سمحت إسرائيل لمسئول هيئة الإعمار القطرية، محمد العمادي، بدخول قطاع غزة عبر «معبر إيريز» في ساعة متأخرة يوم 22 أكتوبر، مصطحبًا مبلغ 14 مليون دولار أمريكي في حقائب لتسليمها إلى التنظيمات المتطرفة في غزة. يأتي ذلك في الوقت الذي اعتادت فيه قطر على إدخال مبالغ مالية ضخمة إلى غزة تحت غطاء إعادة الاعمار في حين أنه يتم توجيه الجانب الأكبر من تلك الأموال لصالح التنظيمات المتطرفة التي تستهدف أمن سيناء. ودعا عدد من الخبراء إلى ضرورة التفاف الدول العربية حول دول المقاطعة الأربعة "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" لإيجاد موقف عربي موحد ضد قطر، خاصة في ظل تراجع الغرب عن الوقوف ضد الإدارة القطرية بسبب الأموال التي تغدقها الدوحة على من تلك الدول لتشتري صمتهم. قال اللواء محمود منصور وكيل المخابرات الحربية الأسبق ومؤسس المخابرات القطرية، إن تسهيل إسرائيل تهريب الأموال القطرية للتنظيمات الإرهابية في غزة، شئ متوقع من دويلة تاريخها مليء بالمشاكل مع الأمة العربية. وأضاف في تصريح خاص ل «بوابة أخبار اليوم» أن الأموال المبعثرة في العالم لتمويل الإرهاب ليس لها مصدر سوى هذا الأمير الإرهابي الذي ورث الحقد والكراهية التي انتسب لها من خلال أبيه وخاله حمد بن جاسم . وأشار «منصور» إلى أننا لا نستطيع لوم إسرائيل على دعمها لقطر، ولكن يحق لنا كعرب أن نلوم قطر التي تستخدم أموالها في محاولات فاشلة لإرهاب العالم العربي والإسلامي . وأوضح وكيل المخابرات الحربية الأسبق ومؤسس المخابرات القطرية، أن ما أقدمت عليه الدول الأربع المقاطعة لمواجهة نظام الحكم الإرهابي في قطر القائم حاليا كان كفيلا بردع و"إفاقة" من يديرون شأن الإرهاب في الدوحة، ولكنهم أثبتوا أنهم أبعد ما يكون عن إدراك الحقائق المحيطة بهم بعد أن اتضح أمرهم أمام العالم . وتابع: أن تصرفاتهم الحالية دليل مؤكد على الحالة الذهنية والنفسية التي تحيا فيها عصابة الإرهاب الموجودة بالدوحة والتي تقترب من مصيرها ونهايتها المحتومة، والذي أصبح مواجهته أمر واقع لا محالة . وعن خبرته بالمجتمع القطري بما أنه مؤسس جهاز المخابرات القطري، قال «منصور» إن النظام الحاكم الحالي بقطر في حالة صدمة عصبية، لأنهم قبل المقاطعة العربية كانوا يتصورون أنهم سادوا العالم بأموالهم وأصبحوا علي مرمي حجر أن يكونوا حكام الدولة الوهمية التي سعوا لإقامتها من خلال التخريب والقتل في العالم العربي والإسلامي، ثم فجأة صعقتهم المواجهة العربية التي جعلتهم يرون الحقيقة "المرة" لأول مرة منذ أن انقلب حمد بن خليفة علي والده عام 1995. وأضاف أنه يثق بأن حكام قطر عندما يتجاوزون هذه الصدمة ويدركوا الحقيقة فلا شك أنهم سيولون الأدبار، معترفين بجرائمهم ضد الإنسانية والأمة العربية والإسلامية، خاصة عندما يدفعون ثم توريطهم لتركيا وإيران لمشاكلهم، لقواعد عسكرية على أرضهم مما سيضعهم في مأزق إستراتيجي يجعل القوات الأمريكية في غير مأمن هناك . وأكد اللواء محمود منصور، أن لحظات الانهيار قادمة وبدأت بوادرها، ولعل أبرزها تصاعد الرفض الشعبي لاستمرار هؤلاء الإرهابيين في إدارة الشأن القطري، مدعوما من رجالات الأسرة الحاكمة والشخصيات الرئيسية والأعيان وشيوخ القبائل الذين علا صوتهم أمام العالم منددين ببقاء النظام القطري الحالي، الذي يملك الخزانة القطرية، والأموال التي يدفعونها ثمنا لإرهاب إخوانهم العرب والمسلمين . وعلق مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، على إرسال قطر مبلغ 14 مليون دولار أمريكي إلى التنظيمات المتطرفة في غزة من خلال مسئول هيئة الإعمار القطرية، محمد العمادي، بأن قطر ترفض أي وساطات ولن تتراجع عن موقفها ودعمها للإرهاب . وأضاف في تصريح خاص ل«بوابة أخبار اليوم» أن الموقف الأمريكي نفسه تغير تجاه قطر، بسبب الأموال والاستثمارات القطرية التي تضخها، والقاعدة الأمريكية في قطر، والتمويلات القطرية للغرب، كل هذه أسباب جعلت الولاياتالمتحدة تعتبر أن قطر طرف يجب إرضاءه . وشدد «مكرم»، على أن الدول الأربعة المقاطعة لقطر، يجب أن تعتمد على نفسها وتتخذ إجراءات لمواجهة النفوذ القطري دول انتظار أي دعم من الغرب، ولكن يجب أن يكون هناك التفاف عربي حول الدول المقاطعة، لأن قطر "تشتري" الغرب ب"الرشاوى". وأوضح رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن ترشح قطر لليونسكو فضيحة أمام العالم، فكيف لدولة متهمة بتمويل الإرهاب ترشح ممثلا لها على منصب مدير عام منظمة دولية هامة مثل اليونسكو مسؤولة عن السلام والثقافة والتنمية في العالم. واختتم «مكرم» تصريحاته بالتأكيد على ضرورة وجود موقف عربي موحد، والتفاف من كافة الدول العربية حول دول المقاطعة لمواجهة النفوذ القطري المتطرف. من جانبه قال اللواء كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إنه ليس غريبا على قطر أن تكون المحفظة التي تمول الإرهاب حول العالم. وأضاف في تصريح خاص ل«بوابة أخبار اليوم» أن قطر هي من تدفع ثمن الصفقات المختلفة الإرهابية حول العالم، وتمول تسليح الجماعات الإرهابية لتحقيق الأهداف الخبيثة للإرهاب بتقسيم الدول العربي وأوضح «عامر» أن الإرهاب وراءه قوة تدعمه وتخطط له وعلينا جميعا أن نعي الأهداف الخبيثة التي تتربص بينا، مؤكدا أن قطر تروج العديد من الشائعات والتسجيلات الكاذبة، وتعرض الأفلام المفبركة، وعلى الشعب المصري كله أن يدرك الأهداف الخبيثة لقطر بالتعاون مع كل قوى الشر الخارجية للنيل من أمن مصر واستقرار شعبها . وأشار رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إلى أن مصر نادت منذ زمن لمواجهة الإرهاب بالتنسيق والتعاون بين جميع الدول والتكاتف ضد قوى الإرهاب، من خلال خطة إستراتيجية عالمية لتجفيف منابعه، لأن الإرهاب ليس موجه لمصر فقط ولا للشرق الأوسط بل للعالم بأسره. وفي ذات السياق أكد الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء فاروق المقرحي، أن الراعي الأول للإرهاب هي إسرائيل والممول الأول والرئيسي للإرهاب هي قطر، وما يحدث من تهريب قطر لأموال إلى التنظيمات المتطرفة في غزة بتسهيلات إسرائيلية، ليس مفاجأة. وأضاف في تصريح خاص ل«بوابة أخبار اليوم» أن إسرائيل لها سفارة في قطر ولها مكتب تمثيل تجاري منذ 20 عاما، كما أنها تتعاون مع أي منظمة أو دولة أو كيان يعمل على تفتيت الدول العربية إلى دويلات صغيرة ومن ضمنها مصر والسعودية والإمارات. وأوضح «المقرحي» أن التعاون القطري مع الإرهاب منذ فترات طويلة ومستمر حتى الآن وبعض حكام قطر لهم قصور في عزقلان وتل أبيب، ويجب على الدول العربية التكاتف والترابط من أجل مواجهة قطر والدول الراعية للإرهاب وعليهم توخي الحذر والاستعداد لمفاجآت قطر. وأشار مساعد وزير الداخلية الأسبق إلى أن قطر هي مجرد ذراع للإرهاب، مؤكدا أن أساس نشأة الإرهاب هي بريطانيا وجهاز MI6، وهي من أنشأت وأسست تنظيم الإخوان الإرهابي. وفي سياق متصل قال الباحث السياسي والخبير في شئون العلاقات الدولية د. سعيد اللاوندي، إن إرسال قطر تمويلا للتنظيمات المتطرفة في غزة، أمر طبيعي جدا وأصبح معروف لدي الجميع أن قطر ترعى الإرهاب وأن علاقاتها مع إسرائيل جيدة جدا. وأضاف في تصريح خاص ل«بوابة أخبار اليوم» أن بعض حكام قطر لهم منازل بإسرائيل لدرجة أنهم يقضون عطلاتهم في تل أبيب، وبالتالي فإن ما حدث ليس غريبا، وأصبح أمرا عاديا أن نجد مسؤول قطري يقوم بتهريب مبالغ ضخمة إلى التنظيمات المتطرفة في غزة بمعاونة وتسهيلات إسرائيلية، لأن العلاقات بين قطر وإسرائيل تسمح بذلك . وأوضح «اللاوندي» أن اعتياد قطر على تمويل الإرهاب منذ زمن طويل جعلهم أصبحوا لا يشعرون بأي ذنب أو تأنيب ضمير تجاه ما يفعلونه، وصار الأمر بالنسبة لهم أمرًا طبيعيًا .