن لغير أهل الريف تصور مدى المعاناة التي يواجهها سكان الريف المصري في كافة مناحي الحياة و من هنا جائت رؤية القائد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ليحقق أحلامنا في تغيير شكل الريف المصري وتحقيق التمكين الحقيقي لملايين المصريين من خلال الحياة الكريمة التى يستحقها كل المصريين. وعلينا أن نفهم آليات التنفيذ لهذه المبادرة الرئاسية المجتمعية الإنسانية العظيمة لكي نكون داعمين لها بكل ما لدينا من إمكانيات ومهارات و خبرات مختلفة فالريف المصري يشمل المراكز الرئيسية التي تضم القرى و يتبع القرية الواحدة عدة عزب أو نجوع و بالحسابات العلمية فهناك علاقة بين عدد السكان و الخدمات المقدمة لهم فمثلا يتم إنشاء مدرسة ثانوية لكل عشرة آلاف نسمة من السكان و يتم إنشاء مدرسة ثانوية صناعية او فنية لكل خمسة و ثلاثين ألف نسمة من السكان ويتم إنشاء وحدة صحية لكل أربعين ألف نسمة من السكان وبالتالي سيتم توفير هذه الخدمات وفقا لإجمالي عدد السكان في كل مركز بما يشمله من قرى و نجوع مع توفير الطرق الرابطة فيما بينهم و وسائل المواصلات المختلفة ليكون الانتقال إلى هذه المرافق سهل وبسيط على المواطن. وهناك مشروعات أساسية يحتاج إليها الريف المصري مثل الصرف الصحي وهذا النوع من المشروعات لا يمكن تنفيذه على نطاق ضيق اي بمعنى أن طبيعة تنفيذ مشروعات الصرف الصحي تحتاج إلى ربط بين المركز و القرية و النجع و لذلك فهذه المبادرة الكبيرة تتماشى مع هذا النوع من الاحتياجات الأساسية للمواطن في الريف و يمكن تنفيذها بجدوى اقتصادية تحقق الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة للوصول الى الهدف المطلوب. وهناك رؤية وطنية مهمة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في أن تكون مكونات المشروعات المنفذة في هذه المبادرة العملاقة من الشركات المصرية مع مراعاة عنصر الجودة و مطابقة المواصفات في الخامات و المستلزمات المستخدمة لكي يتحقق انتعاش في الصناعة المصرية و تزيد فرص العمل مما سيعطي بعدا اقتصاديا مهما سينعكس بالطبع على الحياة الاجتماعية للمواطن. ووضع فخامة الرئيس إستراتيجية مهمة بأن يتم إنشاء مجمعات متكاملة لخدمة المواطنين في مكان واحد لتقديم خدمات التموين والشهر العقاري والسجل والمدني والبريد وغيرها من الخدمات التي يحتاجها المواطن و يمكن تقديمها في مبنى واحد حتى يمكن استثمار أراضي الدولة التي سيتم نقل هذه الخدمات منها الى مجمع الخدمات في إنشاء وحدات سكنية أو مناطق صناعية او اي مشروعات تحتاج اليها القرية، بالإضافة إلى تيسير الحياة على المواطن بتقديم كافة الخدمات له بسهوله في مكان واحد. وسيتم تعزيز عناصر القوة من المشروعات الاقتصادية التي تعتمد على الموارد الطبيعية في القرية لتخلق المزيد من الاستثمارات و فرص العمل فمثلا القرى التي تشتهر بزراعة و تصدير النباتات والأعشاب الطبية تحتاج لزيادة المصانع التي تعمل في هذا المجال ليتم تصدير منتج نهائي وليس خامات غير مصنعة لأن ذلك يحقق عائد اقتصادي و قيمة مضافة تنعكس على الحياة الاجتماعية الاقتصادية في القرية و كذلك القرى التي تضم عدد كبير من رؤوس الأبقار تحتاج إلى مصانع لتصنيع اللحوم و مصانع للجلود و مصانع للجيلاتين و هكذا في كافة القرى و توابعها حتى نحقق الاستثمار الامثل لكل عنصر قوة يزيد من فرص التنمية في مستقبل هذه القرى. بالإضافة إلى توفير كافة الخدمات و المرافق في شتى مناحي الحياة التي يحتاجها المواطن في الريف من الجوانب الثقافية والرياضية وغيرها ليتحول شكل مصر كلها و ليس الريف فقط إلى الصورة التي نحلم بها جميعا لعودة الحياة المتكاملة للقرية المصرية لتكون في أحسن صورة. إن الرؤية الحكيمة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي جاءت متوافقة مع أحلام المصريين لكي نصنع سويا مصر المستقبل أم الدنيا كلها و سوف نقف جميعا بكل الحب و الولاء و الانتماء والعطاء لهذا الوطن العظيم مصر مع هذه المبادرة العظيمة لنغير شكل الريف في مصر و نصنع الحياة الكريمة لملايين المصريين.