انتشرت مؤخراً ظاهرة اتجاه بعض المطربين والمطربات لكتابة وتأليف أغانيهم بأنفسهم، ولم يعد المطربون يكتفون بالغناء واختيار أغانى ألبوماتهم فقط من الشعراء، بل قرر بعضهم المشاركة بكتابة أغانيهم بأنفسهم. فهل هذه نرجسية من بعض المطربين.. أم أنها مجرد توفير فى النفقات؟ خاضت المطربة اللبنانية كارول سماحة تجربة التأليف لنفسها فى ألبومها الأخير «إحساس»، حيث كتبت أغنيتين، والأغرب أنهما باللهجة المصرية لا اللبنانية. وأيضاً تامر حسنى فى ألبومه الأخير كتب لنفسه سبع أغنيات، وهذه ليست المرة الأولى التى يكتب فيها لنفسه. كما خاضت التجربة المطربة اللبنانية نجوى كرم وكتبت أغنية «الدنيا أم» فى ألبومها الأخير «خلينى شوفك». كارول قالت عن تجربتها: «الموضوع جاء بالصدفة ولم يكن فى الحسبان، والملحن محمد يحيى هو الذى شجعنى على الكتابة باللهجة المصرية، وعندما كنت أتحدث إليه مرة وطلبت منه أن يحضّر لى أغنية جديدة، وقلت له: «عايزة أغنية مجنونة» وبدأت أقول له بعض الكلمات المصرية التى أحبها لخفة ظلها، لأننى بطبعى أحب المزاح، ومن ضمنها كلمة «مش طايقاك» فطلب منى أن أكتبها وهو سيلحنها وبالفعل حدث ذلك. أما أغنية «هاخونك» فكتبتها لأنها تتضمن رسالة مباشرة إلى الرجل من امرأة غاضبة، وعندما تهدأ تقول لحبيبها: «لا تخف أنا أهددك فقط». وقد كسرت حاجز الخجل داخلى وكتبت هذه الأغنية، ومن وجهة نظرى أن المطرب عندما يكتب أغانيه لنفسه يكشف للناس عن شخصيته الحقيقية أكثر، بعكس الشاعر الذى يمارس هذه المهنة ولديه خبرة كبيرة عن المطرب». تامر حسنى قال إن موهبة التأليف والتلحين ليست جديدة عليه: «أكتب وألحن أغنياتى منذ بدايتى الفنية، حتى إن أول فيديو كليب قدمته قبل أن أطرح أى ألبوم رسمى خاص بى كان أغنية بعنوان «قولوا لا» وكانت من ألحانى، كما قدمت العديد من الأغانى من كلماتى وألحانى لزملائى المطربين مثل بهاء سلطان ونيكول سابا ومى سليم وغيرهم، وهى على العموم ليست ظاهرة جديدة، فمعظم المطربين الأجانب لديهم موهبة التأليف والتلحين ويكتبون ويلحنون أغنياتهم بأنفسهم». ويقول الشاعر محمد رفاعى: «لا يمكن أن تجد مطربا فى الخارج إلا ويكتب ويلحن ويوزع لنفسه، لأنه يملك كل هذه المواهب، أما فى العالم العربى فهناك من يملك الموهبة ليغنى فقط ولا يملك أى موهبة أخرى، فمثلاً نجوى كرم لا تقنعنى كمطربة.. فما بالك وهى تكتب أغانى! نجوى تغنى لونا واحدا ومقاما واحدا وتسبب أذى سمعيا، أما بالنسبة لتامر حسنى فهو يملك الموهبة وأعتبره شاعرا وملحنا «شاطر»، وهو يقدم أفكارا فى الأغانى، معظمها خاصة به، ومن وجهة نظرى أن من يملك الموهبة هو الذى يستطيع كتابة الأغانى، وهذا ليس نرجسية، مثلما يفعل بعض الأمراء والشيوخ العرب للأسف، والذين يشترون أغانى من شعراء ذوى أسماء معروفة لكنهم يكتبون عليها أسماءهم حتى يتباهى الشيوخ والأمراء بأن المطرب الفلانى يغنى من كلماتهم التى لم يكتبوها من الأساس». أخيراً يتعجب الشاعر هانى عبدالكريم من بعض المطربين الذين بدأوا فى كتابة أغانيهم مؤخراً ويتساءل: «هل اكتشف هؤلاء فجأة أن لديهم موهبة الكتابة؟ وأين كانت هذه الموهبة عندما بدأوا الغناء.. هل كانوا يخفونها ليفاجئوا جمهورهم؟ بالتأكيد لا.. لأن المطرب بعد أن يحقق النجاح يعتقد أن الموضوع سهل، وأنه يستطيع أن يفعل كل شىء، وهذا تفكير خاطئ، لأن الموهبة من عند الله وليست وظيفة مكتسبة، وأعتقد أن هذه نرجسية من بعض المطربين ليظهروا أمام الناس وكأنهم يصنعون نجاحهم بأنفسهم، وهذه بداية سقوط أى مطرب، لأنه نجح فى بدايته كمطرب فقط لا كشاعر أو ملحن أو موزع».