"لم أكن أتخيل أن أى مؤلف أو ملحن يستطيع أن يخل بأخلاقيات المهنة، ويسمح لنفسه ببيع الكلمات نفسها أو اللحن مرتين.. صحيح هى مجرد حالة فردية، لكنها بلا شك عار على جبين الفن والفنانين وعلى رأسهم نقابة المهن الموسيقية". هذا ما قاله الفنان "يحيى عراقى" وهو يحكى ما حدث له من الملحن الشاب "محمد النادى" الذى باع وتنازل له عن أغنية بعنوان "كتاب الدنيا" من تأليف "أحمد سامى"، ثم أعاد بيعها لمطرب شاب اسمه "أحمد حليم"، الذى حقق بها شهرة ومكاسب مادية كبيرة، حيث تجاوزت المليون ونصف مشاهدة على وسائل التواصل الاجتماعى وقنوات اليوتيوب. تعود بداية الحكاية، على لسان يحيى عراقى: "كان أول تعاون فنى بينى وبين الملحن (محمد النادى) فى بداية عام 2014، حينما كنت عنده واستمعت لعدد كبير من ألحانه واخترت ثلاث أغان، وهى أغنية "نصيب الغنا" و"مين ظالم ومين مظلوم"، كلمات الشاعر "هانى عبدالكريم"، والأغنية الثالثة "كتاب الدنيا" كلماتها من تأليف "أحمد سامى"، وتمت عملية الشراء منهم جميعا بشكل رسمي؛ وحصلوا جميعهم على كامل المبالغ التى طلبوها كأجرهم فى الأغانى، سواء المؤلفون أو الملحن، وحصلت أنا منهم على تنازلات رسمية موثقة من الشهر العقارى بالجيزة مكتب الأهرام بالأغانى الثلاث تأليفا ولحنا، مع احتفاظى بحق الأداء العلنى والطبع الميكانيكى والإشهار الفنى والكول تون والرينج تون، وذلك تحديدا يوم الخميس الموافق 27 فبراير عام 2014. ويضيف عراقى: "وقتها كنت على مشارف الانتهاء من ألبومى (لياليا معاك) الذى تم طرحه عام 2017، وكان يضم تسع أغان ولا يستوعب أكثر من ذلك، فكنت أنوى الاحتفاظ بالأغانى الثلاث التى اشتريتها من الملحن "محمد النادى" للألبوم الجديد المقبل، والذى كنت أنوى طرحه عام 2020؛ حيث أقدم ألبوما كل ثلاث سنوات". ويواصل عراقى: "فجأة، وبالصدفة البحتة من نحو 4 شهور، وتحديدا فى شهر أبريل الماضى، سمعت أغنية "كتاب الدنيا" التى أمتلكها بعقد رسمى تعرض كفيديو كليب بصوت شاب اسمه أحمد حليم على إحدى القنوات المتخصصة فى الموسيقى، بنفس اللحن لنفس الملحن محمد النادى، ونفس الكلمات لنفس المؤلف أحمد سامى". ويتابع عراقى: "بمجرد سماعى للأغنية شعرت بكم كبير من الإحباط، خاصة أن هذه الأغنية تحديدا كنت أحلم من وقت ما اشتريتها بنجاحها معى ونجاحى معها، لأنها بالفعل ليست مجرد أغنية بل حالة أحببتها، وكنت أنوى أن أحتفظ بها لألبومى المقبل، ضمن 9 أغان أخرى لكبار المؤلفين والملحنين، وكنت أيضاً أحتفظ بالأغنيتين اللتين اشتريتهما من نفس الملحن من كلمات الشاعر هانى عبدالكريم، إضافة إلى أغنية للشاعر أحمد شتا، وأغنية بعنوان (كل كلامك عنى) من ألحان مدين". يكمل عراقى: اتصلت بالملحن محمد النادى الذى تعامل معى بمنتهى الاستخفاف وكأنه لم يفعل شيئا، ولم يبرر موقفه سوى بأننى لم أطرح الأغنية وقت شرائها، وهذا ليس مبررا، فهى لا تخصه طالما أنه باعها وقبض ثمنها وتنازل عنها بمحض إرادته بشكل رسمى وقانونى، ثم وجدته يتواصل معى من خلال شخص يقول إنه مدير أعماله لكى أتنازل له عن الأغنية وباقى الأغانى التى اشتريتها منه، وهذا استفزنى أكثر وأكثر، فهو لا يعى حجم ما فعله، فذهبت بشكوى رسمية إلى "هانى شاكر" نقيب الموسيقيين، وتم تحويل شكواى إلى مسارها الطبيعى وهو الشئون القانونية، وذلك تحديدا يوم الاثنين 1 أبريل الماضى، وتسلمها منى رامى عادل المحامى بالشئون القانونية فى النقابة، واستمررت فى متابعة ما يحدث فى شكواى المقدمة مع المستشار سعد المتولى، على وعد دائم منه بإنهاء الموضوع بشكل لائق ماديا ومعنويا، ومحاسبة هذا الملحن المخطئ فى حق المهنة، قبل أن يكون أخطأ فى حقى، لكن إلى وقتنا هذا لم يتم الرد على بخصوص هذه الشكوى". ويضيف عراقى: "بعدها تقدمت بطلب إلى مكتب رئيس المصنفات بحى العتبة وأيضاً ذهبت للمسار الطبيعى بالشكوى لمكتب المستشار القانونى طارق السيد لكنه لم يتسلمها منى، قائلا إن المصنفات ليست طرفا فى موضوع به تنازل، وإنه خلاف تعاقدى، وإن الجهة المعنية فى اتخاذ أى قرار بشأن هذه الموضوعات هى القضاء، وإننى يجب أن ألجأ إلى رفع قضية فى المحكمة كى أحصل على حقى.. وبالفعل سأترك الأمر للقضاء، لكننى أنتظر حاليا رد فعل النقابة لكى تبت فى هذا الأمر، وتجعل من هذا الملحن عبرة لمن تسول له نفسه بيع حقوق الغير، وحتى لا يتكرر هذا الفعل المشين مع مطرب آخر".