span style="font-family:" arial","sans-serif""="" وقفت الزوجة تنظر يمينًا ويسارًا في كافة إرجاء المحكمة، وهي تنتظر دورها لكي ينادي عليها الحاجب لكي تدخل إلى القاضي، وتبوح بما في صدرها من آلم ومتاعب الحياة التي كان زوجها المصدر الأساسي فيه، فسرعان ما نادي عليها فبدأت في وضع نجلها مع والدتها لكي تدخل وتكشف عن معاناتها . span style="font-family:" arial","sans-serif""="" فتروي فاطمة.س، وهي في منتصف العشرينات بكلمات يبوح منها الأنين والوجع، زوجي الذي كنت أظن أنه سوف يكون مصدر سعادتي وصدر الذي سوف إلجاء إليه واحتمي فيه من مصاعب الحياة تحول إلى مصدر تعاستي في الدنيا، فتعرفت عليه عن طريق أحدي أصدقائي عندما بدأت في التحدث عنه ومدى شياكته وأخلاقه الرفيعة، وسرعان ما قامت بدعوتي في حفل عيد ميلادها لكي يراني أخوه . span style="font-family:" arial","sans-serif""="" لم يمض الكثير وبدأت في التحدث معي بأن آخه يريد أن يتقدم لخطبتي، فكان الدنيا فتحت لي أبواب الجنة من السعادة الغامرة التي صبت عليه في تلك اللحظة، ولم أدري بأنها سوف تكون التعاسة الأبدية في انتظار موافقتي، فلم يمر الكثير ووافقت على أن يتقدم لي، فجاء بعدها بأيام قليلة وجلس مع أبي وسرد له طموحاته وحبه الشديد لابنته، فلم يكن من والدي سوي أن وافق وتمت الخطوبة وسط أجواء يملؤها السعادة من العائلتين . span style="font-family:" arial","sans-serif""="" مرت الشهور، وتمت الزيجة وذهبت إلى بيته لكي أقضي معه طول الحياة، أساعده في مصاعبها وأخفف عليه آلمها، حتى رزقنا الله بعد أول سنة من الزواج ب«محمد»، الذي كان قرة عيني، ولكن بدأت أيام السعادة تنفرط وتمر، وحدثت المشاجرة بينه وبين مديره في العمل وتركه على أساسها، بدأت أتحمل معه تلك الفترة الصعبة التي جلس فيه بدون عمل، إلا أن معاملته تغيرت وبدأ في ضربي وسبي فلم يكن مني سوي أن التمست له العذر وصبرت على إهانتي حتى بدأ يقتنع في أن ابنه مصدر تعاسته وأنه جلب له الحظ السيئ فكان يضربه بشدة .
span style="font-family:" arial","sans-serif""="" عندما رأيت ضربه الشديد لأبني بدأت أخاف عليه، وتركت له المنزل حتى يرجع إلى عقله وينتبه لما يفعله، فتمر الأيام والشهور والسنوات ولم يرجع أو حتى يري أبنه الوحيد، مما جعلني أتقدم بدعوي خلع أمام محكمة الأسرة بالقاهرة حملت رقم 491 لسنة 2018، حتى أتخلص من معاناتي، ولا أقع في الفتنة .