يعتبر فيلم" فهرنهايت" للمخرج مايكل مور من أكثر الأفلام السينمائية ،التي انتقدت الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن واعتباره من أفشل رؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأوضح مور من خلاله رؤيته أن بوش ترك مقر الرئاسة و قضى معظم أوقاته في العطلات والإجازات و هو ما جعله بعيدا كل البعد عن كل ما يدور في أكبر بلد في العالم . وعرض الفيلم لأول مرة في مهرجان كان، وبعد عرضه نال أطول تصفيق في تاريخ المهرجانات السينمائية لمدة 20 دقيقة، واستطاع أن يحقق رقما قياسيا في شباك التذاكر الأمريكية هو الأعلى من نوعه على صعيد الأفلام السياسية العامة، كما ترشح للعديد من الجوائز وفاز بكثير منها أهمها جائزة النخلة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 2004 م وانتهى به المطاف بالحصول على 26 جائزة و12 ترشيحا. تكلف الفيلم 6 ملايين دولار وكانت مجمل إيراداته 222,446,882 دولار أمريكي، أما عدد نسخ مبيعات ال"دي في دي" وال"في إتش إس" للفيلم فقد قاربت في يوم إطلاقها الأول 2 مليون نسخة مسجلة بذلك أعلى مبيعات على صعيد الاقتناء المنزلي لفيلم من نوعه. وتطرق المخرج مايكل مور في الفيلم الذي مدته 122 دقيقة إلى تزوير انتخابات عام 2000 م في ولاية فلوريدا ، أثناء انتخابات الرئاسة الأمريكية. وعرض الفيلم الوثائقي جلسات مجلس النواب الأمريكي، واعتراض النواب على مجريات الانتخابات وحالات الشطب والتزوير المتعمد، وقرار المحكمة العليا الأمريكية بتعيين جورج دبليو بوش رئيسا للبلاد، وكيف فشل بوش كمنظم ورئيس حقيقي للبلاد في الثمانية الأشهر الأولى لولايته، وتفضيل الرئيس ترك مقر الرئاسة وقضائه معظم وقته في العطلات والإجازات (42% من وقته قضاه في العطلات والإجازات). وأثار الفيلم الوثائقي مشاعر الجميع من خلال عرضه لمشاهد من أحداث 11 سبتمبر 2001، الأسى، الحزن، الهلع، الموتى والخراب. وعرض الفيلم مشهد وصول خبر أول ضربات 11/9 لمسامع بوش وهو في طريقه لزيارة إحدى المدارس الابتدائية في ولاية فلوريدا ولكن بوش لم يحرك ساكنا بل قرر المضي في زيارته، ومشهد وصول خبر الضربة الثانية لمسامع بوش ولكنه يفضل البقاء في المدرسة ويذهب إلى قراءة قصة "عنزاتي الأليفة" مع تلاميذ المدرسة الابتدائية التي كان يزورها. وأشار الفيلم إلى بدايات جورج دبليو بوش واستثماراته في مجال النفط، وعائلة بوش، والاستثمارات السعودية في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تصل إلى 860 مليار دولار أمريكي منها 1.4 مليار مدفوعات لبوش وأصدقائه ومعاونيه. وتعرض الفيلم لعرقلة التحقيقات التي تقوم بها الجهات السياسية المختلفة والجهات المستقلة بما يخص أحداث 11 سبتمبر 2001، والهجوم على أفغانستان بعد 4 أسابيع من 11/9 وعلى مخبأ أسامة بن لادن بعد شهرين من 11/9.