ذكرت مجلة تايم الأمريكية أنه في الوقت الذي يستعد فيه الأمريكيون لاختيار رئيسهم الجديد ، والإدارة الجديدة القادرة على إدارة شئون العالم. بدأ العالم من حولهم في الخروج عن عرف القيادة الأمريكية، وتزايدت قدرته على وضع نظام جديد لا يحتاج فيه للقيادة الأمريكية لتحدد له الطريق. وقالت المجلة في تقرير أوردته، الجمعة 7 سبتمبر، على موقعها على شبكة الإنترنت إن الولاياتالمتحدة لطالما وقفت بخيلاء لا يخلو من غطرسة ، تتباهى بما وصلت إليه من أعراف تؤكد تفوقها بوصفها واحدة من أقدم الديمقراطيات في العالم ، وعلى الرغم من شعور الناخب الأمريكي بأنه يختار "زعيم العالم الحر" إلا أن العالم الخارجي خرج عن هذا الإطار ، وأشار بإلقائه القليل من الاهتمام بمؤتمرات المرشحين الديمقراطي والجمهوري إلى تراجع هذا اللقب الأجوف عن الرئيس الأمريكي. وأضافت المجلة أنه في لمحة سريعة لمعرفة الأمور التي قد ترسم النظام العالمي الجديد، يمكن النظر إلى الهند ، الديمقراطية الاستثنائية، وما أقدمت عليه في الأيام الماضية من تسييس جغرافي لم يكن مفاجئا ، ففي نيودلهي ، اجتمع مسئولو وزارتي الدفاع الهندية والصينية في محاولة لإحياء الروابط بين البلدين وتفعيل التدريبات العسكرية المشتركة بينهما مجددا ، بعد أن توقفت تماما منذ عام 2008. وأوضحت المجلة أنه على الرغم من التشاحن الدبلوماسي بين البلدين خلال السنوات الأخيرة حول بعض النزاعات على المناطق الحدودية بينهما ، إلا أن البلدين الأكثر سكانا في العالم، واللتين تملكان جيوشا سريعة التحديث ، تتبادلان ثقة عميقة على الرغم من الحذر الذي يستشعره المعسكر القومي في كليهما تجاه الآخر. وإجمالا فإن المحا دثات بين بكين ونيودلهي كانت مشجعة لكليهما، وتشير إلى تفهم القوتين الصاعدتين لضرورة البحث عن سبل التعاون بدلا من العودة لصراعات كتلك التي اندلعت بينهما لفترة وجيزة وخلفت آثارا مريرة في منطقة الهيمالايا عام 1962. وقالت "تايم" إنه إلى جانب التعاون مع بكين ، فقد استضافت نيودلهي مسئولين رفيعي المستوى من عدد من دول جنوب شرق آسيا مثل بورما وكمبوديا ولاوس وتايلاند وفيتنام فيما يعرف بإسم قمة "جانجا ميكونج"، وفي الوقت الذي بدا فيه أن الهند تسعى إلى استضافة هذه القمة لتعزيز روابطها التجارية مع دول المنطقة ، فإن القمة مثلت للهند فرصة لرد الصفعة للصين التي عملت خلال فترة طويلة من العقد الماضي على تأكيد بصمتها التي تركتها في ملعب الهند في جنوب القارة الصفراء. وأوضحت المجلة الأمريكية أنه على الرغم مما سبق فلا يوجد تناقض بين سعي نيودلهي لتعزيز علاقاتها مع الصين ومحاولتها ، في الوقت نفسه ، أن تتصدى للتأثير الصيني على المنطقة. من ناحية أخرى ، أشارت المجلة إلى أن حجم الوفد الهندي الذي توجه للعاصمة الإيرانية طهران لحضور قمة حركة عدم الانحياز أواخر الشهر الماضي كان الأكبر بين وفود الدول المشاركة ، والتي يبلغ عددها نحو 120 دولة ، واستهدفت الهند من ذلك أن تقيم علاقات حيوية في مجال الطاقة ومشاركة رؤيتها لاستقرار أفغانستان ، وعلى الرغم من أن قمة "عدم الانحياز" تمثل حدث يقع في غير تاريخه الصحيح ، حيث تنتفي الآن فكرة عدم الانحياز، إلا أن روح الحركة تأصلت في الفترة الأخيرة عن أي وقت مضى. ونقلت المجلة عن أحد الكتاب الهنود قوله بأن حركة عدم الانحياز أصبحت تمثل الطريق الوسط فيما يتعلق ببعض القضايا الدولية ، وبالنظر للقضية السورية فإن الحركة تمثل اتجاها معتدلا بين سياسة الغرب التدخلية، وسياسة الصين وروسيا التعويقية. واختتمت المجلة تقريرها بالإشارة إلى آراء بعض المحللين بشأن الدور المتنامي للهند بشكل خاص، وحركة عدم الانحياز بشكل عام ، في تشكيل النظام العالمي الجديد، حيث أوضح البعض منهم أن مسمى حركة عدم الانحياز أصبح أكثر تعبيرا عن الإقليمية في الوقت الراهن، موضحا أن مستقبل سياسات العالم يحدده الآن هذا التفكير الإقليمي الذي يضم شعوب العالم الثالث ، ولا تحدده وزارة الخارجية في الولاياتالمتحدة.