عاش فى صمت واستشهد أيضًا فى صمت، شهد له أهالى قريته بالطيبة والأخلاق الحميدة، وعرف عنه حب الجميع دون استثناء، كان يتمنى أن يموت شهيدًا ويطالب أمه بهذا الدعاء حتى حقق ما تمناه....إنه الشهيد المجند عبد الرحمن على أحمد عبد الله 21 سنة ابن قرية دار السلام التابعة لمركز طامية بمحافظة الفيوم، والذى استشهد أثناء تأدية الخدمة فى العريش السبت الماضى وتم تشييع جنازته فى قريته بحضور وفد من كتيبته العسكرية. ويقول والد الشهيد وهو «بالمعاش»،حيث كان يعمل خادمًا بمسجد الشيخ شعبان بالقرية، ومازال يعمل به بدون مقابل بعد أن تمسك بوجوده أهالى القرية،إن نجله كان يتسم بالخلق الحسن ومحبوبا من جميع الأهالى القرية، وعقب حصوله على دبلوم المدارس الثانوية الزراعية تقدم للالتحاق بالخدمة العسكرية وقضى مدة التدريب فى بنى يوسف ثم التحق بسلاح المهندسين فى سيناء وتحديدًا فى العريش وقضى من مدة خدمته عاما وشهرين وكان يتبقى له 8 أشهر فقط، ولكن إرادة الله وقضاءه نفذ واستشهد نجلى وتحقق له ما تمنى، وطالب المستشار وائل مكرم محافظ الفيوم باطلاق اسم نجله على إحدى مدارس القرية تكريمًا له. وتضيف أم نجم «والدة الشهيد» أن نجلها كان يطلب منها فى كل إجازة أن تدعو له بالشهادة،وكنت أقول له «متقولش كده يا عبد الرحمن يقولى يا أمى نفسى أموت شهيدا أنا مش احسن من زمايلى اللى ماتوا لو مت شهيدا هادخل الجنة يا أمى ادعيلى»، مشيرة إلى أن آخر مرة شاهدته أثناء إجازته الأخيرة فى 15 أبريل الماضى وفى هذه الأيام وجدته يذهب إلى جميع أشقائه ويقبلهم جميعًا وأبيه وأعمامه وأولاد عمومته وكأنه كان يعلم أنه لن يعود إلينا مرة أخرى، لافتة إلى أن آخر مرة تحدث إليها هاتفيًا الخميس قبل وفاته بيومين، وسألنى «بتعملى ايه قولتله بحضر العشا قال لى بتاكلوا أيه قولتله عاملة محشى ورق عنب ما تيجى تتعشى معانا قالى يا ريت يا أمى بس أنا خلاص مش راجع.