ترتفع أسعار الأسماك في السويس بشكل نسبي مع اقتراب توقف حركة الصيد، في منتصف شهر أبريل الجاري، بما يؤدى إلى قلة المعروض، إلا أن يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع تنشط حلقة السمك بسوق الأنصاري بسبب زوار المحافظة الوافدين من المحافظات المجاورة خاصة العاصمة القاهرة. يتنافس التجار فيما بينهم لجذب الزبائن الذين يتجولون في مجموعات ويحصلون على كميات كبيرة تبدأ من 10 كيلو وتصل إلى أكثر من 25 كيلو في بعض الأحيان وهي صفقة رابحة للبائع خاصة أنهم يشترون الأنواع التي تصنف بأنها فاخرة ويبدأ سعر الكيلو منها ب 50 جنيهًا. بين ألوان أسماك البغبغان والحريد والكوشر والهامور التي تبهج الناظرين، تتربع أسماك القرش وتخطف الأنظار فالسمكة التي ترتبط في أذهان الكثيرين بالخوف والخطر لها بريق خاص في أعين من يشاهدها، ويقول لنا شوقي تاجر أسماك بالحلقة، إن التجار يعرفون إذا كان الزبون من السويس، أو من خارجها، ففي مدينة الصمود يعرف الناس السمكة باسم «القطة»، والصغيرة منها باسم «الخنت»، أما الوافد فيسميها كما عرفها من التلفاز سمكة قرش.
ويضيف على شوقي: أن السمكة موجودة طوال العام، إلا أنها تزداد في فصل الصيف، ومع بداية موسم الربيع، إما أن تقع في شباك الجر، أو تلقفها مخاطيف السنانير وتلك هي الأنواع الأكبر حجما.
ويشير تاجر الأسماك، إلى أن هناك عدة أنواع للسمكة أشهرها المطرقة، وهي برأس كبير ومفلطحة، وعينيها في أبعد نقطتين، وتشبه رأسها المطرقة، وقرش النمر ويكون لونها رماديا داكنا، وفكها كبير، وقرش «أبو دقة» وهو نوع توجد على ذيله نقطة كبيرة سوداء ولونه رمادي غامق.
ويلتقط مصطفى سعد، تاجر أسماك طرف الحديث ويقول إن هناك عدة أنواع لسمك القرش توجد بخليج السويس، تصل إلى ١٥ نوعا، موضحا أنه عمل قرابة ١٥ عاما في صغره على مركب صيد مملوكة لعائلته، وكان من بين حصيلة صيدهم أسماك القرش، موضحا أن صيدها ليس أمرا مستحدثا، ولكن لم يستهدفه الصيادون.
ويقول عمرو عمارة شيخ الصيادين «للأخبار» إن القروش الصغيرة التي تنتشر في الفترة من يونيو وحتى سبتمبر، لا يتم صيدها بمفردها، وإنما تخرج مع حصيلة الصيد بحرفة الجر، وتمثل نسبة لا تزيد على ٥ ٪ من حصة الصيد، وهي الأنواع الصغيرة التي تتراوح أوزانها من ١٫٢٥ وحتى ٣ كيلو.
واستطرد أن المراكب التي تعمل بحرفة الجر لا تصطاد الوحوش وهي أسماك القرش الكبيرة، وإنما تخرج معها كصيد عارض، ويزيد وزنها على ١٠ كيلو لذلك تسمى وحوشا.
قبل ٥ سنوات أصدرت وزارة البيئة قرارا بمنع صيد أسماك القرش، وجاء ذلك في أعقاب قرارات المنظمات البيئية العالمية التي جرمت صيده دوليا، بهدف الحفاظ على ذلك النوع من الانقراض، ويقول أحمد عيد، عضو جمعية أصحاب مراكب الصيد لحرفتي الجر والشانشولا، إنه بعد ذلك القرار امتنع الصيادون عن صيدها، إلا ما يخرج منها بشكل عارض في شباك الجر، مضيفا أنه بالرغم من عدائية السمكة بطبعها خاصة في حالة وقوعها في الشباك إلا أنها لا تتعرض للصيادين، وذكر أن اسماك القرش تتجمع حول فلك الصيد التي تجمع شباك مراكب الشانشولا لتتناول الأسماك.
تباع اسماك القرش في حلقة السمك بالكيلو، ويتراوح سعر الكيلو من ٥٠ إلى ٦٥ جنيها حسب الحجم وكلما كانت محفوظة أقل في الثلج وطازجة أكثر ارتفاعا في السعر.
وتختلف طرق إعداد سمكة القرش عن الأسماك الأخرى، فالسمكة تسلخ أولا ليظهر لحم وردى خال من الشوك باستثناء عدة عقلات غضاريف مفصلية تمتد في خط واحد من الرأس للزيل، وعن طريقة إعدادها يقول حسن سكره صاحب محل لشوي وتجهيز الأسماك أن سمك القطة يتم سلخه مقابل مبلغ بسيط، لأن جلده سميك، ثم يقطع ويتبل جيدا ويقلى في الزيت، وعقب ذلك يجهز في طاجن.
ويضيف سكره: إن السمكة تملك فقط سلسلة عظم ولحمها طري، وغنية بالبروتين والمعادن، إلا أنه يحذر من كثرة تناولها كونها تحتوي على كمية كبيرة من الزنك، فضلا عن ذلك يصيب بالخمول.
وكشف أن أغلى ما يخرج من القرش، هو الزعانف والتي تستخدم في إعداد شوربة، وفي بعض الدول الآسيوية المطلة على المحيط الهادي، يجرى صيد القروش من أجل إعداد شوربة الزعانف، ويصل سعر الطبق إلى ٥٠ دولارا.