أكد د. نعيم مصيلحي، رئيس مركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أهمية بحوث الصحراء حيث إنها تؤدي إلى تحقيق التنمية المستدامة من خلال التطبيق العلمي للدراسات والبحوث التي تجري في المناطق الصحراوية. وأشار إلى إعطاء الأولوية لمشروعات الحفاظ علي المياه وترشيد استهلاكها والاستغلال الأمثل لها خاصة في المناطق الصحراوية، نظرًا للاحتياج الشديد لمثل هذا النوع من المشروعات بهدف تحسين الإنتاجية ورفع مستوى المعيشة. كما أكد أن مشروع المليون ونصف المليون فدان يستهدف إحداث نقلة في جغرافية السكان والخروج بها من الوادي الضيق إلى الأراضي الجديدة في مختلف مناطق المشروع من خلال إنشاء مجتمع عمراني، لافتًا إلى أن شركة الريف المصري الجديد ستقوم بإدارة المشروع للتأكد من تطبيق المعايير التي وضعتها الحكومة لضمان كفاءة استخدام الموارد المائية والأرضية. وأشار إلى أن مركز بحوث الصحراء يساهم في المشروع من خلال إعداد نماذج تجذب المواطن وتقدم التجارب الناجحة التي تساعد في أعمال التوطين وتنشر ثقافة عدم التعدي علي الأراضي الزراعية، موضحا أن المركز ساهم في دعم المشروع من خلال دراسات أرضية ومائية في جميع المناطق الصحراوية للمشروع. متى توليت رئاسة مركز بحوث الصحراء وما هي طبيعة عمله؟ صدر لي قرار بتولي رئاسة المركز في شهر أغسطس العام الماضي، أما عن الدور الأساسي للمركز فهو إجراء الدراسات واستكشاف الموارد الطبيعية في الصحاري المصرية، بالإضافة إلي دراسات الموارد المائية وخاصة المياه الجوفية في المناطق الصحراوية، وتقييم نوعيات الأراضي والدراسات الخاصة بالزراعة الجافة والعضوية والنباتات الطبية والعطرية، كما يتم إجراء دراسات عن كيفية مكافحة التصحر وفقا لاتفاقيات الأممالمتحدة، فضلا عن إجراء الدراسات الخاصة بتنمية الثروة الحيوانية في المناطق الصحراوية وإجراء الدراسات علي الموارد البشرية من النواحي الاقتصادية والاجتماعية. ١١٠٠ باحث كم عدد الباحثين في المركز؟ قوة المركز حوالي 3 آلاف فرد بينهم 1100 باحث منتشرين في 11 محطة بحثية في المناطق الصحراوية بعدد من المحافظات مثل الوادي الجديد، والبحر الأحمر، وشمال سيناء، وجنوب سيناء، ومرسي مطروح، والإسكندرية، وسيوة، وحلايب وشلاتين. هل هناك وسائل أمان يتم توفيرها للباحثين في الأماكن التي يعملون بها؟ نحن دائمًا على اتصال بجهاز الخدمة الوطنية بالتنسيق مع الجهات الأمنية ومدركون تماما لكيفية التحرك في الصحراء، بالإضافة إلى أن الباحثين اعتادوا على العمل تحت الضغوط وفي مثل هذه الأمور، ولنا محطات بحثية في الأماكن التي تحدث بها العمليات الإرهابية إلا أننا نوفر لهم سبل الراحة بقدر الإمكانيات وفي حدود ما يتوفر لنا. ما الأفكار التي ترغب في تنفيذها على أرض الواقع؟ مصر تمتلك موارد أرضية شاسعة ويلزم قبل البدء في تنفيذ أي خطوة الاعتماد علي قواعد بيانات علمية دقيقة من أجل الاستثمارات التي ننوي تنفيذها بما يضمن استمرارية هذه الاستثمارات، وعلي سبيل المثال اكتشاف موارد المياه الجوفية، وهل هي صالحة؟ أو غير صالحة؟ ونوع المياه الجوفية والجودة لها؟، وعلى حسب الإجابة ودرجة الجودة لابد من تجهيز البدائل التي تناسب النتائج، فلو الجودة متوسطة فيكون ما يناسبها هو عمل معين، ولو سيئة يكون البديل هو عمل آخر وهكذا، وكيف يمكن استخدام الطاقات المتجددة والجديدة في الاستثمار كأن نقوم بتحلية مياه البحر، وأيضاً عمل تركيب محصولي لابد أن يتناسب مع مصدر المياه الجوفية، كما أنه لابد من ربط ذلك باحتياجات الدولة ولابد أن يتم التركيز علي المحاصيل الإستراتيجية، وكل محصول له البيئة المناسبة وهذا لن يتحقق إلّا من خلال قواعد بيانات علمية ودقيقة يتم تحديثها باستمرار وتحليل البيانات بواسطة علماء متخصصين في هذا المجال وكل هذا متوفر في مركز بحوث الصحراء، وإن كان ينقصنا أو تواجهنا بعض المعوقات أو التحديات. مشروع 1.5 مليون فدان كيف ساهم المركز في مشروع ال 1.5 مليون فدان؟ المركز يساهم في المشروع من خلال إعداد نماذج تجذب المواطن المصري إلي مناطق المشروع وتكون أحد التجارب الناجحة التي تساعد في أعمال التوطين وتنشر ثقافة عدم التعدي على الأراضي الزراعية من خلال إعداد دراسات أرضية ومائية في جميع المناطق الصحراوية لمشروع المليون ونصف المليون فدان. ماذا ترى بخصوص المياه الخاصة بالمشروع؟ يجب أن نقيم المياه في الصحراء ونرشد الاستهلاك فيها وأن نعيد إحياء المشاريع القومية السابقة التي صرف عليها بنية تحتية، كترعة السلام التي من المستهدف زراعة 600 ألف فدان حولها كاملة البنية الأساسية، والأزمة في ترعة السلام هي تلوث المياه بالصرف الصحي والزراعي بنسبة عالية وهي مشكلة ليست صعبة ويمكن علاجها من خلال منع خلط المياه بالصرف الصحي القادم من الدلتا، كما لدينا مشروع توشكي الذي صرف عليه 9 مليارات جنيه يجب استغلاله وامتداد مشروع ترعة الحمام وزمامها أكثر من نصف مليون فدان. أمطار مطروح ما أهم أعمال المركز التي يتم التركيز عليها حاليا؟ يجرى حاليا تنفيذ الأعمال البحثية والدراسات والبحوث التطبيقية وأعمال التنمية الزراعية علي الأمطار في محافظة مطروح، لأن هذه المنطقة تعتمد أساسًا علي السقوط المطري المتغير والمتذبذب بمتوسط الهطول المطري هو 140 ملي متر في العام لمدة 10 سنوات، وهو ما تجاوزته المنطقة حاليًا، حيث إنه لأول مرة منذ 25 عامًا تتضاعف معدلات سقوط الأمطار لتصل إلى 500 مم سنة، مقارنة بمواسم الجفاف السابقة والتي لم يتعد متوسط سقوط الأمطار بها 140 مم سنة، الأمر الذي تسبب في تضاعف المساحة المزروعة بالشعير والقمح في منطقة الحلبة من 100 ألف فدان إلى 200 ألف فدان، وبالتالي فإنه من المتوقع تضاعف إنتاجية كل إردب تقاوي يتم نثرها على الأمطار تنتج حوالي 35 إلى 40 إردبًا من الشعير أو القمح. التطبيقات الزراعية كما تم تنفيذ العديد من التطبيقات الزراعية والبحثية والهيدرولوجية لوادي الخروبة ليصبح نموذجا لاستصلاح الوديان الأخرى، وتم استصلاح المنطقة في عامين فقط فضلاً عن إنشاء 40 سدا أسمنتيا يسمح بتخزين حوالي 25 ألف متر مكعب من مياه الأمطار بقاع التربة، حيث تم خلال العام الأول استصلاح الكيلو الأول بمساحة 15 فدانا وزراعة البطيخ البعلي باعتباره أحد المحاصيل المربحة على المدى القصير، فضلاً عن 17 فدانًا تم استصلاحها في العام الثاني وزراعتها بشتلات تين سلطاني وأنواع مختلفة من الزيتون، وتم بناء خزان لتجميع الأمطار بسعة 200 متر مكعب وتركيب شبكة ري تنقيط في الحوشة الأولي للاستفادة منه كري تكميلي لأشجار التين والزيتون، وهناك اتفاقية دولية سيوقعها الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزيرة التعاون الدولي لإنشاء وتنمية 5 كيلو مترات من الوديان بصحراء مطروح، حيث إن مطروح بها نحو 218 واديا قابلا للاستصلاح والزراعة عن طريق إنشاء سدود و19 ألف خزان للاستفادة من الأمطار. ما مصادر تمويل هذه المشروعات؟ تم الحصول علي 3 مشروعات بمنح ايطالية ينفذها مركز بحوث الصحراء خلال العام الحالي، بتنمية 11 كم داخل بطون الوديان عن طريق إنشاء السدود الأسمنتية والحجرية لتنظيم سريان ونشر مياه السيول داخل الوادي، وتم استصلاح إجمالي مساحة 350 فدانا تعتبر إضافة جديدة لأهالي مطروح مما يساعدهم علي الاستقرار والإنتاج، وتم إنشاء خزانات لحصاد مياه الأمطار بعدد 450 بئرا وخزانا لتخزين الأمطار للاستخدام المنزلي والشرب وسقاية الحيوانات والري التكميلي، مشيرًا إلى أن محافظة مطروح ساهمت بإنشاء 300 خزان لحصاد مياه الأمطار لهذا الموسم، حيث نفذها مركز بحوث الصحراء ومركز التنمية المستدامة بمطروح بسعة تخزين حوالي 112 ألفا و500م، ولذلك تم استنباط أصناف حديثة تتأقلم مع ظروف الزراعة على الأمطار يتم مد المحافظة بها من القمح والشعير، فضلا عن العمل على تحسين الممارسات الزراعية للتين والزيتون وإدخال زراعات حديثة للتشجيرات الرعوية والعلفية.