كان شارع عماد الدين يحتفل احتفالا خاصا بشهر رمضان الكريم ، وكانت له تقاليد خاصة بهذا الشهر اختفت مع ضجيج الراديو والإذاعة والسينما . كانت عشرات المسارح تعلق الزينات وفوانيس رمضان على أبوابها ، وتقدم طوال الليل مختلف الروايات ، وكانت الفرق تتنافس لتقديم برنامج رمضاني يجذب الجمهور . وابتدع الفنان يوسف وهبي تقليدا جديدا حميدا استقدم فيه مقرئا مشهورا ليقرأ القرآن كل ليلة من بعد العشاء وحتى يحين موعد رفع الستار لبدء برنامج السهرة . ولجأت فاطمة رشدي إلى طريقة مبتكرة لمنافسة يوسف وهبي وذلك بعد أن انفصلت عن فرقة رمسيس ، فبدأت في تقديم السحور مجانا للجمهور . وكان المطربون والمطربات ينظمون حفلات في رمضان ، فأم كلثوم كانت تقدم حفلات النصف الأول من الشهر الكريم ، وكان محمد عبدالوهاب يقدم حفلات النصف الثاني . وحدثت واقعة طريفة للممثل الكوميدي عبداللطيف جمجوم الذي كان يطوف بفرقته المسرحية البلاد ، حيث أعجب به عمدة إحدى القرى فتحفظ عليه هو وفرقته ليقيم حفلات في القرية طوال الشهر ، وفي الليلة الأخيرة أفرج عنهم وصرف لهم عشرة جنيهات . آخر ساعة 11-3-1959