حال المسلمين لا يسر منذ القرن السادس الهجرى 1380 ميلادى حكمت جنوب الفليبين ممالك اسلامية بعد ان دخل اليها الاسلام من خلال التجارة والدعاة العرب والماليزيين والاندونيسيين. لم يكن الجنوب جزءا من الفليبين بل ممالك اسلامية مستقلة وكان يطلق على المنطقة عذراء ماليزيا اما العاصمة فكانت امان الله وفيما بعد تم تحريف الاسم ليصبح مانيلا.بقى الاسلام مزدهرا لثلاثة قرون حتى جاء الاستعمار الصليبى الاسبانى وقام بتنصير الشمال الوثنى واطلق اسم الفليبين على المنطقة نسبة الى اسم ملكهم فيليب.ظلت الممالك الاسلامية فى الجنوب مستقلة بعد ان قاومت بشراسة الاحتلال الاسبانى حتى ان احد ملوك المسلمين قتل المستكشف الغازى البرتغالى ماجيلان الذى جاء على رأس عدد من السفن البرتغالية والاسبانية لتنصير سكان المنطقة. استمر الاستعمار الاسبانى 4 قرون وانسحبت اسبانيا من الفليبين فى 1898 بعد هزيمة اسطولها على يد الاسطول الامريكى.وباعت لامريكا الفليبين بعد ان ضمت للصفقة الممالك الاسلامية الجنوبية المستقلة بمبلغ 5 مليون دولار . قاوم المسلمون فى الجنوب الاحتلال الامريكى حتى غزت اليابان الفليبين فى1941واحتلت الجنوب وسط مقاومة مستمرة من المسلمين الذين قاتلوا بجانب الامريكيين الاحتلال اليابانى على امل ان تمنحهم امريكا الاستقلال وانهزمت البابان فى1945الا ان امريكاضمت الجنوب المسلم للفليبين قبل ان تمنحها الاستقلال فى1946. ساعدت الحكومة الامريكية حكومة الفليبين الكاثوليكية على تغيير ديموجرافية الجنوب وارسلت مئات الالاف من الكاثوليك الى الجنوب ليستوطنوا المنطقة ويستولوا على اراضى المسلمين الخصبة ،وجرى تهميش المسلمين الذين تقلص عددهم من80%من سكان مينداناو الى 38%. وفى مواجهة منظمات ارهابية انشأها الدكتاتور ماركوس لطرد وقتل واغتصاب اراضى المسلمين مثل منظمة الاخطابوط والفئران اللتان قامتا بقتل النخبة المسلمة واصحاب الفكر والرأى وقتل جماعى للعائلات المسلمة ومهاجمة القرى وقتل من فيها وحرق المساجد والمدارس الاسلامية والمنازل وبعد مجزرة بشعة ضد المسلمين تم انشاء جبهة تحرير مورو الاسلامية بزعامة هاشم سالامات ونور ميسوارى فى 1971. قادت الجبهة النضال من اجل الاستقلال وعندما فشلت الحكومة الفليبينية فى هزيمتها اجرت مفاوضات مع الجبهة بوساطة ليبية وتم فى1976 التوصل لاتفاق طرابلس للحكم الذاتى للمسلمين الا ان الدكتاتور ماركوس لم ينفذ بند من الاتفاق واخذ يماطل فأستأنفت الجبهةكفاحها المسلح . فى 1977انشقت الجبهة بعد اختلاف الرؤى بين الزعيمين سالامات وميسوارى الذى كان يحبذ اسلوب المفاوضات بينما سالامات يؤيد الجهاد للوصول الى دولة اسلامية مستقلة فى الجنوب.مرة اخرى وبوساطة ماليزية واندونيسية تم التوصل لاتفاق جديد للحكم الذاتى فى1996 وانشاءمجلس للسلام والتنميةلمدة 3 سنوات واجراء استفتاء شعبى فى المقاطعات الاسلامية حول الحكم الذاتى الاسلامى ودمج الملشيات المقاتلة للجبش الفليبينى الا ان الكاثوليك فى الجنوب اعترضوا وحكمت المحكمة العليا بعدم دستورية الاتفاق . هكذا فشل المسلمون فى الجنوب التى تشكل مساحته 36 %من مساحة الفلبين ويوفر 70% من محاصيل البلاد،فى تحقيق حلم انشاء دولة بنجسامورو او حتى الحكم الذاتى والذى دفع المسلمونالذين يشكلون 12% من السكان ثمنا باهظا من اجله.. قتل مائة الف مسلم تشريد مليونى مسلم لا يزال 120 الف يعيشون فى مراكز ايواء وهجرة 200 الف الى ماليزيا واغتصاب مليون هكتار من اراضى المسلمين وحرق البيوت والمدارس وجوامع المسلمين. قبل ايام قليلة فر 45 الف من المسلمين بعد استئناف القتال بينالقوات الحكومية وحركة تحرير بنجسامورو الاسلامية وما زال القتال مستمرا .