من اللا معقول ان تشهد محافظة جنوبسيناء ازمة في اسعار الاسماك والنقص الشديد في المعروض بالاسواق رغم ما تنعم به المحافظة من بحر احمر ممتد من رأس سدر حتي طابا ينقسم إلي خليجين السويس والعقبة كانا في الماضي القريب يزخران بكافة انواع الاسماك التي تمثل الوجبة الرئيسية لمعظم الاسر والعائلات في مدن المحافظة وقت ان كان سعرها يناسب الاسر المتوسطة والفقيرة اما الان فاصبحت الاسماك كالفاكهة المحرمة بعد ان ارتفعت اسعارها بطريقة جنونية وتصل الزيادة لاكثر من 100% وبسبب تصدير الانواع الفاخرة من الاسماك للدول العربية بأسعار عالية بعد زيادة اسعار العملة الصعبة. من هنا طرحنا السؤال علي عدد من اهالي وصيادي جنوبسيناء للوقوف علي حقيقة الازمة التي صنعتها وشاركت فيها اكثر من جهة. يقول حميد سعد جبلي مدرس بمدينة الطور: كنا نلجأ للاسماك ونتناولها يوميا خاصة بعد ارتفاع اسعار اللحوم الحمراء والبيضاء وبعد الزيادة المستفزة في اسعار الاسماك التي اصبحت كالفاكهة المحرمة علي الاسر الفقيرة والمتوسطة اصبح من المحال شراؤها فبعد ان كان سعر اسماك الشعور 50 جنيها زادت الضعف ليباع بمبلغ 100 جنيه بل تجاوزه بقليل اما عن سعر سمك السيجان وهو طعام الاسر رقيقة الحال فتجاوز 40 جنيها وهي اسعار مبالغ فيها. يضيف محمود الضوي من اهالي مدينة دهب ان غلاء اسعار الاسماك الوجبة الرئيسية للاهالي اضر بالبسطاء الذين لايملكون شراء اللحوم والدواجن التي ارتفعت اسعارها بصورة غير معقولة فمثلاً اسماك السيجان والباغة والحريت والعمودي كانت طعاما للفقراء لرخص سعرها الذي زاد اكثر من 30 جنيها للكيلو فبعد ان كان متوسط السعر من 20 ل 25 تجاوز الآن 45 جنيها. يشير احمد ابوسميري احد الصيادين العاملين علي المراكب الصغيرة إلي ان الازمة سببها التاجر وليس الصياد المغلوب علي امره ففي الماضي كانت هناك وفره في الاسماك وبسبب جمعية الصيادين التي تقف موقف المتفرج رغم انشائها لخدمة الصيادين الا انها لا توفر لنا قطع الغيار ومعدات الصيد ناهيك عن القزق والسقالة غير الصالحتين لترسو المراكب عليها فرحلة الصيد التي تستمر 10 ايام في البحر ومواجهة الامواج والرياح العاتية لاتوفر لنا الا القليل وتجدنا مضطرين ان نبيع الرزق للتاجر بالسعر الذي يحدده لانه يدفع مقدما والرابح الوحيد هو التاجر الذي يشتري الشعور ب 60 جنيها لبيعه هو ب 100 والكاليماري ب 90 ليباع ب 130 اما الاسماك رخيصة السعر مثل اسماك البنجز والحريد فاصبح سعرها عند التاجر واليت كانت تباع للمستهلك ب 15 جنيهاً اصبح سعرها 45 جنيها وعن اسعار السمك الصغير المسمي عفش فبعد ان كان ب 15 اصبح سعره 45 جنيها. اكد عيد البنا احد التجار المعروفين في المحافظة ان الازمة التي نشهدها هي من صنع الاتحاد التعاوني لصائدي الاسماك وليس سببها الصياد او التاجر فالاتحاد يترأسه اصحاب المراكب الكبيرة التي تصطاد اجود انواع الاسماك مثل الجمبري والمكرونة والمرجان والوقار عالية السعر ويهمهم ايقاف صغار الصيادين صائدي الاسماك الشعبية بما يفعلوه من صيد جائر بمراكب صيد الجر التي ابادت الاسماك الصغيرة الزريعة لاستخدامها شباك ضيقة وقوية تكنس البحر يلتقطوا منها الانواع عالية السعر ويلقوا بالصغيرة في البحر الذي اوشك ان يصبح خالياً من الاسماك كالبحر الميت. يضيف سالم القرش احد الصيادين بنويبع ان علي المسئولين ايقاف مراكب الجر التي تأتي من المنزلة والتي تسببت في هذه الازمة بدلا من وقف قوارب الصيد الصغيرة "الاوت بورد" والتي تصطاد بالسنار والشباك الواسعة وهي لاتشكل خطرا علي الثروة السمكية مثل المراكب الكبيرة.