«الحي المتنقل» تجربة جديدة أطلقتها محافظة القاهرة، وبدأ تنفيذها لأول مرة في حي غرب، وخاصة شوارع منطقة الزمالك، للتسهيل على أصحاب المحلات التجارية في استخراج الرخص اللازمة لأنشطتهم ب«التابلت»، ليس فقط توفيرًا للوقت والجهد، ولكن أيضًا محاولة لمنع الرشاوى والقضاء على فساد المحليات. البداية كانت من خلال اقتراح اللواء هشام خشبة رئيس حي غرب القاهرة، بتطبيق فكرة «الحي المتنقل» لعدم وجود مركز تكنولوجي في الحي، فخرجت تلك الفكرة للنور بعدما تبنتها المحافظة بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي «GIZ». ويرصد موظفو الحي المحلات التجارية التي تحتاج إلى تجديد الرخص الخاصة بها خلال الشهر، ثم تبدأ التوجه لأصحابها بهدف تحصيل المبالغ المطلوبة، وذلك تفاديًا لتلقي الرشاوى، والقضاء على فكرة فساد المحليات، وفي حال عدم استيفاء صاحب المحل التجاري لأوراقه أثناء مرور موظفي الحي، يتم الاتفاق على موعد آخر للزيارة خلال مدة زمنية محددة لاستكمال الأوراق خلالها.
« بوابة أخبار اليوم » عاشت التجربة مع موظفي حي غرب في شوارع الزمالك، ورصدت آراء أصحاب المحلات في هذه المبادرة.
توفر الوقت والجهد.. بالمجان في البداية أثنى عمران خليل، صاحب محل جزارة، على الفكرة، مؤكدًا أنه جيدة حيث توفر الوقت والجهد، بدلا من إهدارهما في الذهاب إلى الحي لتجديد الرخصة، فيأتي الحي إلينا وبالمجان لإنهاء الإجراءات. ومن جانبه، أكد عماد جورج، صاحب محل ساعات، أن هذه الفكرة جديدة ولم يتوقع يومًا تطبيقها، خاصة أن مشوار تجديد رخصة المحل تستغرق 3 أيام على الأقل، وبعد تنفيذ فكرة «الحي المتنقل» تم الانتهاء منها خلال 10 دقائق فقط، مضيفًا أن هناك بعض الأوراق لم تستكمل بشأن رخصة البروز، وتم تحديد موعد آخر لترخيصها دون أي غرامة مالية. بينما قال مصطفى عبد النبي، صاحب محل أحذية، إن الفكرة وفرت عليه أكثر من 3 أيام لغلق المحل وتوقف رزقه، حيث كان تجديد الترخيص يحتاج لمدة طويلة، كما أنه يوفر جهد تقديم الأوراق ثم التوجه لخزينة الحي والذي بدوره يحتاج وقتًا مضاعفًَا.
«التابلت» يواجه مشقة «رحلة الحي» في سياق متصل، أشار اللواء هشام خشبة رئيس حي غرب القاهرة، إلى أن تجربة «التابلت» الجديدة حققت هدفها الأساسي في تسهيل رحلة المواطن في الحصول على الخدمة وتجنب مشقة الذهاب والتردد على مبنى الحي لإنهاء الخدمة، وتوفيرًاَ لوقت الانتظار الطويل، مؤكدًا أن عدد من موظفي الإدارات المختلفة المميزين وأصحاب الخبرات يعملون على مراجعة إجراءات الخدمات المستهدفة من التجربة في مرحلتها الأولى، ثم العمل على تبسيطها كي تتناسب مع القنوات البديلة والمبتكرة الجديدة. وأكد رئيس الحي، أنه تم توريد أجهزة «التابلت» التي ستنطلق بها التجربة وتحميل نظام التشغيل التابع لوزارة التخطيط عليها، والانتهاء من ربط جميع إدارات الحي المعنية بهذه الخدمات، وإلحاق طابعات صغيرة الحجم بها، بحيث يتمكن الموظف من طباعة نموذج التجديد في الحال وتسليمه للمواطن في مكانه. ولفت اللواء هشام خشبة، إلى أن معظم هذه الخطوات والاستعدادات تمت بالتنسيق ومساعدة فريق عمل مشروع تحسين الخدمات العامة التابع للوكالة الألمانية «GIZ»، مؤكدًا أن تجربة «الحي المتنقل» لاقت استحسانًا وقبولاً ملحوظًا من مواطني الحي بمختلف مناطقه، وخاصة بالزمالك وجاردن سيتي ومناطق وسط القاهرة.
