نسرين موافي ألا يوجد علاج لاعتياد النعم ؟! الا يوجد حل للبطر ، للكد في الراحة ! سؤال احترت فيه ها أنا اؤدي عاداتي بمنتهي الشغف اشرب قهوتي مع اعتيادي طعمها الا أنني لا أملها أبدا . اقف لأنهل من نسيم الفجر كالعادة دون فتور . أعترف ، تأتي لحظات و أحيانا أيام تغلبني الحياة و تعكر صفوي لكن عاداتي و ان لم اؤديها بنفس الشغف - يقل او يزيد - لا أمِل منها ابدا و لا أتركها بإرادتي بعد إختيار فعادتي في حد ذاتها نعمة فلماذا لا أملها !! خُلقنا في بحر من نعم ، منح لا حصر لها متعددة الصور و لكل منها تجليات في كل ما حولنا و في أنفسنا . الكون ، حياتك ، كل جزء في جسدك و روحك ، أنفاسك الداخلة خارجة من صدرك ، كل لحظة تقضيها علي قيد الحياة تعطيك فرصة للرجوع ، لتغيير المسار كل هذا و أكثر نعم . كل نعمة وُهِبناها من أكبرها لاصغرها فينا او في الكون -و إن لم نكن نحمد الله عليها كما ينبغي - لا نزهدها و لا نري فيها نقصاً و لا تتغير بالعمر و لا بتغير التفكير نعيش بها و تعيش فينا . فقط النعم التي اخترتها أنت في حياتك سواء أشياء او أشخاص هي ما يعتريها التغيير بحسب الوقت و الظروف و الإحتياج . من الشائع اعتياد النعمة الكد في الراحة و البحث عن المفقود ، حتي و ان كان المملوك هو كل ما تمنيناه يوما . فبعد ان توسلنا مرارا لننال ما نتمني نزهد فيه بعد تملكه بل و نعلم جميعا ان لا أحد يشعر بقيمة ما يملك إلا عندما يفقده و بالرغم من علمنا بهذا ننتظر لنفقده ، لنندم و نتحسر علي الغالي الذي لم نشعر به في وقته . نعلم و نفعل و نجد نفس النتيجة! تفكير غير منطقي لكنه واقع يرتفع سقف طموحك فتزهد ما اعتدت ان يكون حدود آمالك نتجرأ علي ما كنا نراه خطوط حمراء و تقل في أعيننا قيمة ما قدرناه ثمينًا . أعياني التفكير و لم اجد غير تفسير منطقي متواضع، أن في معظم الأحوال تكون الأماني وقتيه طبقاً لمعطياتك ، لتفكيرك و احتياجك في هذه المرحلة و مع تغير هذه المعطيات تتغير نظرتك لها ، فتري نواقصها بل و تسلط عليها الضوء . تؤرقك فيصبح ما اعتدت ان يسعدك يعذبك ، تري الشيء بنقيضه تري قرباً تمنيته ضغطاً و حملًا علي كاهلك . تري عمل سعيت له جاهداً بعد فترة من الحصول عليه اقل بكثير من امكانياتك و مما تستطيع فعله. حتي و ان كان هذا غير صحيح لكنه الاعتياد الذي يفقدك الاحساس بالشغف . تعتاد وجودهم فيصبح عبئا بعد ان كان نعمة لا تفقد ما اخترت يوما بسهولة فاختيارك يستحق ان تحاول . فإما ان تتماشي مع التغيير الذي طرأ عليك و تتقبل اعتيادك ، ترضى بالواقع و تعيش تبعات اختيارك انت من الأساس ، بغض النظر عن رغباتك و عن نظرتك التي اصبحت مغايرة للسابق . و اما ان تبحث في ما اعتراك تناقش و تحاول استعادة ما فقدت من شغف .. تعيد اكتشاف نعمك تعافر ..فلا تخسر اختيارك و لا تفقد شغفك قد تكون نعمتك تلك هي كنزك الحقيقي . فلا تستسلم .