div class="_5pbx userContent _3ds9 _3576" data-ft="{" tn":"K"}" data-testid="post_message" id="js_i" وقعت معركة الأرك في مثل هذا اليوم 19 يوليو 1195م، والذي انتصر فيها الموحدون بقيادة السلطان أبو يوسف يعقوب المنصور انتصارًا كبيرًا على قوات مملكة قشتالة بقيادة ألفونسو الثامن. ويشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوبسيناء بوزارة السياحة والآثار أن انتصار المسلمين في هذه المعركة في توطيد حكم الموحدين في الأندلس وتوسيع رقعة بلادهم فيها، وقد اضطر ألفونسو بعدها لطلب الهدنة من السلطان الموحدي أبي يوسف المنصور ووقعت المعركة قرب قلعة الأرك، والتي كانت نقطة الحدود بين قشتالة والأندلس في ذلك الوقت ولذا ينسب المسلمون المعركة لهذه القلعة. ويضيف بأن الجيش القشتالي كان يحتل موقعًا متميزًا مرتفعًا يطل على القوات المسلمة وقد كانت قلعة الأرك تحميهم من خلفهم وقد قسموا أنفسهم لمقدمة يقودها الخيالة تحت إمرة لوبيز دي هارو - أحد معاوني ألفونسو- وقلب الجيش ومؤخرته ويضم 100 ألف مقاتل من خيرة مقاتلي قشتالة ويقودهم ألفونسو بنفسه وقد استدعى الفونسو فرسان قلعة رباح، وفرسان الداوية لينضموا إلى جيشه حتى وصل إلى مائة ألف 150,000 مقاتل في رواية، وأكبر عدد ذكرته الروايات ثلاثمائة ألف مقاتل ومع ذلك طلب مساعدة ملكي ليون ونافار النصرانيين الذين جمعا حشودًا ولكنهما تباطآ في المجيء للمساعدة. ويشير الدكتور ريحان إلى أن المعركة وقعت في 9 شعبان 591ه وقبيل ذلك بقليل بدأ المتطوعون في الجيش الموحدي في التقدم قليلًا لجس النبض واتبع القشتاليون نظامًا متميزًا وذكيًا وهو نزول الجيش على دفعات كلما ووجه الجيش بمقاومة عنيفة واستبدال مقدمة الجيش بمقدمة أخرى في كل مرة يقاومون فيها، أرسل القشتاليون في باديء الأمر 70 ألف فارس وصفهم ابن عذاري في كتابه البيان المُغْرِب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب كبحر هائج تتالت أمواجه وقد رد الموحدون المسلمون هجمة الجيش الأولى فما كان من القشتاليين إلا أن أمروا بإرسال دفعة ثانية وقد قاومها الموحدون مقاومة قوية جدا مما حدا بلوبيز دي هارو بإرسال قوة كبيرة لتفكيك مقدمة الجيش والقضاء عليها. فلما تبين ذلك للسلطان المنصور نزل بنفسه دون جيشه في شجاعة نادرة، واخذ يمر على كل القبائل والصفوف يقول :" جددوا نياتكم وأحضروا قلوبكم". رد المسلمون هجمات القشتاليين مرتين، ولكن العرب والبربر استنفدوا جميع قواهم لرد هذا الهجوم العنيف، وعززت قوات القشتاليين بقوى جديدة وهجموا للمرة الثالثة، وضاعفوا جهودهم، واقتحموا صفوف المسلمين وفرقوها، وقتلوا قسمًا منها وأرغم الباقون على التراجع واستشهد آلاف من المسلمين في تلك الصدمة منهم القائد العام أبو يحيى بن أبي حفص الذي سقط وهو يقاتل بمنتهى البسالة. واستمرالقشتاليون في هجومهم وأخذوا يخترقون الجيش حتى وصلوا إلى قلب الجيش الموحدي. وينوه الدكتور ريحان إلى أن المسلمون بقيادة المنصور يتقدمهم لواء الموحدين الأبيض المكتوب عليه" لا اله إلا الله محمد رسول الله ولا غالب إلَّا الله" تقدموا ناحية الجيش المعادى وهم عدة آلاف فارس الذين التفوا من حول ألفونسو الثامن، أقسموا على أن لا يبرحوا أرض المعركة حتى وإن كانت نهايتهم فيها وقاوم القشتاليين مقاومة عنيفة حتى قتل أغلبهم. وهرب ألفونسو من أرض المعركة إلى طليطلهة عاصمته. وقام المسلمون بعد انتهاء المعركة بحصار قلعة الأرك التي كان قد فر إليها لوبيز دي هارو ومعه خمسة آلاف من جنده. حتى اضطر الأعداء للاستسلام وطلبوا الصلح فوافق السلطان المنصور مقابل إخلاء سبيل من أُسر من المسلمين وأكمل السلطان المنصور مسيرته في أراضي مملكة قشتالة فاقتحم قلعة رباح واستولى عليها وسقطت مدن تروخلو وبينافينتي ومالاغون وكاراكويل وكوينكا وتالفيرا وكلها تقع بالقرب من طليطلة عاصمة قشتالة ثم اتجه السلطان بجيشه إلى العاصمة وضرب عليها حصارًا واستخدم المسلمون المجانيق وأعطت نتيجة المعركة مهابة للموحدين في الأندلس وقد استمروا هناك حتى فاجعة معركة العقاب التي خسر المسلمون بعدها بقية أراضي الأندلس ما عدا غرناطة واشبيلية وما حولهما.