وزير الري يشارك في الاحتفال بمرور 50 عامًا على البرنامج الهيدرولوجي الدولي لليونسكو    محافظ الدقهلية يتابع نتائج لجان المرور على المنشآت الصحية بمركزي المطرية والمنزلة    وزير الري: لا مساس بنقطة مياه مصرية    دمياط: فصل المياه في بعض المناطق منتصف الليل حتى الثامنة صباحا    ننشر قائمة الدول المشاركة في قمة شرم الشيخ للسلام بحضور قادة أكثر من 20 دولة    كييف تعلن إسقاط 103 طائرات مسيرة روسية خلال الليل    باكستان تغلق نقاط عبور حدودية مع أفغانستان في ظل اشتباكات عنيفة    مصر تدين الهجوم على مركز لإيواء النازحين بمدينة الفاشر السودانية    طائرة نيجيريا تتعرض لحادث في ظروف غامضة    محمد صبحي يفوز ببرونزية وزن 88 كجم ببطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي بالعاصمة الإدارية    تقرير.. ليفاندوفسكي يغلق بابه أمام اللعب في الدوريات العربية    جاكبو يقود تشكيل منتخب هولندا ضد فنلندا في تصفيات كأس العالم 2026    ضبط شخص يروج لبيع أدوات تستخدم فى الأعمال المنافية للآداب عبر مواقع التواصل الاجتماعى    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل تاجر الذهب في البحيرة لجلسة 10 نوفمبر    الخريف.. موسم الانتقال والحنين بين دفء الشمس وبرودة النسيم    تأجيل محاكمة 56 متهما بنشر أخبار كاذبة    تأجيل إستئناف المتهم الثاني ب " أحداث ميدان لبنان " ل 8 نوفمبر    مهرجان القاهرة السينمائي يكرم المخرجة المجرية إلديكو إنيدي بجائزة الهرم الذهبي في دورته ال46    على الصعيد المهنى والعاطفى.. حظك اليوم وتوقعات الأبراج الأحد 12 أكتوبر    فى أول زيارة منذ انتخابه مديرا عاما لليونسكو.. وزير الخارجية يستقبل خالد العناني    روبي تشعل باريس وتعلن نفاد تذاكر حفلها قبل إنطلاقه بساعات    قبل عرض أولى بطولاته.. أبرز أعمال أحمد صلاح حسني في السينما والتلفزيون    منذ الألفية الثانية قبل الميلاد.. إفلاطون بنار بتركيا يتحدى الجفاف    رئيس منطقة مطروح الأزهرية يكرم الطالبة هاجر إيهاب فهمي لتفوقها في القرآن والخريدة البهية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم 12-10-2025 في محافظة الأقصر    نائب وزير الصحة يحيل إدارة مستشفى الأحرار التعليمي بالشرقية للتحقيق ويوجه بإجراءات عاجلة    نائب وزير الصحة يترأس اجتماعا للإعداد للنسخة 3 من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية    الخريف موسم الانتقال... وصراع المناعة مع الفيروسات الموسمية    رئيس جامعة بنها ووكيل الأزهر يفتتحان ندوة "الإيمان أولا"    بعد قرار الرئيس، هل يختلف نائب الشيوخ المنتخب عن المعين؟    قافلة دعوية برعاية «أوقاف مطروح» تجوب مدارس الحمام لتعزيز الانتماء ومحاربة التنمر والتعصب    ما حكم زيارة مقامات الأنبياء والأولياء والصالحين؟ الإفتاء تفسر    وزير الدفاع يشهد تخريج دفعات جديدة من الكليات العسكرية (صور)    شعبة القصابين: تراجع شراء اللحوم 20%.. والجزارون يتجهون لفتح مطاعم لبيع «الحواوشي»    «يونيفيل» تعلن إصابة أحد عناصرها بقنبلة إسرائيلية في جنوب لبنان    "إي آند مصر" تطلق مبادرة "صحة مدارسنا"    سويلم يلتقى نائب وزير البيئة والزراعة السعودى ضمن فعاليات أسبوع القاهرة الثامن للمياه    "سلامة الغذاء" تنفذ 51 مأمورية رقابية على السلاسل التجارية في أسبوع    آلاف المتظاهرين يخرجون إلى شوارع العواصم الأوروبية دعمًا للشعب الفلسطينى    رام الله: مستوطنون يقتحمون خربة سمرة بالأغوار الشمالية    إصابة 5 فى تصادم سيارة ملاكى وتوك توك وتروسكيل بطريق برج نور أجا بالدقهلية    هانى العتال عن تعيينه فى مجلس الشيوخ: شرف كبير أنال ثقة الرئيس السيسي    ختام جولة مشروع "المواجهة والتجوال" بمحافظة جنوب سيناء.. صور    الضرائب: الفاتورة الالكترونية والإيصال الإلكتروني شرط أساسي لإثبات التكاليف ورد ضريبة القيمة المضافة    محافظ المنوفية يدشن فعاليات المبادرة الرئاسية للكشف عن فيروس سي بمدرسة المساعي الجديدة بنات بشبين الكوم    تنفيذ ورش تدريبية مجانية لدعم الحرف اليدوية للمرأة في الأقصر    الرئيس السيسى يتابع مع شركة أباتشى الموقف الاستكشافى للمناطق الجديدة    الداخلية تضبط أكثر من 106 آلاف مخالفة مرورية في 24 ساعة    وزير الصحة يشهد حفل توزيع جائزة «فيركو» للصحة العامة في ألمانيا    رحيل فارس الحديث النبوى أحمد عمر هاشم.. مسيرة عطاء فى خدمة السنة النبوية    مدارس التكنولوجيا تعيد رسم خريطة التعليم الفنى    مصر تتسلم رئاسة المنظمة الدولية للتقييس "أيزو" لمدة 3 أعوام بعد فوز مشرف ومستحق    ترشيح هذه الفنانة للوقوف أمام محمد فراج في أب ولكن    سفارة قطر بالقاهرة تعرب عن بالغ حزنها لوفاة ثلاثة من منتسبي الديوان الأميري في حادث    تركيا تكتسح بلغاريا بسداسية مدوية وتواصل التألق في تصفيات كأس العالم الأوروبية    نجم الأهلي السابق: توروب سيعيد الانضباط للأحمر.. ومدافع الزمالك «جريء»    استبعاد معلمي الحصة من حافز ال 1000 جنيه يثير الجدل.. خبير تربوي يحذر من تداعيات القرار    خالد جلال: جون إدوارد ناجح مع الزمالك.. وتقييم فيريرا بعد الدور الأول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار | «العناني»: الرئيس السيسي يتابع شخصياً العمل بالمتحف الكبير يومياً
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 10 - 10 - 2020

- أوجه الشكر لصاحب الفضل في الفكرة.. ولمن أنجزوا المشروع في وقت قياسى
- حرصنا على عدم الإضرار بمتحف التحرير لأنه مرجعية لكل متاحف العالم
يقول د. خالد العنانى وزير السياحة والآثار: نحن لا نبنى مجرد متحف، لكنه مجمع ثقافى حضارى سياحى ترفيهى توعوي، لذلك يجب توجيه الشكر للجميع، بداية من صاحب الفضل فى الفكرة، ولمن ساهموا فى النهوض بالعمل خلال فترة وجيزة لا تتجاوز 4 سنوات، وغيّروا وجه المتحف حتى وصل للشكل الذى نشاهده اليوم، بمتابعة وتوجيه مستمر من الرئيس عبد الفتاح السيسى شخصيا، وهناك توجيه من القيادة السياسية بألا يتوقف العمل بسبب التمويل، لذا أنفقنا المليارات فى عز الأزمة لكى يستمر العمل دون توقف.
ويضيف: أتمنى أن نصل بهذا الصرح العظيم ليكون رسالة حضارية وثقافية للعالم، تقول إن مصر استطاعت منح تراثها الحضارى الأولوية، رغم التحديات الكبيرة التى مرت بها، ونجحت فى استكمال المشروع الذى توقف تماما منذ عام 2011، وخفض مبالغ طائلة من ميزانيته، دون المساس بالجودة، ليكون المتحف المصرى الكبير الأجمل والأهم على مستوى العالم.
ما تأثير المتحف المتوقع على حركة السياحة فى مصر؟
- لا شك أنه سيحقق طفرة سياحية غير مسبوقة، ويغير شكل البرامج السياحية، ويرفع عدد ليالى إقامة السائحين فى القاهرة، ويوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، من خلال الزيادة الكبيرة المتوقعة فى السائحين، إلى جانب دوره التوعوى للمصريين الذين يزورون المتحف ليقفوا على تاريخهم، ويزداد فخرهم بانتمائهم لهذا البلد العريق، وسيكون لمطار «سفنكس» تأثير كبير، كونه يسمح بهبوط طائرات شارتر ورحلات سريعة فى الويك اند، لزيارة الهرم والمتحف، كما سيغير المتحف شكل المنطقة المحيطة بالكامل، ويفتح المجال لإقامة مشروعات تنموية حضارية تحترم المكان والبيئة، لوجودها بجوار العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا القديمة.
وماذا عن تمويل المشروع؟
- حصلت مصر فى بداية المشروع على قرض طويل الأجل من اليابان بقيمة 300 مليون دولار، بدأت وزارة المالية تسديده بشكل منتظم منذ مايو 2016، والقرض الآخر 454 مليون دولار، وحين يفتتح المتحف نحتاج إلى مليار جنيه سنويا، رسوم الصيانة والتكييف وترميم الآثار، إلى جانب تسديد القرض، لذا فإن الدولة فى الغالب سوف تساهم فيه بشكل كبير، فلا يوجد متحف فى العالم يغطى نفقاته، والمتحف المصرى الكبير ليس استثناء.
وهل يعد المتحف مؤسسة مستقلة مثل مكتبة الإسكندرية؟
- المتحف هيئة مستقلة تتبع الوزير المختص بشئون الآثار، وللمتحف مجلس أمناء يشرف برئاسة رئيس الجمهورية، وما يقرب من نصفه شخصيات دولية، وكذلك له مجلس إدارة، ومدير تنفيذى يساعده نائبان.
وهل سيكون المدير مصريا أم أجنبيا مثلما تفعل متاحف كثيرة فى العالم؟
- مصر بها كفاءات عظيمة، وشخصيات على مستوى دولى تستطيع أن تدير المتحف المصرى الكبير، ومتحف الحضارة، ولا أتصور أننا نحتاج لاستقدام مدير أجنبي، رغم أن متاحف عالمية عديدة تستعين بمديرين أجانب، لكن فى رأيى أن المتحف فخر للحضارة المصرية، وأفضل من يتحدث عنها أمام أى ملك أو رئيس يزور أعظم متحف فى مصر، هو مصرى معتز بتراث وحضارة بلده.
وماذا عن مسئولية التسويق والتشغيل والخدمات؟
- تقدمت 8 تحالفات دولية للإدارة والتسويق، وتنظيم الفاعليات وتشغيل خدمات المتحف، استبعدنا ثلاثة منهم واستبقينا على خمسة، وبعد مفاوضات معهم اخترنا ثلاثة، ثم أعتذرنا للتحالف الثالث، ويجرى الآن اتخاذ الإجراءات النهائية للتفاوض بين التحالفين الكبيرين، والاختيار النهائى لن يكون على أساس العائد فقط، ولكن لمن يضمن لنا عالمية المتحف وتشغيله وفقا لأفضل السبل الحديثة، ويضمن كذلك تحقيق أفضل عائد مالى للدولة.
وماذا عن اختيار القطع وسيناريو العرض؟
- اختيار المعروضات، وأفكار العرض، والقطع التى تعبر عن الموضوعات، تم من خلال لجنة مصرية، أما الأجانب فمهمتهم تصميم فتارين العرض والإضاءة، وغيرها من الأمور التقنية فقط.
ما رؤيتكم إذن فى اختيار القطع المعروضة فى المتحف الكبير؟
- القطع الخاصة بالفرعون الذهبى توت عنخ آمون هى «أيقونة» المتحف، كما اخترنا قطعا كبيرة تبرز عظمة الحضارة المصرية، مرتبطة بالملوك والمعبودات المصرية لوضعها على الدرج الأعظم، بالإضافة إلى أكثر من 70 ألف قطعة ضخمة ومبهرة تظهر تطور الحضارة المصرية من خلال عدة موضوعات، وتطور كل موضوع فى الحقب التاريخية المختلفة، ثم يختار الزائر الاتجاه إلى اليمين، لزيارة قاعات الملك توت عنخ آمون، أو إلى الشمال لرؤية باقى المتحف، وكل منهما له تذكرة خاصة، وقد أعلنا أسعار التذاكر منذ أكثر من عام، وتوقعاتى أنه لن يدخل أحد المتحف دون مشاهدة توت عنخ آمون إلا من زار المتحف أكثر من مرة، لأن مساحته كبيرة ولا نتوقع زيارته فى يوم واحد، ولكن الزائر يحتاج يومين على الأقل لرؤية كل تلك الكنوز الأثرية.
لماذا اقتصرت أعداد القطع الأثرية المنقولة من متحف التحرير على 16 فى المئة فقط من إجمالى المعروضات، رغم التكدس الكبير به؟
- مقتنيات المتحف المصرى الكبير استقدمت من كل المواقع والمتاحف والمخازن الأثرية فى مصر، ولا يوجد مكان لم يساهم فيه، لكننا حرصنا على عدم الإضرار بالعرض المتحفى لمتحف التحرير، لأنه مرجعية لكل متاحف الآثار فى العالم، ولابد أن يظل مفتوحا، لذلك احتفظنا بأمهات القطع، صحيح أنه فقد جوهرته، وأعنى مجموعة توت عنخ آمون، لكننا بدأنا نعرض حتشبسوت، اخناتون، يويا وتويا، وكنوز تانيس، ولوحة نارمر، بورتريهات الفيوم، زوسر، خفرع،منقورع، بعد أن أصبح هناك متنفس لتلك القطع.
ولكن المعروف فى العالم أن متحف التحرير أقرب للمخزن من المتحف؟
- لأنه حين افتتح عام 1902 كان لعدد معين من القطع فقط، ولم تُكتشف مقبرة توت عنخ آمون إلا بعد 20 عاما، ومن وقتها بدأت كثير من الاكتشافات الأثرية المهمة تُنقل إليه، رغم أنه لم يكن مصمما لاحتوائها.
لهذا كان الهدف من إنشاء المتحف الكبير نقل الآثار وعرضها بشكل لائق وتخفيف هذا التكدس؟
- الهدف ليس فقط تخفيف التكدس عن متحف التحرير، لكن لإبراز القطع بطرق عرض حديثة ومتقدمة، والتركيز على عنصر الإبهار فى المعروضات، وعلى الموقع الجغرافى للمتحف، كونه على بعد أمتار قليلة من الهرم الأكبر، كما أن الاكتشافات كثيرة وسنعطى أولوية لنقلها إلى المتحف الكبير، مثلما حدث فى الكشف الأخير.
وكل الدول ليس لديها متحف واحد، وكثرة المتاحف فى مدينة عنوان لتقدمها الحضارى، واعتزازها بتاريخها، ورسالة بقوة البلد وعظمتها، وفى رأيى أن عدد المتاحف فى مصر لا يتناسب مع مكانتها الأثرية والحضارية. ثم لماذا نتحدث دائما عن السياحة فقط، أليس من حق 100 مليون مصرى زيارة متاحفهم، حتى لو لم تكن فى ثقافتهم، لو تحدثنا عن السياحة فقط لما افتتحنا متاحف إقليمية تكلفت الملايين، وسعدت حينما علمت أن 3 آلاف مصرى زاروا متحف سوهاج بعد افتتاحه.
طُرحت من قبل فكرة تحويل متحف التحرير إلى مركز عالمى لعلم المصريات؟
- وجهة نظر أحترمها ولا أتفق معها، فلا أتخيل أن تعلن فرنسا عن إخلاء اللوفر، أو تقرر بريطانيا إخلاء المتحف البريطاني. الناس تزور متحف التحرير لكونه مرجعية المتاحف فى العالم، وأول مبنى فى مصر يقام ليكون متحفا، وعندما درست فى أكبر كليات ومعاهد الآثار لم يكن ذلك فى متحف وإنما فى جامعة، ويمكن تخصيص أى مبنى عريق ليقوم بهذه المهمة.
هل تتوقع أن تتأثر معدلات الزيارة فى متحف التحرير بعد افتتاح المتحف الكبير؟
- بالطبع. السائح القادم ليوم واحد، سيختار مشاهدة توت عنخ آمون، هذا هو البطل، وليس متحف التحرير أو الهرم. لقد زار معرضه 423 ألف شخص فى باريس وحدها، لكن من لديه أكثر من يوم، قولا واحدا سيزور متاحف أخرى كالإسلامي، الذى يضم أكبر مجموعة فنون إسلامية فى العالم، ومن يريد أن يزور حتشبسوت واخناتون وخفرع، سيذهب لمتحف التحرير، ومن يرغب فى مشاهدة المومياوات يتوجه إلى متحف الحضارة، فلسفتنا هى تحقيق التكامل بين المتاحف الثلاثة، ومثلما ذكرت المتحف الكبير سيُغيّر منظومة السياحة المصرية، ولن يأتى السائح ليومين فقط، لكن برنامج الزيارة لن يقل عن 7 أيام فى القاهرة، تبدأ بتوت عنخ آمون كعنصر أساسى لتغيير البرامج السياحة، والمومياوات فى الحضارة، وحتشبسوت واخناتون فى التحرير، والمتحف الإسلامى والمتحف القبطي، وشارع المعز والقلعة.
دراسة الجدوى التى قام بها الجانب الإيطالى حددت 8 سنوات لتغطية استثمارات المتحف؟
- لا يوجد متحف فى العالم يغطى استثماراته. دخل المتحف من التذاكر والرعاة والأنشطة والتبرعات وجمعية الأصدقاء، وبخلاف ذلك تسدده الدولة.
هل هناك عدد كاف من الأثريين المؤهلين للعمل فى المتحف المصرى الكبير؟
-الأثريون من أبناء الوزارة مسئولون عن العرض المتحفي، والترميم، المعارض المؤقتة، الموقع الإلكتروني، الكتالوجات، والشرح لكبار الزوار وضيوف الدولة، ولدينا 7 آلاف زميل من خريجى كليات الآثار، أغلبهم حاصلون على ماجستير ودكتوراه، لأن المسئولين السابقين استثمروا فى الشباب، الذين صاروا اليوم يتقلدون مواقع مناصب كبيرة، وهم الذين يحققون 90% من الاكتشافات الأثرية.
هل هناك رؤية لاستغلال موقع نادى الرماية فى إقامة موتيلات وفنادق ذات طبيعة خاصة؟
- بالفعل لن يكون بين المتحف والهرم ارتفاعات، حتى لا يفقد الزائر المتعة التى يحققها صعود الدرج العظيم، ورؤية هرم خوفو فى نهايته وكأنه جزء من المعروضات التى يضمها المتحف، وحتى هذه اللحظة لا توجد رسومات نهائية معتمدة، وإنما هناك دراسات عديدة لاستغلال هذا المثلث الحضارى الذهبى الذى لا يوجد له مثيل فى العالم، ولكننا نركز حاليا على المتحف، والربط بينه وبين هضبة الأهرامات، وعمل مدخل جديد للمنطقة، من جهة طريق الفيوم، وخلال أيام سنعلن أولى ثمار مشروع تطوير هضبة الأهرامات.
يقول د. خالد العنانى وزير السياحة والآثار: نحن لا نبنى مجرد متحف، لكنه مجمع ثقافى حضارى سياحى ترفيهى توعوي، لذلك يجب توجيه الشكر للجميع، بداية من صاحب الفضل فى الفكرة، ولمن ساهموا فى النهوض بالعمل خلال فترة وجيزة لا تتجاوز 4 سنوات، وغيّروا وجه المتحف حتى وصل للشكل الذى نشاهده اليوم، بمتابعة وتوجيه مستمر من الرئيس عبد الفتاح السيسى شخصيا، وهناك توجيه من القيادة السياسية بألا يتوقف العمل بسبب التمويل، لذا أنفقنا المليارات فى عز الأزمة لكى يستمر العمل دون توقف.
ويضيف: أتمنى أن نصل بهذا الصرح العظيم ليكون رسالة حضارية وثقافية للعالم، تقول إن مصر استطاعت منح تراثها الحضارى الأولوية، رغم التحديات الكبيرة التى مرت بها، ونجحت فى استكمال المشروع الذى توقف تماما منذ عام 2011، وخفض مبالغ طائلة من ميزانيته، دون المساس بالجودة، ليكون المتحف المصرى الكبير الأجمل والأهم على مستوى العالم.
ما تأثير المتحف المتوقع على حركة السياحة فى مصر؟
- لا شك أنه سيحقق طفرة سياحية غير مسبوقة، ويغير شكل البرامج السياحية، ويرفع عدد ليالى إقامة السائحين فى القاهرة، ويوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، من خلال الزيادة الكبيرة المتوقعة فى السائحين، إلى جانب دوره التوعوى للمصريين الذين يزورون المتحف ليقفوا على تاريخهم، ويزداد فخرهم بانتمائهم لهذا البلد العريق، وسيكون لمطار «سفنكس» تأثير كبير، كونه يسمح بهبوط طائرات شارتر ورحلات سريعة فى الويك اند، لزيارة الهرم والمتحف، كما سيغير المتحف شكل المنطقة المحيطة بالكامل، ويفتح المجال لإقامة مشروعات تنموية حضارية تحترم المكان والبيئة، لوجودها بجوار العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا القديمة.
وماذا عن تمويل المشروع؟
- حصلت مصر فى بداية المشروع على قرض طويل الأجل من اليابان بقيمة 300 مليون دولار، بدأت وزارة المالية تسديده بشكل منتظم منذ مايو 2016، والقرض الآخر 454 مليون دولار، وحين يفتتح المتحف نحتاج إلى مليار جنيه سنويا، رسوم الصيانة والتكييف وترميم الآثار، إلى جانب تسديد القرض، لذا فإن الدولة فى الغالب سوف تساهم فيه بشكل كبير، فلا يوجد متحف فى العالم يغطى نفقاته، والمتحف المصرى الكبير ليس استثناء.
وهل يعد المتحف مؤسسة مستقلة مثل مكتبة الإسكندرية؟
- المتحف هيئة مستقلة تتبع الوزير المختص بشئون الآثار، وللمتحف مجلس أمناء يشرف برئاسة رئيس الجمهورية، وما يقرب من نصفه شخصيات دولية، وكذلك له مجلس إدارة، ومدير تنفيذى يساعده نائبان.
وهل سيكون المدير مصريا أم أجنبيا مثلما تفعل متاحف كثيرة فى العالم؟
- مصر بها كفاءات عظيمة، وشخصيات على مستوى دولى تستطيع أن تدير المتحف المصرى الكبير، ومتحف الحضارة، ولا أتصور أننا نحتاج لاستقدام مدير أجنبي، رغم أن متاحف عالمية عديدة تستعين بمديرين أجانب، لكن فى رأيى أن المتحف فخر للحضارة المصرية، وأفضل من يتحدث عنها أمام أى ملك أو رئيس يزور أعظم متحف فى مصر، هو مصرى معتز بتراث وحضارة بلده.
وماذا عن مسئولية التسويق والتشغيل والخدمات ؟
- تقدمت 8 تحالفات دولية للإدارة والتسويق، وتنظيم الفاعليات وتشغيل خدمات المتحف، استبعدنا ثلاثة منهم واستبقينا على خمسة، وبعد مفاوضات معهم اخترنا ثلاثة، ثم أعتذرنا للتحالف الثالث، ويجرى الآن اتخاذ الإجراءات النهائية للتفاوض بين التحالفين الكبيرين، والاختيار النهائى لن يكون على أساس العائد فقط، ولكن لمن يضمن لنا عالمية المتحف وتشغيله وفقا لأفضل السبل الحديثة، ويضمن كذلك تحقيق أفضل عائد مالى للدولة.
وماذا عن اختيار القطع وسيناريو العرض؟
- اختيار المعروضات، وأفكار العرض، والقطع التى تعبر عن الموضوعات، تم من خلال لجنة مصرية، أما الأجانب فمهمتهم تصميم فتارين العرض والإضاءة، وغيرها من الأمور التقنية فقط.
ما رؤيتكم إذن فى اختيار القطع المعروضة فى المتحف الكبير ؟
- القطع الخاصة بالفرعون الذهبى توت عنخ آمون هى «أيقونة» المتحف، كما اخترنا قطعا كبيرة تبرز عظمة الحضارة المصرية، مرتبطة بالملوك والمعبودات المصرية لوضعها على الدرج الأعظم، بالإضافة إلى أكثر من 70 ألف قطعة ضخمة ومبهرة تظهر تطور الحضارة المصرية من خلال عدة موضوعات، وتطور كل موضوع فى الحقب التاريخية المختلفة، ثم يختار الزائر الاتجاه إلى اليمين، لزيارة قاعات الملك توت عنخ آمون، أو إلى الشمال لرؤية باقى المتحف، وكل منهما له تذكرة خاصة، وقد أعلنا أسعار التذاكر منذ أكثر من عام، وتوقعاتى أنه لن يدخل أحد المتحف دون مشاهدة توت عنخ آمون إلا من زار المتحف أكثر من مرة، لأن مساحته كبيرة ولا نتوقع زيارته فى يوم واحد، ولكن الزائر يحتاج يومين على الأقل لرؤية كل تلك الكنوز الأثرية.
لماذا اقتصرت أعداد القطع الأثرية المنقولة من متحف التحرير على 16 فى المئة فقط من إجمالى المعروضات، رغم التكدس الكبير به؟
- مقتنيات المتحف المصرى الكبير استقدمت من كل المواقع والمتاحف والمخازن الأثرية فى مصر، ولا يوجد مكان لم يساهم فيه، لكننا حرصنا على عدم الإضرار بالعرض المتحفى لمتحف التحرير، لأنه مرجعية لكل متاحف الآثار فى العالم، ولابد أن يظل مفتوحا، لذلك احتفظنا بأمهات القطع، صحيح أنه فقد جوهرته، وأعنى مجموعة توت عنخ آمون، لكننا بدأنا نعرض حتشبسوت، اخناتون، يويا وتويا، وكنوز تانيس، ولوحة نارمر، بورتريهات الفيوم، زوسر، خفرع،منقورع، بعد أن أصبح هناك متنفس لتلك القطع.
ولكن المعروف فى العالم أن متحف التحرير أقرب للمخزن من المتحف؟
- لأنه حين افتتح عام 1902 كان لعدد معين من القطع فقط، ولم تُكتشف مقبرة توت عنخ آمون إلا بعد 20 عاما، ومن وقتها بدأت كثير من الاكتشافات الأثرية المهمة تُنقل إليه، رغم أنه لم يكن مصمما لاحتوائها.
لهذا كان الهدف من إنشاء المتحف الكبير نقل الآثار وعرضها بشكل لائق وتخفيف هذا التكدس؟
- الهدف ليس فقط تخفيف التكدس عن متحف التحرير، لكن لإبراز القطع بطرق عرض حديثة ومتقدمة، والتركيز على عنصر الإبهار فى المعروضات، وعلى الموقع الجغرافى للمتحف، كونه على بعد أمتار قليلة من الهرم الأكبر، كما أن الاكتشافات كثيرة وسنعطى أولوية لنقلها إلى المتحف الكبير، مثلما حدث فى الكشف الأخير.
وكل الدول ليس لديها متحف واحد، وكثرة المتاحف فى مدينة عنوان لتقدمها الحضارى، واعتزازها بتاريخها، ورسالة بقوة البلد وعظمتها، وفى رأيى أن عدد المتاحف فى مصر لا يتناسب مع مكانتها الأثرية والحضارية. ثم لماذا نتحدث دائما عن السياحة فقط، أليس من حق 100 مليون مصرى زيارة متاحفهم، حتى لو لم تكن فى ثقافتهم، لو تحدثنا عن السياحة فقط لما افتتحنا متاحف إقليمية تكلفت الملايين، وسعدت حينما علمت أن 3 آلاف مصرى زاروا متحف سوهاج بعد افتتاحه.
طُرحت من قبل فكرة تحويل متحف التحرير إلى مركز عالمى لعلم المصريات؟
- وجهة نظر أحترمها ولا أتفق معها، فلا أتخيل أن تعلن فرنسا عن إخلاء اللوفر، أو تقرر بريطانيا إخلاء المتحف البريطاني. الناس تزور متحف التحرير لكونه مرجعية المتاحف فى العالم، وأول مبنى فى مصر يقام ليكون متحفا، وعندما درست فى أكبر كليات ومعاهد الآثار لم يكن ذلك فى متحف وإنما فى جامعة، ويمكن تخصيص أى مبنى عريق ليقوم بهذه المهمة.
هل تتوقع أن تتأثر معدلات الزيارة فى متحف التحرير بعد افتتاح المتحف الكبير؟
- بالطبع. السائح القادم ليوم واحد، سيختار مشاهدة توت عنخ آمون، هذا هو البطل، وليس متحف التحرير أو الهرم. لقد زار معرضه 423 ألف شخص فى باريس وحدها، لكن من لديه أكثر من يوم، قولا واحدا سيزور متاحف أخرى كالإسلامي، الذى يضم أكبر مجموعة فنون إسلامية فى العالم، ومن يريد أن يزور حتشبسوت واخناتون وخفرع، سيذهب لمتحف التحرير، ومن يرغب فى مشاهدة المومياوات يتوجه إلى متحف الحضارة، فلسفتنا هى تحقيق التكامل بين المتاحف الثلاثة، ومثلما ذكرت المتحف الكبير سيُغيّر منظومة السياحة المصرية، ولن يأتى السائح ليومين فقط، لكن برنامج الزيارة لن يقل عن 7 أيام فى القاهرة، تبدأ بتوت عنخ آمون كعنصر أساسى لتغيير البرامج السياحة، والمومياوات فى الحضارة، وحتشبسوت واخناتون فى التحرير، والمتحف الإسلامى والمتحف القبطي، وشارع المعز والقلعة.
دراسة الجدوى التى قام بها الجانب الإيطالى حددت 8 سنوات لتغطية استثمارات المتحف؟
- لا يوجد متحف فى العالم يغطى استثماراته. دخل المتحف من التذاكر والرعاة والأنشطة والتبرعات وجمعية الأصدقاء، وبخلاف ذلك تسدده الدولة.
هل هناك عدد كاف من الأثريين المؤهلين للعمل فى المتحف المصرى الكبير؟
-الأثريون من أبناء الوزارة مسئولون عن العرض المتحفي، والترميم، المعارض المؤقتة، الموقع الإلكتروني، الكتالوجات، والشرح لكبار الزوار وضيوف الدولة، ولدينا 7 آلاف زميل من خريجى كليات الآثار، أغلبهم حاصلون على ماجستير ودكتوراه، لأن المسئولين السابقين استثمروا فى الشباب، الذين صاروا اليوم يتقلدون مواقع مناصب كبيرة، وهم الذين يحققون 90% من الاكتشافات الأثرية.
هل هناك رؤية لاستغلال موقع نادى الرماية فى إقامة موتيلات وفنادق ذات طبيعة خاصة؟
- بالفعل لن يكون بين المتحف والهرم ارتفاعات، حتى لا يفقد الزائر المتعة التى يحققها صعود الدرج العظيم، ورؤية هرم خوفو فى نهايته وكأنه جزء من المعروضات التى يضمها المتحف، وحتى هذه اللحظة لا توجد رسومات نهائية معتمدة، وإنما هناك دراسات عديدة لاستغلال هذا المثلث الحضارى الذهبى الذى لا يوجد له مثيل فى العالم، ولكننا نركز حاليا على المتحف، والربط بينه وبين هضبة الأهرامات، وعمل مدخل جديد للمنطقة، من جهة طريق الفيوم، وخلال أيام سنعلن أولى ثمار مشروع تطوير هضبة الأهرامات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.