امتهنت مهنة شاقة جدا، لا يمتهنها إلا الرجال، هنا في الصعيد، بسبب مشقتها وبسبب العادات والتقاليد التي تحكم على المرأة عدم امتهان هذه المهن الصعبة. منى قوت، كما يطلق عليها هنا في قرية الحلة التابعة لمركز قوص، جنوبي قنا، هي فتاة أربعينية، فرضت عليها الظروف المعيشية الصعبة، امتهان مهم عديدة لكسب قوت يومها هي وأسرتها، من أصعب المهن طلوع النخيل. تخرج الفتاة في الصباح الباكر لجني النخيل في موسمه، وتحصل على أجرة مقابل حملها الدقيق إلى الطاحون، لطحنه لأهالي القرية، وأيضا في أعمال أخرى منها حفر المقابر، "عشان متمدش ايدها وتشحت". الفتاة الصعيدية، عانت منذ طفولتها من مشقة العمل، فبدأت منذ السابعة من عمرها، في طلوع النخيل وجني التمر، بعد رفض عمها الإنفاق عليها، خاصة عندما طلبت منه مصاريف الدراسة ورفض.. تتسلق الفتاة النخيل ببراعة مثلها مثل الرجال، رامية حمولها على الله، لم تخش هذا العمل الشاق، ابتعدت عن كلام أهالي القرية بأنها "مسترجلة"، وصمدت ضد العادات والتقاليد التي ترفض امتهان المرأة مثل هذه المهن. استطاعت الفتاة جني ثمار طلوعها النخيل، ووفرت دخلا بسيطا لها ولأسرتها، فهي تجني التمر، في مدة زمنية تتراوح بين 3 ساعات للنخلة الواحدة، وتبيعه بالطلب للمواطنبن. تتمنى الفتاة، من الدولة توفير دخل شهري لها، من خلال تكافل وكرامة يساعدها في تحمل المسؤولية والمصاريف تجاه أسرتها.