«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد انتشاره بين المدمنين.. «الأخبار» تقتحم وكر الاستروكس في إمبابة

المغامرة بدأت بشراء المخدر وشاهدت مدمناً يحتضر! .. والأسعار ما بين٥٠ إلي ٥٠٠ جنيه للكيس
الطب الشرعي: يحتوي علي مواد كيميائية فتاكة تصيب بسرطان الرئة وجلطات المخ

«اﻷستروكس،الفودو،الويت ،ألفﻻكا، الزومبي، 500» كلها أسماء لمخدرات شيطانية مصنعة كميائياً انتشرت بشكل كبير بين الشباب كالنار في الهشيم وتخفت في صورة أعشاب طبيعية أو بخور يتم استنشاقها لتهدئة اﻷعصاب وتفوق تأثيرها علي المدمن مئات المرات تأثير المخدرات المتعارف عليها المتداولة منذ زمن بعيد ( كالحشيش، والبانجو).. وازداد انتشاره في الفترة الأخيرة بين الصبية، وكلما زاد انتشاره بين الشباب زاد معدل الجريمة وتطورها من حيث البشاعة كالشاب الذي نهش أحشاء شقيقه وتمزيق جسده بعد تعاطيه لمخدر «الفﻻكا» بمحافظة كفر الشيخ، بعدها نفاجأ بالنيجيري الذي هاجم مجموعة من الصبية يلعبون كرة القدم بمنطقة التجمع بالقاهرة ونهش رقبة أحدهم وعندما حاول الناس افلات الصبي من بين يدي المدمن النيجيري «زومبي» هاجمهم وعقر عدداً كبيراً منهم بصورة وحشية وهو تحت تأثير المخدر الشيطاني.

« اﻷخبار » تدق ناقوس الخطر لمنع انتشار مثل هذه المخدرات المصنعة كيميائيا.. وخاضت تجربة شرائه.. وعاشت مع بعض متعاطي هذه الأنواع الجديدة تأثيرها عليهم والحالة التي تنتابهم بعد تعاطيه.. وكشف اﻷطباء عن المواد الكيميائية المستخدمة فيه ومدي تأثيرها علي صحة اﻻنسان.

البداية كانت سهلة في رحلة البحث عن المخدر الشيطاني «اﻷستروكس والفودو» بينما زادت صعوبة البحث عن مخدر «الفﻻكا او الزومبي 500 وهو أحد العقاقير المسببة للهلوسة».. فعن طريق احد اﻻصدقاء تعرفنا علي بعض مدمني «الاستروكس والفودو»، جالسناهم وصارحناهم أننا بصدد عمل تحقيق ميداني عن الأنواع الجديدة للمخدرات فبادرونا بالموافقة الفورية بشرط عدم تصوير أي من المراحل بداية من مرحلة الشراء حتى التعاطي وظهور الأعراض عليهم، فبادلناهم الموافقة لتبدأ مرحلة الشراء.

استقللنا سيارة واحد منهم وأثناء سيرنا أخبرنا أحدهم أنه كان يجلب مخدر «اﻻستروكس والفودو» في بداية تعرفه عليه من منطقتي المهندسين ومدينة نصر فقط من شباب (أوﻻد ناس)- كما أطلق عليهم- قبل انتشاره وخاصة منطقتي زهراء مدينة نصر وشارع أحمد عرابي بالمهندسين ولكن بعد انتشاره أصبح متاحا في كل مكان وخاصة المناطق العشوائية وتابعنا السير حتى توقفت بنا السيارة بأحد الشوارع الفرعية بمنطقة إمبابة ويسمي شارع «الغيط» وما هى إلا دقائق بعد أن اتصل الشاب الذي بصحبتنا بتاجر «الأستروكس» وأخبره بأننا متواجدون بإمبابة وفي انتظاره حتى توقف أمامنا شاب يافع لا تبدو عليه أي علامة من علامات الإدمان وصافح الشاب وبادره قائلا عاوز كيس ولا كيسين، فرد من كان بصحبتنا عاوز كيس وأعطاه 50 جنيها وفي عجالة انصرف الشاب التاجر وتركنا داخل السيارة مع كيس الأستروكس وهو عبارة عن كمية صغيرة جدا من عشب أخضر فاتح اللون ذي رائحة نفاذه ويشبه في شكله مخدر نبات «البانجو»، وفي طريق عودتنا استفسرنا منهم عن أماكن بيع مخدر « الفلاكا أو الزومبي « قال إن أحد اصدقائه ويقطن بمنطقة أكتوبر يقوم بجلبه من منطقة التجمع الخامس وأكد لنا أنه عبارة عن كيس بداخله (٥٠ جرام من مخدر الفلاكا) بسعر ٥٠٠ جنيه للكيس الواحد ولكن تأثيره أقوي بكثير من الأستروكس والفودو لذلك لم نتعاطاه نهائيا لأنه يدخل متعاطيه في نوبة تشنجات قوية جدا كما أخبرنا صديقنا الذي يتعاطاه.
شاب يموت
توجهنا بعدها إلي منزل صاحب السيارة لتبدأ مرحلة التجهيز بين الشباب الثلاثة أعمارهم تتراوح من بداية العشرينيات وأواخرها، أفرغ أحدهم محتوي الكيس في طبق صغير وأضاف عليه كمية كبيرة من تبغ السيجارة العادية وأخذ في عملية « اللف» حتى انتهي من « لف» 4 سجائر صغيرة جدا وبدأوا في مرحلة التعاطي، أشعل أحدهم سيجارة رفيعة جدا لتنتشر رائحتها النفاذة بمجرد إشعالها وتناوب عليها الشباب الثلاثة وما أن فرغوا من تعاطي أول سيجارة حتى ذهب كل منهم في واد آخر، وبدأ تأثيرها في الظهور الفوري عليهم ،فالأول استلقي علي ظهره في حالة خمول شديدة وأخذ يردد الشهادة، انتابنا الرعب عقب مشاهدتنا لهذا الموقف وظننا انه يحتضر، ولكن سرعان ما زال هذا الرعب عندما أخبرنا الثاني قائلا « إن دماغه خفيفة وبيعمل كده على طول» ،بعدها وفور أن توقف الثاني عن الكلام دخل في نوبة صمت طويلة وضم ركبتيه إلي صدره وواضعا رأسه علي ركبتيه ويتنفس بصعوبة بالغة دون أن ينطق بكلمة واحدة، بينما ظل الثالث يتمتم بكلمات غير مفهومة قبل أن ترطتم رأسه بالحائط ويدخل في غيبوبة تامة، وظننا وسط هذا الموقف أننا نجلس وسط أناس بين الحياة والموت، نصف ساعة تقريبا استغرقها الشباب الثلاثة حتى استفاقوا من تأثير اول سيجارة لمخدر «الأستروكس» وكأن شيء لم يكن، استفسرنا منهم عن شعورهم بعد تناول المخدر قال الأول:» شعرت وكأن روحي بتنسحب مني وهبوط حاد لم اقدر علي تحمله لهذا كنت أنطق بالشهادة وهذا هو شعوري في كل مرة أتعاطاه»، وعن شعور الثاني قال» جسمي كله نمل ولم أشعر به وشعرت أن الدنيا بتلف من حولي ولم أستطع السيطرة علي جسدي وكأن الدم الذي يسري في عروقي بينسحب قطرة قطرة» ولم يختلف شعور الثالث عن أقرانه من المدمنين وما إن استعادوا وعيهم حتى بادر أحدهم وأمسك بالسيجارة الثانية وشرع في إشعالها، فتوجب علينا الانصراف قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة ونحن معهم.
ترويج عبر الانترنت
يبدو أن التطور المتلاحق في وسائل الاتصال، قد طال تجارة المخدرات وترويجها هذا ما لاحظناه خلال بحثنا عن أهم المواقع لترويج مثل هذه المخدرات المصنعة.. فلم تعد عمليات التهريب الكبيرة ووسائلها التقليدية هي الطريقة الوحيدة لترويج تلك السموم وخاصة المواد التي تلت في الظهور مخدر الاستروكس والفودو، بل تخطتها لتصل إلى عرض بيعها عبر مواقع إلكترونية وتتخفي تحت صفة مواد عشبية طبيعية تساعد علي تحسن المزاج وتنشط الذاكرة أو كبديل للتبغ العادي «نيكوتين» ليقع الشباب فريسة سائغة لهؤلاء المروجين الذين يلجأون إلى استخدام وسائل الاتصال الحديثة لنشر سمومهم بعد جلبها من دول شرق آسيا وأمريكا عن طريق تهريبها برا وبحرا وعبر الجمارك في صورة أعشاب لم يدرج المواد المخدرة التي تشبعت بها في جدول المخدرات المحظور تداولها لتبقي المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيعها وما لها من تأثير كبير يفوق مئات المرات تأثير المخدرات الأخرى المتعارف عليها (كالحشيش والبانجو) لغز لم يكتشفه أو يدرجه رجال الأمن ضمن قائمة الممنوعات، ليسهل بذالك عملية جلبها وتهريبها من الخارج وترويجها بالداخل أما عن طريق الشبكة العنكبوتية أو البيع التقليدي، ففي الفترة الأخيرة ضبطت سلطات الجمارك ومفتشو المباحث في المطارات مئات الضبطيات لأنواع مختلفة من المخدرات المصنعة التي تدخل للبلاد وتتخفي تحت صفة أعشاب طبيعية.
وأكد محمد إبراهيم طبيب شرعي أن معظم المخدرات المصنعة كيميائيا والتي انتشرت حديثا تأثيرها يفوق مئات المرات تأثير المخدرات العادية المتعارف عليها.. وأشار الي ان هذه المخدرات مثل «الأستروكس والفودو «تحتوي علي مواد كيميائية فتاكه تتفاوت نسبتها من مخدر لآخر وهي مواد تسمي « الأتروبين، والهيوسين، والهيوسيامين» وهي مواد شديدة الخطورة علي صحة الإنسان، وتصيب متعاطيها باحتقان شديد في البلعوم وإحمرار بالوجه وحشرجة في الصوت واتساع في حدقة العين، وعندما ينتهي تأثيرها علي المتعاطي تنتابه وتتزايد الهلاوس السمعية والبصرية التي يشعر بها من آن لآخر.

وأضاف دكتور الطب الشرعي أن المخدرات المصنعة عبارة عن عشب طبيعي يضاف إليه مواد كيميائية يتشبع بها العشب بعد رشه بهذه المواد وتسيطر هذه المواد علي الجهاز العصبي وتعمل علي تخديره.. مؤكدا أن المادة الكيميائية المضافة إليه هي مادة تستخدم لتهدئة الأسود في السرك.. وعن طرق تعاطيه بين المدمنين أكد دكتور أحمد أنه يمكن تدخينه كسجائر أو نقعه في الماء لفترة وتناوله بعد ذلك.. مشددا أن كثرة تعاطيه يصيب المدمن بسرطان الرئة وجلطات بالمخ.

وأضاف أن خطورة هذه المواد تكمن في صعوبة الكشف عنها بالطرق التقليدية لأنها مواد لم تدرج ضمن قائمة المواد المحظور تداولها أو ترويجها. وأضاف أن تقرير المخدرات العالمي لعام 2017 الصادر من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة يشير في جزء كبير منه علي أساليب الاتصال الحديثة ودور التكنولوجيا والإنترنت في ترويج المخدرات ويؤكد أنها ساعدت على انتشار تلك المخدرات المصنعة الجديدة ويجب وضع قوانين جديدة لمواجهة تلك السوق التي تزدهر وتنمو بسرعة كبيرة.

مخدرات جديدة
من جانبه أكد الدكتور تامر حسني استشاري الطب النفسي بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان أنه في الفترة الأخيرة لوحظ أن تجار المخدرات يحاولون الترويج لأنواع جديدة من المواد المخدرة الصناعية الجديدة داخل المجتمع المصري الذي تشير الدراسات إلي أن مايقرب من 10% منه من المتعاطين، وأنواع المخدرات متعددة فهناك مواد تسبب الإدمان مثل الالقنابيات مثل (البانجو والحشيش والماريجوانا) والافيونات مثل (زهرة الخشخاش) التي يتم منها استخراج الأفيون أما الفئة الثالثة فهي فئة الكوكايين وهو من المنشطات التي تستخرج من شجرة الكوكا والفئة الرابعة وهي الكحوليات أما الفئة الخامسة فهي المذيبات الطيارة مثل الكلة والاسيتون والمانيكير أما الفئة المستحدثة فهي التي يجري الآن إدراجها في جدول المواد المخدرة فهي (الفودو والإستروكس) ويضيف والفودو هو في الأصل مذهب ديني يتم اعتناقه في غرب إفريقيا وأطلق علي هذا المخدر المصنع وليس الطبيعي وهو عشب مضاف إليه مواد كيميائية (الأتروبين والهليوسين والهليوسومين) ومصدره الأصلي فيتنام وهو عبارة عن كيس في حجم كف اليد تختلف ألوانه بين الأسود والازرق والأصفر ويكتب عليه تاريخ صالح للاستخدام الآدمي ويكتب عليه أيضا أنه مهدئ للثيران ومن هنا تم دخوله إلي مصر علي إنه مهدئ للثيران وليس مادة تسبب الإدمان كما حدث بعد ذلك وهو غالي الثمن إذ ينتشر بين فئات المراهقين من سن 18 إلي 35 سنة وسعر الكيس يقدر مابين 250 إلي 300 جنية ولذلك فهو ينتشر بين الطبقة الغنية ويتابع وهناك تطور في إساءة استخدام الفودو وظهور أجيال جديدة منه تعرف الآن بالإستروكس ومن الأضرار الناتجة عن استخدام الإستروكس قلة النشاط والحركة ونقص ملحوظ في الوزن واضطراب في الجهاز الهضمي وأمراض صدرية وتضخم الكبد وارتفاع ضغط الدم وتوقف حركة القلب علاوة علي الاضطرابات النفسية المصاحبة لإدمان هذا المخدر والتي تتمثل في اضطراب الهلع والهلاوس السمعية والبصرية والحسية وهذاءات الاضطهاد لذلك إذا كانت البنية النفسية للمدمن ضعيفة فإنه مع الاستمرار في التعاطي للإستروكس يتحول غلي مريض عقلي وأعراض انسحابه تستمر من 5 إلي 10 أيام.

وعن نسب تعاطي المخدرات في مصر بشكل عام قال استشاري الطب النفسي إن الترامادول في المرتبة الأولي للتعاطي بنسبة 39% والحشيش بنسبة 28%، ثم مخدر الاستروكس بنسبة 3% وأخيراً الفودو بنسبة 2%، وتأتي محافظة القاهرة بأعلى نسبة إيجابية بنسبة 29% ومن بعدها محافظة الجيزة بنسبة 12% ومحافظة الإسكندرية بنسبة 11% ومن أكثر وسائل الإعلام المؤثرة يأتي التلفزيون في المرتبة الأولي لأكثر الوسائل تأثيراً في الشعب المصري بنسبة 56% وبعده الإنترنت بنسبة 22%، و43% من المتعاطين سنهم ما بين 20 سنة و30 سنة، وبنسبة 37% مما يتراوح سنهم بين ال 15 سنة و20 سنة وهي نسبة كبيرة، و13% من سن 30 سنة إلي 40 سنة.

وشدد استشاري الطب النفسي أن خطورة الفلاكا تأتي مقارنة بكل عقاقير الهلوسة السابقة، بأنها لا تعطي الشعور بالنشوة فقط، ولكن تعطي إحساسا كاذبا للمتعاطي أن لديه قدرات خارقة، فيتحول خلال لحظات من التعاطي إلي ما يشبه بالشخصيات المرعبة بالأفلام، مثل الزومبي، ومصاصي الدماء، فيقوم بفتح عينيه والهذيان بكلمات غير مفهومة بصوت عال، والصراخ وبصورة مرعبة ويقوم بافتراس أي شخص يقابله، وقد يصل لحد قتل أي شخص أمامه، وقد يضر بإلقاء نفسه من فوق شجرة أو من البلكونة، أو يقوم بتكسير السيارات، وإلقاء نفسه في عرض الطريق، وتحطيم كل ما يقابله لأن كل هذه ردود الفعل العدوانية سببها أن هذا العقار يعطي الشخص الشعور بالقدرات الخارقة.
وتابع: «نظرا لكل هذه الميول العدوانية لدي هذا الشخص أصبح هذا العقار ليس خطرا فقط علي المتعاطي، بل يمتد الخطر للأمن العام والأشخاص المحيطين به، وقد تستغلهم بعض العصابات في تنفيذ جرائمهم تحت تأثير العقار لأنه يتحول لشخص عدواني، حتى لأهل بيته وأقرب المقربين له، فقد يتسبب في ضرر لأبنائه وأخواته ووالديه لأنه لا يري إلا العدوانية والشر». وشدد علي ضرورة محاصرة المنافذ التي قد يدخل منها هذا المخدر لمصر من الجهات المسئولة.

زيادة معدل الجريمة
من جانبها اكدت الدكتور عزة كريم استاذ علم اﻻجتماع بالمركز القومي للبحوث اﻻجتماعية والجنائية ان المخدرات المصنعة والتي طرأت علي مجتمعنا حديثا كاﻻستروكس والفودو وغيره من المخدرات المصنعة كميائيا تشكل خطرا كبيرا علي صحة اﻻنسان يفوق بمئات المرات اﻻضرار والمخاطر الناتجة عن المخدرات النباتية الطبيعية والمتعارف عليها داخل مجتمعنا مثل (البانجو والحشيش)، فتأثير المخدرات المصنعة علي صحة اﻻنسان والتغيرات العقلية والعصبية والنفسية التي تصيبه فور تناولها تدفعه لارتكاب جرائم حديثة وغريبه علي مجتمعنا كالذي نهش أحشاء شقيقه بعد ذبحه بمحافظة كفر الشيخ فور تناوله لمخدر «الف لاكا» او كما يطلقون عليه «الزومبي»، وهناك من الشباب من فقد عقله أو دخل في نوبة اضطراب في الجهاز العصبي او أقدم علي اﻻنتحار نتيجة لتناول هذه السموم الكيميائية الخطره.

وأشارت أستاذة علم اﻻجتماع إلى أن استمرار انتشار مثل هذه الأنواع من المخدرات المصنعة يحول المجتمع الذي يقوم في تكوينه لأساسي علي تكوين شخصية الفرد وخاصة الشباب إلى مجتمع هش غير قادر علي العمل واﻻنتاج والتقدم ويزيد من معدل الجريمة البشعة داخل مجتمعنا.

وأضافت كريم أن انتشار مثل هذه الأنواع الحديثة من المخدرات بين الشباب المدمن يرجع إلى تشبع أجسادهم بالمواد المخدرة المعتادة والطبيعية كالبانجو والحشيش وبات تأثيرها المزاجي معتادا لدي المدمن حتى يشعر بالملل فيلجأ إلى المخدرات الكيميائية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.