تهميش وإهانة وحق مهضوم.. وحالات: أين حقنا في التوظيف معاناة حقيقية يشهدها الأقزام بالمجتمع المصري، حيث يواجهون تهميشًا ملحوظًا من المجتمع عامة والحكومة بوجه خاص، التي ترفض الاعتراف بهم أسوياء كي يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، فيكونوا مؤهلين للوظائف وغيرها، وترفض الاعتراف بهم أيضًا كمعاقين حتى يتلقون الرعاية التي يستحقونها، ويتم إدراجهم ضمن نسبة ال5%. «البديل» رصدت تلك المعاناة، حيث تقول نيفين عبد الله صالح، من الإسكندرية: أنا وزوجي من الأقزام ورزقني الله بطفلين قزمين أيضًا، ونحن فئة مهمشة لا نحصل على الوظائف الحكومية لأننا قصار القامة، وعندما نطالب بتعيننا كمعاقين أيضًا يتم الرفض بحجة أننا أصحاء، ومن هنا أصبحنا تائهين لا نحصل على عمل ولا نعرف هل نحن أسوياء أم معاقين. وتضيف نيفين: زوجي يعمل بمقهى، ومن كثرة بخار الماء والأدخنة حصلت له مشكلات صحية كبيرة في الرئة، وأصبح الآن طريح الفراش، لا يعمل ولا نجد مصدر رزق آخر حتى نستطيع تكملة الطريق مع أطفالنا، حتى لا نحصل على معاش الضمان الاجتماعي كالمعاقين، وأطالب بتوفير فرصة عمل لي حتى تستقيم الحياة. وتضيف نسرين حامد، مسؤولة المرأة بجمعية رعاية الأقزام، أن هناك مشكلات أساسية تواجه الأقزام، متمثلة في معاملة الأشخاص لنا ونظرتهم إلينا، ونحن بدأنا من خلال جمعيتنا أن نكون يدًا واحدة، ونحاول ان نغير نظرة المجتمع ولا نكترث لها، وأكثر مشكلة تواجه السيدات هي كيفية إثبات وجودها في بيتها، خاصة في فترة الحمل، حتى تتأكد أنه لا فرق بينها وبين السيدة السوية، وهذا ما تعانيه السيدة القزم من «الحماة»، فالحموات يرفضن أن يتزوج أبناؤهن من سيدة قزم، بما فيهن الأمهات لأقزام، رغم أن الابن القزم عندما يتزوج من امرأة قزم يكون زواجًا متكافئًا، وحضرت حالة إلى الجمعية عبارة عن رجل وسيدة قزمين، رفضت والدة الرجل «الحماة» هذه الزيجة حتى وصل عمر الرجل 52 عامًا والفتاه 50 عامًا، وعندما توفت «الحماة» تم الزواج بعد ثلاثة أيام فقط وحاليًا رزقهم الله بطفلين. وبخصوص المعونات الخارجية والتبرعات، قالت نسرين: لا توجد تبرعات، لكن كل إمكانياتنا بالجهود الذاتية، وكل النشاطات من اشتراك الأعضاء، وهذا يجعلنا نقف على أرض صلبة، وناشدنا سابقًا رجال الأعمال بالقنوات الفضائية وصفحات الجرائد، لكن للأسف دون أي استجابة، وربما يرجع السبب إلى الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد. وناشدت نسرين وزير التربية والتعليم أن يعطي تعليماته للمعلين والتلاميذ بمعاملة الطفل القزم على أنه سوي، دون استهزاء أو تقليل من شأنه، حيث يرفض أطفال أقزام كثيرون الذهاب إلى المدرسة لما يلاقونه من معاملة سيئة، وصلت إلى حد منعهم من دخول دورات المياه، فقد قالت مدرسة بإحدى المدارس الابتدائية بحي العجمي، لطفل قزم: «اجلس في المقعد الأخير في الفصل، علشان أنا حامل ومش عاوزة اتوحم عليك»، ويرفض الطفل منذ هذا الموقف الذهاب إلى المدرسة حتى الآن. ويقول عصام شحاتة، رئيس جمعية الأقزام المصرية: تم تأسيس جمعية للأقزام لأول مرة في مصر، بعدما كانوا فئة مهمشة، رغم أن عدد الأقزام بمصر 75 ألفًا، وتم تمثلينا في الدستور، والموافقة على مطالب الأقزام بضمهم إلى المعاقين وأن تصدر لهم شهادات ال5% إعاقة حتى يتمكنوا من الحصول على وظائف حكومية، وقدمنا مذكرة إلى الدكتورة غادة والي لتقر بأن الأقزام معاقون رسميًّا، والحمد الله بدأنا نستخرج شهادة ال5%، ورفعنا مذكرة لرئاسة الجمهورية لحل مشكلاتنا، وسيتم قريبًا تحديد موعد لمقابلة مستشار رئيس الجمهورية. وأضاف شحاتة أن المشكلة تتلخص في عدم وجود وظائف للأقزام، ولذلك نطالب الدولة بتوفير وظائف لنا وتأمين صحي، مضيفًا أن الجمعية حصلت على سبع ماكينات خياطة من إحدى الجمعيات بالإسكندرية، وسيتم تدريب عدد من الأقزام عليها حتى يتم تصنيع ملابس للأقزام وبيعها، ونحقق ربحًا ولو بسيطًا لندفع نفقات مقر الجمعية من إيجار شهرى وفواتير الكهرباء والمياه؛ لأننا لم نحصل بعد على أي تبرعات أو معونات من رجال الأعمال أو الحكومة.