أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن القرار الأمريكي بوقف تمويل وكالة الأونروا يشكل بعدٌ إنسانيٌ مباشر لأزمة الأونروا المالية يتعلق بحياة الملايين من اخوتنا الفلسطينيين، تعليماً وصحةً وعملاً،. وشدد أبو الغيط، على ضرورة التعاطى مع هذا القرار من واقع مسئوليتنا الجماعية وتضامننا الأكيد سواء مع اللاجئين أنفسهم، أو مع الدول العربية التي تستضيفهم.
وأوضح أبو الغيط، خلال مداخلته في الجلسة الخاصة لمناقشة الأزمة المالية للأونروا، اليوم الثلاثاء، أن ثمة بعداً سياسياً أخطر للقرار الأمريكي لا يغيب عن إدراكنا جميعاً، لافتا إلى أن الحجج التي ساقتها الإدارة الأمريكية لتبرير قرارها تنطوي على معنى خطير، إذ تضرب الأساس القانوني والأخلاقي الذي قامت عليه قضية اللاجئين.
وأشار إلى تصريح أحد المسئولين الأمريكيين في معرض الدفاع عن القرار قائلا: "سنكون أحد المانحين إذا قامت الأونروا بإصلاح ما تفعله. إذا غيرت بشكل فعلي عدد اللاجئين إلى عدد دقيق سنُعيد النظر في شراكتنا لهم". لافتا إلى أن الهدف النهائي من القرار هو إعادة تعريف صفة اللاجئ، بقصرها على الجيل الأول، في تطابق كامل مع الرؤية التي طالما كررتها إسرائيل منذ 1948.
وأكد أبو الغيط، أن هذا هو التحدي الأول أمامنا وهو أن نحافظ على التفويض الممنوح للأونروا، وأن نمنع هذه الهجمة الشرسة التي تستهدف نزع الشرعية عنها، وربما استبدالها بكيانات أخرى في المستقبل.
وتابع: اقتناعي أننا نحتاج إلى خطة دبلوماسية محكمة للحفاظ على التأييد العالمي القائم بالفعل للأونروا ودورها، وبحيث يبقى الموقف الأمريكي معزولاً ومرفوضاً، فنحن نحتاج إلى العمل على توسيع دائرة المساهمات الدولية في الأونروا، حتى لو جاءت هذه المساهمات في صورة مبالغ قليلة. فالمعنى السياسي هنا ينطوي على أهمية بالغة، وله دلالة كبيرة.
وأضاف: "بالأمس أخبرني المفوض العام للأونروا لدى استقبالي له – وهو بالمناسبة يقوم بعمل رائع يستحق منا كل تشجيع وإشادة- أخبرني المفوض العام بأن الصين قامت بتعزيز مساهمتها من 350 ألف دولار أمريكي إلى 2.3 مليون دولار وأن هذا الالتزام الجديد جاء كانعكاس مباشر للمنتدى العربي-الصيني الذي عُقد في يوليو الماضي في العاصمة بكين، ويُعبر عن موقف يتبناه الرئيس الصيني نفسه، لافتا إلى أن هذا توجهٌ جيد أُثني عليه، وينبغي أن نظهر موقفاً جماعياً نرحب فيه بهذه المساهمات الجديدة، وربما نولي تركيزاً أكبر في المرحلة القادمة لدول مانحة جديدة.
وأكد أبو الغيط: "إن العامل الرئيسي الذي يعزز الموقف الدبلوماسي العربي في مواجهة الآخرين يتمثل في التزامنا كدول عربية بسداد الحصص كاملة في الأونروا، بل والعمل على زيادة المساهمات بشكل معتبر وبصورة تقنع الآخرين بأننا نتولى أمور أنفسنا، ونتحمل المسئولية عن قضايانا العادلة، قبل أن نطالب الآخرين بالإسهام والمشاركة".