تلاحقهم نظرات الشفقة احيانا والسخرية فى أحيان أخرى اينما مروا فطول قامتهم الذى لا يتعدى 130 سم للذكور، و121 سم للإناث يجعلهم مادة دسمة للسخرية والتهكم بسبب أحجامهم الضئيلة.. وكثيرا ما نراهم على شاشة السينما فى المشاهد الكوميدية، لنكتفى بالضحك عليهم دون معرفة أى شيء عن ظروفهم وحياتهم التى تحمل الكثير من المشكلات والأزمات لسبب ليس له دخل فيه وهو قصور الهرمونات. ووسط عالمهم المغلق حيث يحرص معظمهم على العيش فيه هربا من نظرة المجتمع، يعيش الاقزام قصص حب وزواج ساهمت فى انتزاع بعضهم من عالم الوحدة بكل ما فيه من قسوة وبرود، حيث نسج بعضهم «قصص حب قصيرة جدا» بحسب طولهم ولكنها عظيمة بنبل مشاعرهم واخلاصهم. قصة حب «عصام ونسرين» تعد الاشهر بين الاقزام وبدأت قبل 24 عاما تحكىها لنا نسرين حامد وتقول : مازلت اتذكر برنامج «دنيا الاقزام» الذى كان يذاع على القناة الخامسة بتليفزيون الاسكندرية وكان سببا فى معرفتى بزوجى عصام شحاته الذى يرأس حاليا مجلس ادارة جمعية الأقزام بالاسكندرية، فقد سبقنى عصام وشارك فى الحلقة الاولى من البرنامج بينما شاركت انا فى الحلقة الثانية لتبدأ قصة التعارف بيننا ثم الخطوبة التى استمرت 4 سنوات، وتتابع: اعتبر زوجى هو سندى فطوال 20 عاما من زواجنا الذى اثمر عن ميلاد ابنتنا الوحيدة هبة والتى تدرس بالصف الثانى الثانوى حاليا وطول قامتها طبيعى ولا اتذكر طوال هذه السنوات انه اغضبنى يوما. وتشير نسرين الى ان لها توأم من الاشخاص العاديين وهى الوحيدة فى عائلتها من الاقزام وكذلك كزوجها، فهو الوحيد فى عائلته من الاقزام، لافتة الى انها تعمل حاليا فى مصنع مخصص لانتاج ملابس الاقزام الملحق بالجمعية التابعة لهم بالاسكندرية. اما قصة صباح فتختلف عن نسرين، حيث ارتبطت ب«محمود» منذ 41 عاما وتقول: محمود شخص عادى يبلغ من العمر الآن 41 سنة ويعمل صيادا على باب الله.. وتزوجته بعد قصة حب وخطوبة استمرت 29 يوما فقط.. حيث كان جار شقيقى الذى يقيم بالقاهرة واثمر الزواج عن طفلين هما «السيد» 10 سنوات وطوله عادى و«حنين» 5 سنوات وهى من الاقزام عكس شقيقها وطالبت صباح الحكومة بتوفير مسكن مناسب لهما حيث تقطن فى شقة بالايجار بمنطقة العصافرة، قائلة: احلم بشقة لتوفير قيمة الايجار لنستطيع سداد مصروفات تعليم ابنائنا. أما أحدث عروسين بين الاقزام فهما «جهاد وفؤاد» حيث اتما خطبتهما الاسبوع الماضي، بعد التعارف الذى تم بينهما عن طريق الجمعية قبل عام من الآن ليقررا اكمال حياتهما سويا، وتقول «جهاد»: قد تبدو قصة تعارفى وارتباطى بفؤاد عادية، ولكن هناك اغرب قصة حب بين شخصين من الاقزام ودامت قرابة 25 عاما لانهما لم يتمكنا من اتمام الزواج بسبب رفض والدة الزوج اتمام هذه الزيجة الى ان توفيت ليقوم بالارتباط بمن أحبها، وبعد وصولهما لسن الخمسين. وحول مشكلات الاقزام.. اوضح عصام شحاته، رئيس مجلس ادارة جمعية الاقزام بالاسكندرية والاولى من نوعها فى مصر انهم يواجهون صعوبات كثيرة فى حياتهم فى مقدمتها الحصول على العمل على الرغم من اقرار الدستور لاحقيتهم فى الحصول على العمل ضمن ال5٪ التى حددها القانون كمعاقين، مطالبا الدولة بضرورة تقديم رعاية واهتمام لهم خاصة وان عددهم يتجاوز 70 الف شخص على مستوى الجمهورية، وطالب شحاته الدولة بمساعدتهم على انشاء فروع لجمعية الاقزام فى كل المحافظات، لافتا الى انهم محرومون حتى من استخراج كارنيهات التأهيل المهنى ولا يندرجون تحت مظلة التأمين الصحى كما يعانى الاقزام من عدم وجود فرص عمل تتناسب مع وضعهم كما ان هناك مشكلة اخرى تواجه قصار القامة بسبب القانون حيث يرفض القومسيون الطبى اعطاءهم تصاريح لقيادة السيارات رغم حقهم فى قيادة السيارات كباقى المعاقين كما دعا الى ضرورة الاهتمام بالاطفال قصار القامة وتقديم الرعاية الصحية وكذلك الدعم لاستكمال تعليم الأطفال منهم.