حذر الأمين العام المساعد رئيس قطاع الأمن القومي العربي بالجامعة العربية السفير خليل الذوادي من أن تعرض الدول العربية للتشكيك بشأن حقوق الإنسان من شأنه أن يسيء لهذه الدول ويؤدي إلى الإخلال بالسلم والأمن الوطني وبالتالي يؤثر على الأمن القومي العربي. ودعا السفير الذوادي ، في كلمته ،الخميس 2 يونيو، أمام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "الآليات العربية لحقوق الإنسان والأمن القومي العربي " والذي ينظمه البرلمان العربي والفيدرالية العربية لحقوق الإنسان بمقر الجامعة العربية ، إلى ضرورة التصدي لحملات التشهير والتشكيك بشأن حالة حقوق الإنسان في الدول العربية من خلال الدراسات المعمقة والإحصائيات والأرقام والشواهد الدامغة على الجهود التي تبذل من مختلف الجهات في الدول العربية منفردة ومجتمعة ومن خلال العمل العربي المشترك لضمان حقوق الإنسان. وأوضح أن من أهم مقومات الأمن القومي العربي ، الاستقرار والتعاون بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية في مختلف الشؤون التي تمس كينونة هذه الأمة ، مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة التنسيق المتكامل فيما بين الدول الأعضاء بالجامعة في المحافل الدولية خصوصا عند مناقشة تقارير الدول على أن يسبق هذه المؤتمرات التنسيق والتعاون بوقت كاف حتى يتم تداول المعلومات والتحقق منها وإجراء الاتصالات اللازمة بشأنها. ودعا الذوادي إلى تضافر الجهود من خلال الجمعيات والمؤسسات والجهات الحكومية في الدول العربية بهدف الوصول إلى مواقف ثابتة بشأن أوضاع حقوق الإنسان، مؤكدا على دور البرلمانات العربية سواء من خلال الاتحاد الدولي للبرلمان أو الاتحاد الآسيوي أو الاتحاد الإفريقي وخاصة الدول العربية المنتمية لهذا الاتحاد ، مشددا على أن ما يمس أي دولة عربية ، يمس جميع الدول العربية دون استثناء. وقال الذوادي "إن أمن الأوطان واستقرارها لا مساومة عليه"، مؤكدا على احترام حقوق الإنسان والحريات وتحسين وضع حقوق الإنسان في جميع البلدان ولا يتأتى ذلك إلا من خلال الاستقرار والأمن للأوطان والأمان للمواطن. وأكد اهتمام جامعة الدول العربية بملف حقوق الإنسان ومن بينها حقوق المرأة والطفل واللاجئين والنازحين وحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها من الحقوق ، مشيرا إلى أن الجامعة أخذت على عاتقها نشر ثقافة حقوق الإنسان وسعت إلى استحداث وإنشاء وتطوير آليات تعمل على تعزيز واحترام وحماية حقوق الإنسان. وأشار إلى أن الجامعة العربية تتعاون على الصعيد الدولي مع العديد من الجهات الدولية في مجال حقوق الإنسان والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي والإتحاد الأوروبي ، موضحا أن هذا التعاون يتخذ أشكالا عديدة منها الندوات وورش العمل بهدف بناء قدرات الجهات الحكومية والمؤسسات الوطنية والمنظمات غير الحكومية العاملة في مجال حقوق الإنسان. ودعا الذوادي إلى ضرورة تفعيل الآليات الإقليمية الخاصة بحقوق الإنسان بما يعزز الأمن القومي العربي الذي أصبح اليوم ضرورة وحتمية أكثر من ذي قبل ، مشيرا إلى أن الاهتمام بحقوق الإنسان بدأ يتطور من خلال اللجان الوطنية المعنية بحقوق الإنسان ، مشددا على ضرورة تزويدها بالخبرات التشريعية القانونية والفكرية والثقافية وأهمية الثقة واحترام التقارير السنوية والدورية التي تصدرها هذه اللجان الوطنية وتقديم الدعم المالي والتقني والفني لها والتجاوب والتفاعل مع مختلف الجهات في الدولة مع الإقرار بأهمية وجود جمعيات للمجتمع المدني في مجتمعاتنا الخليجية والعربية وحاجة تلك الجمعيات إلى الدعم والقدرة على التحرك على المستوى الإقليمي والدولي. ونوه الذوادي بالجهود المقدرة في الدول العربية لتدريس مادة حقوق الإنسان في المدارس الثانوية، داعيا الجامعات العربية وخاصة كليات الحقوق والقانون إلى إيجاد التخصص الدقيق في مجال حقوق الإنسان. ودعا المنابر الدينية من خلال الخطب والمواعظ إلى بيان حقوق الإنسان التي نص عليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة من خلال النصوص وسيرة النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم وصحابته الأطهار والتي تبين الاهتمام بحقوق الفرد والجماعة في العقيدة الإسلامية الغراء.