العلاقات بين مصر وفرنسا لم تكن علاقات سياسية فقط ، ولكن ربطت بين البلدين علاقات ثقافية أيضا، وذلك من فترة ما بعد نابليون ، و محمد علي ، فقد تاثر المجتمع المصري بالعديد من الثقافات الفرنسية واستخلص منها ما يناسب عاداته. واستمرت تلك العلاقة في التبلور عبر العصور إلى أن أصبح في كل البلدين مركز ثقافي يعبر عن ثقافة كل دولة منهم على أرض الأخرى، واستمرارا لذلك التواصل المجتمعي والسياسي والثقافي، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره الفرنسي " فرنسوا أولاند " لبحث سبل التعاون بين البلدين. وعن العلاقات الثقافية بين مصر وفرنسا قال عميد الأدب العربي طه حسين : الطريق الذي رغم عنفه قد أيقظ مصر وكان بداية دخولها العصر الحديث بعد ثلاثة قرون من الظلام الذي فرضه عليها حكم المماليك والأتراك. واعتبر الفترة التي قضاها الفرنسيون في مصر لم تكن مجرد فترة احتلال عسكري وإنما كانت تتميز بخصوبة رائعة بالنسبة للعلم والعقل. ولأن تلك العلاقة ذات طابع مختلف بين البلدين ، نجد أن الثقافة الفرنسية لعبت دور كبير في الحياة الثقافية المصرية و تعتبر فرنسا من الدول الحاضرة بشكل فعال في تلك الحياة وهو ما أكده المؤرخ د. محمد عفيفي في تصريح خاص ل بوابة أخبار اليوم . قال المؤرخ د. محمد عفيفي أن العلاقات التاريخية بين مصر وفرنسا علاقات وثيقة وهذا يرجع لأكثر من سبب ففي فترة احتلال فرنسا لمصر والتي كانت قصيرة جدا " فترة الحملة الفرنسية " التي استمرت ثلاث سنوات فقط، وبالتالي صورة فرنسا ارتبطت بالثقافة والفنون وليس الاستعمار على عكس الجزائر والمغرب. وأضاف عفيفي أن "العلاقات الثقافية فُعلت ببعثات الترجمة التي أرسلها " محمد علي " لفرنسا والتي رجعت وساهمت في تأسيس الدولة الحديثة في مصر والنموذج الأمثل في ذلك هو " رفاعة الطهطاوي"، حيث سافر لفرنسا ليئُم الطلبة هناك حتى لا يخرجوا عن الدين وتعلم اللغة الفرنسية، ثم قدم أهم الكتب عن فرنسا"تخليص الإبريز في تلخيص باريز"، ووصف فيه تطور باريس في فترة مهمة. كما انتشرت اللغة الفرنسية في مصر حتى تحت الاحتلال البريطاني فكانت اللغة الأجنبية الأولى حينذاك ، وتعمد زعماء مصر " سعد زغلول و مصطفى كامل و محمد فريد أن يتحدثون الفرنسية " ليتحدوا بذلك الاحتلال البريطاني. وأشار عفيفي إلى التعاون بين فرنسا ومصر في مجال الآثار، فالحملة الفرنسية رغم أنها احتلال استعماري لكنها كانت بدايات تعاون في مجال علم المصريات بين مصر وفرنسا مما أثمر اكتشاف حجر رشيد ومن ثم اهتمام فرنسي كبير بعلم المصريات.