وافقت الإدارة المركزية للصيدلة بوزارة الصحة والسكان على تسجيل عقار "كيترودا" كأحدث علاج مناعي لسرطان الرئة "صغير الخلية" الأكثر شيوعًا في العالم. أعلنت الجمعيتين العلمية الطبية، والمصرية لدعم مرضى السرطان، عن تسجيل العقار الجديد في مؤتمر صحفي عقد الْيَوْمَ الخميس ٢٢ مارس، بحضور عدد من أساتذة علاج الأورام في الجامعات المصرية.
حصل عقار "كيترودا" على موافقات المفوضية الأوروبية لأدوية وهيئة الأدوية والأغذية الأمريكية بعد ثبوته طفرة في مجال العلاجات المناعية للسرطان في العالم.
يأتي ذلك بالتزامن مع إطلاق حملة "معاك" برعاية الجميعة العلمية الطبية والجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان CanSurvive التي تهدف إلى التوعية بمخاطر السرطان وأحدث الطرق العلاجية التي تساهم في تقدم العلاج المناعى فى مواجهة سرطان الرئة.
وتهدف الحملة للتوعية بضرورة الفحص والكشف المبكر عن سرطان الرئة دون ظهور أعراض واضحة كنوع من الوقاية والتنبؤ السريع بالمرض حال وجوده، وتلقي العلاج اللازم لتجنب الآثار الجانبية الخطرة للعلاج الكيميائي التقليدي الذي يؤثر على الصحة العامة ويقلل من فرص نجاة المريض من براثن المرض.
وأكد أستاذ ورئيس قسم علاج الأورام بطب قصر العيني د.عماد حمادة، أن الإحصائيات تؤكد أن نسبة الوفيات بسرطان الرئة تساوي عدد الوفيات بسرطان الثدي والقولون والبنكرياس والبروستاتا مجتمعين.
وقال أستاذ علاج الأورام بطب قصر العيني د.ياسر عبد القادر، أن عقار "كيترودا" يمثل أملا كبيرا للمصابين بسرطان الرئة في التغلب على المرض، مشيرا إلى أن العقار الجديد يسيطر على الإصابة السرطانية بنسبة تصل إلى 50% بينما العلاجات الأخرى تحقق نسبة سيطرة تصل ل 20% فقط.
وأضاف رئيس قسم علاج الأورام بطب قصر العيني د.محسن مختار، أن عقار "كيترودا"طفرة في عالم علاج الأورام المناعي حيث أن "كيترودا" يتميز عن باقى الأدوية التي تساهم فى العلاج المناعى للأورام فى أن المادة الفعالة فيه "بيمبروليزوماب-"تعمل على مهاجمة الخلايا السرطانية فقط، وتعزيز المناعة لدى المريض بالعمل على إنتاج وتنشيط الخلايا من النوع T والتى تهاجم بدورها أى خلايا سرطانية يتم انتاجها بعد ذلك."
ومن جانبة أستاذ علاج الأورام ورئيس قسم أبحاث السرطان بطب عين شمس، أن العقار يعمل من خلال حجب البروتين الذي تستخدمه الخلايا السرطانية في التخفي، وذلك عن طريق الجهاز المناعي للجسم وهو ما يعطي العقار الجديد ميزة على العلاج الكيميائي الذي يهاجم مناعة المريض بشكل عام ويؤثر بالسلب على فترة حياة الإنسان بعد العلاج، حيث يساهم العقار الجديد فى زيادة فترة حياة الإنسان وتقوية المناعة بشكل عام، مما يؤثر على معدلات الصحة.
وتابع أن الدراسات التي تتبع الباحثون خلالها 655 مريضًا بسرطان الجلد، أظهرت أن 40% ممن تلقوا علاج "كيترودا" لا يزالون على قيد الحياة بعد ثلاث سنوات من بدء العلاج.
واستكمل أستاذ علاج الأورام بقصر العيني د.حمدي عبدالعظيم، إن الأبحاث السريرية أثبتت فعالية العلاج الذي قد سبق وعالج حالات الميلانوما وسرطان الجلد، وأثبت فعاليته مؤخرا مع حالات سرطان الرئة ذات الخلية "غير الصغيرة" وبعض أنواع السرطان الأخري في الرأس والرقبة والمثانه، مشيرا إلى أن الدواء تم تجربته على 86 مريض خلال تجربة سريريّة ومن بين أولئك الذين خضعوا للتجربة، تقلصت الأورام وثبتت عند 66 مريض، أي أنّها لم تعاود النموّ مجدَّدًا، وفي 18 مريضًا من 86 اختفى الورم كليًّا ولم يعاود النموّ مرةً أخرى، أي ما يعادل 21%.
