عام 2017 كان حافلا بالأحداث السياسية والجرائم التي أثارت غضب واشمئزاز الكثيرين، على رأسها جرائم التحرش الجنسي والاغتصاب التي ظهرت خلال العام، وشملت عدد من مشاهير الفن الذين فقد بعضهم أدوارًا هامة وبعض السياسيين الذين فقدوا مناصبهم. وبسبب تلك الجريمة المقززة، أصبحت صورة أوروبا والولاياتالمتحدة مختلفة عن الصورة المعتادة لهم في العالم، فالدول التي طالما وهمت الجميع أنها قلاع للحريات واحترام الآخر، أصبحت مرتعًا لجرائم التحرش والاغتصاب والشذوذ. هارفي واينستين.. المتحرش الأول هو واحد من أبرز "المشوهين أخلاقيا"، اعتبره البعض الحجر الذي حرك المياه الراكدة، وأشهر المتحرشين جنسيا في تاريخ الفن الأمريكي بصفته منتجًا اكتشف وقدم معظم نجمات هوليوود لكن اكتشافه لهن لم يكن خدمة مجانية، بل كان يخبئ وراءه وحشا دفعت ضحاياه ثمن حبهن للفن ورغبتهن الشديدة في الشهرة. حملت قائمة ضحايا واينستين أسماء كثيرة وشهيرة كن في بداية مشوارهن الفني أمثال: "أنجلينا جولي"، و"جوينيث بالترو"، و"كارا ديليفن"، و"آسيا أرجنتو" وأخريات وصل عددهن إلى 34 اسمًا. قاومت العديدات وخافت الأخريات واستسلمن، وما إن خرجت واحدة منهن عن صمتها حتى تشجعت الأخريات وأفصحن عن ذكريات هي الأسوأ في تاريخهن، أصبح الأمر جريمة عالمية تابعها الملايين وأثارت الاشمئزاز ودفعت بالضحايا بطلب تعويضات وصلت إلى الملايين من الدولارات. أعلنت بعدها شركة The Weinstein company عن إقالة المنتج هارفي وينستين، نتيجة اتهامات التحرش الجنسي التي رصدتها صحيفة نيويورك تايمز، استنادا على شهادات الممثلات والعاملات في مجال صناعة الفن، لتنتهي بذلك أسطورة فنية لم يحافظ صاحبها على عمله أو سمعته. «جورج بوش الأب».. متحرش رغم سنه وفي إطار الفضائح الجنسية التي يشهدها العالم، خرجت منذ فترة قليلة امرأة "رفضت الكشف عن اسمها" تتهم الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب "بلمسها من الخلف"، مشددة على أن حركته تلك لم تكن بريئة بتاتًا. لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يتهم فيها الرئيس "القعيد" بتلك التهمة، فقد سبق واتهمته الممثلة هيذر ليند، التي قالت إن بوش تحرش بها هي الأخرى، خلال التقاط صور قبل عدة سنوات بحضور زوجته، وأنه سرد عليها خلال ذلك نكتة "خارجة". بعد ذلك قالت ممثلة تدعى جوردانا جرولنيك، إن جورج بوش الأب لمسها بيده أيضا في عام 2016 خلال التقاط صور وهو على كرسه المتحرك، وإن زوجته لاحظت ذلك. وروت الممثلة ما تعرضت له عبر صفحتها بموقع «انستجرام» "إنه لم يصافحني يدا بيد، لكن ورغم أنه كان يجلس على كرسي متحرك، فإنه لامسني من الخلف، مع أن زوجته باربرا بوش كانت تقف في مكان قريب، وقال لي نكتة قذرة. وبعد ذلك، عندما بدأنا حفلة التصوير، لمسني مرة أخرى، عندها اتسعت حدقتا باربرا كما لو أنها تريد أن تقول له كفى..ليس مرة أخرى". وذكرت ليند أن الرئيس الأسبق استخدم وضعه وموقفه ضدها وضد "العديد من النساء الأخريات" بدلا من خلق منافع عامة، وبدل أن يكون رمزا للديمقراطية. وبعد نشرها هذه الفضيحة بقليل، اعتذر جورج بوش الأب للممثلة ليند، وقال في رسالة لصحيفة الديلي ميل "إن الرئيس بوش لم يقصد تحت أي ظرف من الظروف أن يسبب أي إزعاج لأحد، وهو يعتذر بصدق إذا كانت محاولته المزاح شكّلت إهانة للسيدة". مايكل فالون.. وزير خسر منصبه بسبب «التحرش» 30 عاما من العمل السياسي قضاها وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في صفوف حزب المحافظين انتهت باستقالة، لم يكن سببها سوء إدارة أو فشل سياسي ولكن كان السبب "فضيحة تحرش" تعود لسنوات مضت. ففي 2002، تعرضت إحدى الصحفيات لواقعة تحرش حين أقدم فالون على "لمس ركبتها"، الأمر الذي أثار ضيقها ودفعها لتوبيخه. وفي هذا الإطار، خرج فالون ليقدم رسالة استقالته حيث قال فيها "ظهر عدد من المزاعم عن أعضاء البرلمان في الأيام الأخيرة، ومن بينها عدد عن سلوكي في السابق، الكثير من هذه المزاعم كاذبة ولكنني أقر أنني في الماضي لم أرق إلى المعايير العالية التي نطلبها من القوات المسلحة التي أحظي بشرف تمثيلها، الأمر الصواب بالنسبة لي هو الاستقالة، الثقافة تغيرت عبر الأعوام، والذي كان مقبولا من 10 أو 15 عاما لم يعد مقبولا الآن". من جهتها صرحت الصحفية التي وضع فالون يده على ركبتها في أعقاب استقالته "احترم السيد فالون وكانت علاقتنا طيبة وودية دائما، لذلك لم أعر الأمر الكثير من الأهمية عندما حدث ذلك". دونالد ترامب.. متحرش بدرجة رئيس اتسم منذ بداية ظهوره السياسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية بكونه مثيرًا للجدل، غريب الأطوار، يخرج من آن لآخر بتصريحات غريبة صنفت بعضها بكونها غير لائقة ولا تتناسب بشخص على أعتاب البيت الأبيض. وحين فاز ترامب برئاسة الولاياتالمتحدة، لم تتغير شخصيته كثيرًا فهو مازال غريبا يطلق التصريحات اللاذعة ويستفز الكثيرين، وربما كانت آخر استفزازاته قرار نقل سفارة بلاده للقدس والاعتراف بتلك الأرض المقدسة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلية. لكن 2017 استطاعت الكشف عن وجه آخر للزعيم الرأسمالي، وأفصحت عن فضائح أخلاقية ربما مرت عليها سنوات لكن ليس كل ما يرتكبه الإنسان في حق غيره يمر مرور الكرام. اتهمت ثلاث نساء الرئيس الأمريكي بالتحرش الجنسي، حيث أكدن روايتهن لشهادة أدلين بها في 2016. وجاءت هذه التصريحات خلال برنامج تلفزيوني أمريكي، من جانبه سارع البيت الأبيض إلى اعتبارها "اتهامات غير صحيحة"، وجهتها إليه النساء اللاتي وصل عددهن إلى 12. أمام رفض البيت الأبيض لتلك التصريحات، لم تيأس النساء وطالبن الكونجرس بفتح تحقيق في قضاياهن، حيث روت ريتشل كروكس التي كانت في سن ال22 في عام 2005 كيف قبلها الرأسمالي بغير رضاها عندما كانت موظفة استقبال في برج يملكه، كما أوضحت أنها شعرت "أنها مهددة إلى حد ما"، كما لو أنه "لم يكن أمامها من خيار آخر". من جهتها قالت جيسيكا ليدز إن ترامب تحسس جسدها بغير رضاها في طائرة كان يستقلها في السبعينيات، وكذلك روت سمانتا هولفي التي شاركت في مسابقة ملكة جمال الولاياتالمتحدة والتي كان ينظمها ثري العقارات ترامب، أنه كان يزور المرشحات في الكواليس وينظر إليهن بصورة بذيئة. وأمام تلك الاتهامات، نفى الرئيس الأمريكي معرفته بالنساء اللائي اتهمنه بالتحرش الجنسي، وقال إن ادعاءاتهن هجوم سياسي ينفذه الديمقراطيون ضده. داستن هوفمان.. 6 اتهامات بالتحرش كشفت إحدى المجلات الفنية أن 6 نساء اتهمن داستن هوفمان - الممثل الحائز على جائزة أوسكار- بالسلوك الجنسي المشين. وأشارت المجلة، إلى أن اثنتين من النساء الثلاث قالتا إن هوفمان اعتدى عليهن جنسياً عام 1987. كما وجهت الممثلة كاثرين روسيتر التي شاركت الفنان في أحد الأعمال الفنية، حيث أكدت أن الممثل كان يتحرش بها، وفي إحدى المرات رفع قميصها عمداً ليكشف صدرها أمام طاقم العمل، كما عمد على ملامستها أثناء التقاط الصور، مشيرة إلى أنها لفتت إلى أنها كانت تبكي بعد عودتها إلى المنزل، كما فكرت في تقديم شكوى لنقابة الممثلين، ولكنها كانت تخاف من دمار حياتها المهنية وضياع حلمها. وأمام تلك الاتهامات المشينة، خرج الممثل في البداية لينكر لكنه رضخ للضغوط الموجهة إليه وقام بتقديم اعتذار علني قال فيه في بيان "أكن كل الاحترام للنساء وأشعر بالسوء لأن أي شيء ربما قمت به قد يكون وضعهم في موقف غير مريح، أنا آسف". كيفين سبيسي.. المتحرش بالرجال أعلن مسرح أولد فيك العريق في لندن أن 20 رجلا من بينهم فنانين ومخرجين زعموا تعرضهم لسلوك جنسي شاذ من الممثل كيفن سبيسي خلال فترة تعاملهم معه في المسرح بين 1995 إلى 2013. وقال ريتشارد ميسكيلا، وهو محام من شركة لويس سيلكين التي تجري تحقيق نيابة عن أولد فيك، إن الشركة شجعت 14 من الرجال العشرين على الحديث مع الشرطة بسبب طبيعة المزاعم، فيما لم يكشف عما إذا كان أي منهم قد أقدم على ذلك بالفعل. ووفقا لشقيقه، فقد أوضح أن الظروف التي نشأ فيها كيفين كانت سيئة للغية حيث أوضح أن والده كان يغتصبه بشكل دائم، وأن والدته كانت تعلم بالأمر، حتى أنه كان يغتصب شقيقته الأكبر التي هربت من المنزل عندما أتمت عامها ال18. من جهته، قدم الممثل الأمريكي اعتذارا بعد اتهامه بمحاولة التحرش الجنسي في أيام شبابه بممثل طفل، زاعما أن ما حدث كان غير مقصود وأنه كان تحت تأثير الخمر.
