تعرضت الدولة الوطنية المصرية لخطر داهم خلال حكم تنظيم الإخوان الفاشي، كانت الدولة تواجه مخططا محكما يهدف إلى تدميرها من الداخل عبر سرقة الدين وإفشال التعليم وإحداث تغييرات تهدف إلى خلخلة تماسكه الاجتماعي، وللأسف استمر المخطط زمنا وأثر على جيل أو جيلين من المصريين، وهو ما مكن الفاشيست الإخواني من الوصول إلى الحكم وتهديد مؤسسات الدولة بالانهيار ليحققوا حلمهم في التمكين. حالة التنبه واليقظة التي أشعلتها ثورة 30 يونيو في نفوس المصريين كانت العلاج الفعال لفيروس الإخوان الذي اجتاح الدول العربية في توقيت متزامن وانتقلت تلك الحالة من مصر إلى دول الخليج لتبدأ عمليات الحصار والعلاج من ذلك الفيروس اللعين بوضع تلك الجماعة الفاشية على قوائم الإرهاب سيناريوهات هدم الدولة اعتمدت إستراتيجية تدمير الدول من الداخل دون إطلاق رصاصة واحدة على سيناريو مشابه لما كشفه «توماس شومان» عميل جهاز المخابرات السوفيتي السابق «كى جى بي» الذي وضع عدة مراحل للتدمير تبدأ بمرحلة «إسقاط الأخلاق» وتستمر مدتها من 15 إلى 20 عاما، مؤكدا أن هذه المدة كافية لتعليم جيل واحد من الأطفال أو الطلاب وتشكيل المنظور الأيدلوجي لشخصيته، حيث تشمل التأثير أو بطرق مختلفة خلخلة الثوابت التي تشكل الرأي العام، مثل الدين والنظام التعليمي والحياة الاجتماعية والإدارة ونظام تطبيق القانون والعمل على علاقات أصحاب العمل الاقتصادي. وشبه أسلوب التخريب بفن الدفاع عن النفس «السودو الياباني» قائلا: أسلوب التخريب شبيه بفن الدفاع عن النفس الياباني، فإذا كان العدو أكبر وأثقل منك سيكون من المؤلم جدا مقاومة ضربته مباشرة، وإذا كان هناك شخص ثقيل يريد ضربك على وجهك سيكون من السذاجة إيقاف ضربته، ولكن يجب عليك أولا تجنب الضربة، ثم إمساك قبضته والاستمرار في سحبه إلى اتجاه حركته حتى يصطدم عدوك بالجدار. تأتى بعد ذلك مرحلة زعزعة الاستقرار، وتعتمد في داخلها على بث الفتنة بين أبناء المجتمع، وتحريض بعض الشخصيات المضطربة لمعاداة النظام السائد، وذلك من خلال تجنيدهم لحسابهم الخاص، ومن هنا يسهل إحكام القبضة على المجتمع بدون أي تحرك عسكري خارجي. تنتقل عملية التخريب إلى العقيدة من خلال تدمير ثوابت الدين، بشكل يلهى الناس ويتسبب في تآكل عقيدتهم، واستبدال المنظمات الدينية المقبولة والمحترمة بمنظمات أخرى تتحدث في أمور الدين وفق منظورها الخاص. أخطر مراحل التدمير هي تخريب نظام التعليم عبر صرف الناس عن تعلم شيء بناء واقعي وفعال، واستبدال علوم الرياضيات والفيزياء واللغات الأجنبية والكيمياء ، بتاريخ حرب المدن والغذاء الوطني والاقتصادي المنزلي والحياة الجنسية، أو أي شيء بعيدا عن التعليم الواقعي. وقال شومان أن مواجهة ذلك المخطط يتحقق عبر أن تتحلى المجتمعات بالإيمان من أجل التصدي لأدوات التخريب. آليات المواجهة الهدم ليس بصعوبة البناء فاستعادة الدولة بعد ذلك التخريب المنظم تحتاج قرارات صعبة تستلزم صبر وتحمل المجتمعات، تبدأ باستعادة حالة الأمن والاستقرار وبناء المؤسسات السياسية، واسترجاع مفهوم الدولة لأذهان الناس ثم وضع تصور شامل لإصلاح وبناء ما تهدم، وتنطلق آليات المواجهة من إصلاح منظومة التعليم في المقام الأول كقاعدة أساسية لبناء الدولة المصرية، وربطها بتطور الإنفاق على ملف التعليم، واكتشاف مواهب الأطفال في النظام التعليمي. أما الركيزة الثانية للإصلاح فتعتمد على إصلاح منظومة «وفى ذلك السياق أصبح لمصر تجربتها الخاصة في استعادة دولتها، واعتمدت التجربة المصرية على مواجهة كل تلك الأزمات بشعار أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسي من إطلاق عام الشباب 2016 وهو «تحدى التحدي» الدولة المصرية واجهت الإرهاب وأعباء الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي وترسيخ قواعد التنمية في توقيت واحد، أذهل المصريون العالم بإقبالهم على البناء رغم الجو المسموم بالتشكيك والشائعات الذي أشاعه إعلام التنظيمات الإرهابية. وكانت الخطوة الأهم هو بناء جدار الثقة بين الدولة وشبابها وظهرت فكرة مؤتمرات الشباب التي تحولت إلى منتدى للحوار ووضع السياسات العامة للدولة المصرية وعبرها طرحت الدولة رؤيتها للتنمية برؤية مصر 2030 وتأهيل الشباب عبر البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة وظهور الشباب كمعاونين للوزراء والمحافظين، مدت الدولة المصرية يدها للشباب لإنقاذهم من براثن معاول الهدم والاتجاه بهم نحو المشاركة في البناء فالشباب المصري هو من يقاتل الإرهاب، وهو من يقوم ببناء المشروعات القومية وهو الذي يقع عليه عبء تطبيق الإصلاحات الجارية في التعليم والصحة، والمحافظة على مؤسسات الدولة السياسية وتطويرها، وضعت الدولة المصرية رهانها الكامل على الشباب للحفاظ على ما تحقق من انجازات وتقديم الدولة المصرية للعالم بشكلها الجديد، دولة قوية قادرة على مواجهة كل التحديات. يأتي بعد ذلك إصلاح الخلل في منظومة العدالة الاجتماعية وتتحقق من خلال الاهتمام بفئات محدودة الدخل وتحسين جودة حياتهم وتوفير المزيد من فرص العمل ورعاية ذوى الاحتياجات الخاصة.