استضافت دار أخبار اليوم، اليوم الإثنين، الوفد الصحفي السعودي المرافق للأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية، برئاسة الكاتب الصحفي عبدالله بن فهد الحسين رئيس هيئة وكالة الأنباء السعودية. حضر اللقاء الكاتب الصحفي خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة، والكاتب الصحفي عثمان بن محمد الصيني رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية، وعدد من القيادات الصحفية بالمملكة العربية السعودية.
ناقش اللقاء عددا من القضايا الهامة، من خلال منتدى «أخبار اليوم للسياسات»، على رأسها مستقبل الصحافة الورقية، والتغطية الإعلامية لقضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وعبر الكاتب الصحفي عبدالله بن فهد الحسين، رئيس هيئة وكالة الأنباء السعودية ورئيس الوفد الصحفي السعودي، عن سعادته الكبيرة بزيارته لمصر والتواجد في دار أخبار اليوم المؤسسة الصحفية العريقة.
وقال الكاتب الصحفي ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم، إنه لا يرى أن الصحافة الورقية في مرحلة موت سريري وتنتظر من يكفنها ويدفنها، وإنما هناك صعوبات تتعلق بالصحف الورقية وصناعة النشر بشكل عام.
وأوضح أن السعودية ومصر حريصتان على الأوطان العربية، ولا تستطيع فعل شئ مثل قناة الجزيرة، وبرنامج الاتجاه المعاكس الذي يستضيف ضيوف ويسمهم معارضين وهم ليسوا فوق مستوى الشبهات، وتستبيح الشخصية العربية والأوطان العربية وتهدف لتفكيكها، مؤكدا أن ما حدث في الأوطان العربية في الربيع العربي سببه التفاعل داخل المجتمعات العربية وليس سببه قناة الجزيرة حتى لا نعطيها أكبر من حجمها، فهي ليس من تسببت من إسقاط مبارك في مصر وبن علي في تونس.
وذكر «رزق» أن هناك قنوات محترمة مثل قناة العربية وسكاي نيوز، مشيرا إلى أن قناة الجزيرة بدأت قناة موضوعية وجذبت الجمهور، ولكن حاليا اختفت منها الموضوعية.
ولفت إلى أن جريدة الواشنطن بوست تم بيعها ب250 مليون دولار، وهو سعر منخفض، ومن الممكن على دول مثل مصر والسعودية شراء مثلها، أو إطلاق قنوات باللغة الإنجليزية والفرنسية لمخاطبة العالم بها، لأن وجهة نظرنا مختفية تماما، ولو سألنا مواطن أجنبي نجده غير متبني وجهة النظر العربية في قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، فنحن نحدث أنفسنا.
وقال الكاتب الصحفي جمال حسين، رئيس تحرير الأخبار المسائي، إن السعودية تعرضت لهجمة إعلامية شرسة قادتها قناة الجزيرة على خلفية قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وحولت الحادث الجنائي لحادث سياسي واستهدفت السعودية، وقامت الصحافة المصرية والسعودية بدور كبير في هذه القضية لكن لم يكن بحجم دور قناة الجزيرة، متسائلا عن إمكانية تحرك سعودي لتكون لدينا نافذة إعلامية مؤثرة على غرار الجزيرة.
وقال الكاتب الصحفي خالد بن حمد المالك، رئيس تحرير صحيفة الجزيرة، إن مصر رسخت القيمة الحقيقية للإعلام العربي، وهى بلد الثقافة والمكتبات والشعراء، مشيرا إلى أن الصحافة الورقية في العالم كله تعاني من مشكلات وهناك عزوف عن قراءة الصحف الورقية عكست ما كانت عليه في الماضي، والصحفي يجد نفسه محبط لأنه لا يصل إلى شريحة كبيرة من القراء، ويجب تطوير المحتوى لكي تستعيد الصحافة الورقية بريقها من جديد، مشيرا إلى أن الصحافة الإلكترونية لديها مشكلات أيضا وليست البديل المناسب للصحافة الورقية ويجب أن نحافظ على الصحافة الورقية بمحتوى جيد.
وأشار إلى أن قضية جمال خاشقجي استغلتها قطروتركيا، واعتقدوا أنهم سينتصروا على السعودية، لكن كلها فرقعات إعلامية لم تصل لهدفها في الإساءة للمملكة ورموزها، والأتراك يتحدثون أن لديهم أدلة ولم يقدموها للمملكة، ويتحدثون عن معلومات مضللة.
وأكد « المالك» أن المملكة قدمت المتهمين للمحاكمة، ولا يمكن أن يقتنع المشاهد بعمل إعلامي تقدمه قناة الجزيرة عن قضية خاشقجي طوال ال24 ساعة فليس الهدف إنساني، وإنما الهدف توظيفه سياسيا، مشددا على أن المملكة ستظل تتمتع بكل القوة.
وذكر الكاتب الصحفي عثمان بن محمد الصيني، رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية، أن سياسات العالم تدار في كل مكان من خلال مراكز الأبحاث، وفي اليابان وموسكو والصين نجد هناك مراكز كثيرة لدراسات الشرق الأوسط، ومن الممكن لمصر والسعودية أن تحدث نقلة نوعية فيما هو حادث من خلال التعاون بين مراكز الأبحاث والفكر والإعلام بين البلدين، منوها إلى ضرورة التعاون بين منتدى أخبار اليوم للسياسات ومراكز الأبحاث السعودية وعمل بعض الورش لتكريس هذا التوجه.
وأوضح أن قناة الجزيرة في تغطيتها لقضية خاشقجي «مخلب قط»، وكل التسريبات التي قدمتها هي عمل مخابراتي، والحملة التي حدثت لا تقارن بالحدث نفسه، مؤكدا أن الفترة التي تولى مرسي خلالها السلطة في مصر كانت مفيدة لأنها كشفت الكثير من الأمور المختبئة.
وأكد أنه في آخر أيام حكم أوباما عندما طرح فكرة الشرق الأوسط الجديد كانت هناك قوى إقليمية هي تركياوإيران وإسرائيل، وعندما بدأت المرحلة الجديدة وجدوا أن إيران ليست الحصان الرابح وكذلك تركيا، ووجدوا أن السعودية قوة كبرى في المنطقة واقتصاد قوي، وكذلك مصر حدث بها استقرار، ولولا قضية جمال خاشقجي لوجدوا شيئا آخر غير جمال خاشقجي، مؤكدا على أن الزعامة الإسلامية للسعودية لا يمكن إسقاطها بسهولة.
وتابع: أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يهدف لزعامة إسلامية إقليمية أردوغانية وليس استعادة الخلافة العثمانية كما يعتقد البعض.
وقال الكاتب الصحفي بدار أخبار اليوم محمد بركات، إن المستهدف من قضية خاشقجي لم يكن السعودية وإنما الخليج ومصر، والشخص الذي استهدفوه هو نواة ومقدمة التنوير في السعودية، مؤكدا أن قوى الشر لا تريد لمصر والسعودية التنوير والحداثة.
ومن جانبه قال محمد المحمود، مدير تحرير مكتب سكاي نيوز بالقاهرة، إن الإعلام الرسمي السعودي تعامل بكل احترافية مع هذه القضية، وتغطيات الجزيرة لا صلة لها بالصحافة، مؤكدا أن الحكومة السعودية تعاملت بشفافية مع القضية.
وأكد أن تغطية قناة الجزيرة لعاصفة الحزم على اليمن، عندما كانت قطر مشاركة فيها كانت تمجد في السعودية وتصورها على أنها أنقذت الخليج من الخطر، وبعد خروج قطر من الحملة تغيرت تغطية القناة لعاصفة الحزم، وعندما نقارن بين التغطيات ندرك قناة الجزيرة.
وقال الكاتب الصحفي محمد عبد الحافظ، رئيس تحرير مجلة آخر ساعة، إن مستقبل الصحافة الورقية مرهون بالجودة، داعيا إلى مؤتمر أو ورشة عمل مشتركة بين مصر والسعودية تساهم في إنقاذ الصحافة الورقية ونتفق على مواعيد وجدول العمل ونخرج بتوصيات لبقية الدول العربية.
حضر المنتدى عدد من قيادات مؤسسة أخبار اليوم، في مقدمتهم الكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة دار أخبار اليوم، والكاتب الصحفي أحمد جلال مدير عام مؤسسة دار أخبار اليوم، والكاتب الصحفي محمد البهنساوي رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم الإلكترونية، والكاتب الصحفي جمال حسين رئيس تحرير الأخبار المسائي، والكاتب الصحفي محمد عبد الحافظ رئيس تحرير مجلة آخر ساعة، والكاتب الصحفي شريف خفاجي رئيس تحرير أخبار السيارات، والكاتب الصحفي إسلام عفيفي رئيس تحرير أخبار النجوم، والكاتب الصحفي علاء عبد الهادي رئيس تحرير كتاب اليوم، والكاتب الصحفي جمال الشناوي رئيس تحرير أخبار الحوادث، والكاتب الصحفي أحمد عطية صالح رئيس تحرير اللواء الإسلامي، وعدد من رؤساء الإصدارات الصحفية والقيادات بدار أخبار اليوم.
وأهدى الكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم؛ درع «دار أخبار اليوم» للوفد الصحفي السعودي، وتم التقاط عدد من الصور التذكارية أمام مبنى مصطفى وعلى أمين.