اكتسبت أول زيارة لوزير الخارجية الهندي السيد إس.إم. كريشنا للقاهرة عقب الثورة المصرية أهمية خاصة في هذا التوقيت المهم, نظرا لمواقف الهند القوية الداعمة لمصر والتي تجلت كأوضح ما تكون في زيادة الاستثمارات الهندية بمصر تبلغ نحو2.5 مليار دولار أمريكي, توفر نحو30 ألف فرصة عمل في مصر ولم تسحب أي شركة هندية استثماراتها من مصر بعد ثورة25 يناير. بمجرد ذكر حركة عدم الانحياز التي ساهمت الهند ومصر في تأسيسها, اكد وزير الخارجية الهندي ضرورة ان تركز الحركة حاليا علي حل مشكلات القارة الأفريقية وان تضع مبادرة لتعليم شبابنا المهارات وخلق وظائف منتجة لهم, ليكون العالم النامي مصدرا للنمو الاقتصادي العالمي في المستقبل, وفيما يلي نص الحوار مع وزير خارجية الهند: كيف تسهم زيارتكم في دعم العلاقات بين الهند ومصر؟ { ترتبط الهند ومصر بعلاقات تاريخية, وكان هناك تبادل تجاري واقتصادي علي مر الألفية السابقة. وقامت الهند ومصر معا بإنشاء حركة عدم الانحياز, ومنذ ثورة25 يناير, قامت الحكومة الهندية بإرسال العديد من مسئوليها للقاء نظرائهم في مصر. وقد اتت زيارتي, بناء علي دعوة من السيد محمد كامل عمرو, وزير الخارجية للمشاركة في ترأس الدورة السادسة لاجتماعات اللجنة الهندية- المصرية المشتركة. وقمنا, باستعراض كافة أوجه العلاقات وسير عملية تطبيق الاتفاقات الموقعة في الماضي وبحث سبل جديدة للتعاون بين البلدين. كيف يمكن للهند أن تساعد مصر في الفترة الانتقالية؟ { بوصف الهند كأكبر ديمقراطية في العالم, فإنها مستمرة في دعمها لمصر أثناء المرحلة الانتقالية. ومن خلال عدد من الزيارات المتبادلة التي جرت منذ الثورة المصرية, قامت الهند بالتعبير بوضوح عن رغبتها في ان تشارك مصر في تجربة الهند الغنية في مجال التنمية. وقد كان رئيس لجنة الانتخابات الهندية هو المسئول الوحيد رفيع المستوي في مجال الانتخابات الذي تمت دعوته من بين كل دول العالم لزيارة مصر. كما يسهم رجال الأعمال الهنود إسهاما كبيرا في تنمية الاقتصاد المصري من خلال مشروعاتهم المشتركة في مصر. ويؤكد عقد اجتماع اللجنة المشتركة الآن علي رغبتنا في استمرار التعاون الوثيق أثناء الفترة الانتقالية وما بعدها. ما هو وضع الاستثمارات الهندية الحالية في مصر بعد قيام الثورة؟ { حتي قبل قيام الثورة, كان هناك45 مشروعا مشتركا في مصر باستثمارات هندية بلغت2.5 مليار دولار أمريكي. ووفرت هذه الاستثمارات نحو30 ألف فرصة عمل في مصر. ويسعدني أن أقول انه لا يوجد أي شركة هندية قامت بسحب استثماراتها. بل إن شركة هندية بدأت عملها في مصر بعد الثورة وهي مصنع بت للراتينجات بالعين السخنة وهو ما أضاف استثمارات هندية مقدارها160 مليون دولار. كيف يقيمون علاقات الهند بالدول المجاورة مثل باكستانوأفغانستان؟ { يعتبر السلام والاستقرار في جنوب آسيا من الأولويات المهمة بالنسبة للسياسة الخارجية للهند. ونحن نلتزم بعلاقات حسن الجوار مع كل جيراننا بما فيها باكستان. وفي العام الماضي استقبلت وزير الخارجية الباكستاني في نيودلهي وأجرينا مناقشات حول تحسين العلاقات الهندية- الباكستانية. كما عقد رئيس الوزراء الهندي لقاء مع رئيس الوزراء الباكستاني علي هامش قمة السارك. ونحن نحاول السير قدما في مسائل مثل التجارة. ونحن مستعدون لقطع أكثر من نصف المسافة لتحسين العلاقات مع باكستان. ويمكن بناء سلام علي أساس الثقة التي لا يشوبها استخدام الإرهاب. وترتبط الهند وأفغانستان بعلاقات تاريخية, علما باننا شاركنا في أعمال التنمية وأعمال الإغاثة لمساعدة الشعب الأفغاني علي بناء دولة تتمتع بالسلام والاستقرار والديمقراطية والتعددية. وتساهم الهند إسهاما كبيرا في تنمية أفغانستان, وتتضمن هذه الإسهامات المساعدة في بناء البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية, الخ. وقد أسهمت الهند حتي الآن بأكثر من1.5 مليار دولار من خلال برامج المساعدة. ما هو تقييمكم للأزمة الإيرانية النووية وموقف الغرب منها؟ { من حق إيران ان تقوم باستغلال الطاقة النووية في الاستخدامات السلمية, لكن في نفس الوقت يجب أن تتقيد بالتعهدات القانونية الملزمة. ومن المهم ان يتم حل القضايا من خلال الحوار والدبلوماسية. ما هي رؤية الهند التي تتعلق بتطوير ودعم دور حركة عدم الانحياز؟ { إن الهند مثل مصر, عضو مؤسس في حركة عدم الانحياز, ومصر هي الرئيس الحالي للحركة, وقد شارك رئيس وزراء الهند في آخر قمة للحركة والتي عقدت في شرم الشيخ. والمعروف ان حركة عدم الانحياز لعبت دورا مهما في أن تأخذ الخطوات التي تم وضعها لإحياء الاقتصاد العالمي مخاوف الدول النامية في الحسبان. وتضمنت هذه المخاوف الأمن الغذائي, تأمين الطاقة, البيئة وإصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية. ولابد من استخدام ثقل حركة عدم الانحياز لتحقيق نتائج شاملة ومتوازنة وعادلة في المفاوضات متعددة الأطراف الجارية. إن السياسة العالمية لا تمثل آمال ومخاوف وطموحات غالبية شعوب العالم. ويمكن لحركة عدم الانحياز أن تلعب دورا في هذا الشأن. ولابد أن تعمل حركة عدم الانحياز علي التركيز علي مشكلات القارة الأفريقية, وإمكانات هذه القارة في أجندة التنمية العالمية. إن جعل قارة أفريقيا احد المشاركين الناشطين في العمليات الاقتصادية العالمية هو واجب أخلاقي. ويمكن لحركة عدم الانحياز نفسها أن تقوم بوضع مبادرة لتعليم شبابنا المهارات وخلق وظائف منتجة لهم. ويمكن للعالم النامي ان يصبح مصدرا للنمو الاقتصادي العالمي في المستقبل. إن التحدي الذي يواجهنا يكمن في جعل فقراء العالم يمتلكون خبرات يمكن الاستفادة منها. ويمكن لحركة عدم الانحياز أن تلعب دورا في التعامل مع الإرهاب العالمي. لقد حان الوقت علي ان نتفق علي وضع اتفاقية شاملة حول الإرهاب الدولي. ونحن نعمل مع مصر عن كثب في إطار منتدي حركة عدم الانحياز.