وقع 11 عضوًا من الكونجرس الأمريكي على وثيقة، طالبوا فيها البيت الأبيض بتجميد المساعدات العسكرية الأمريكية الممنوحة لإسرائيل. وقال أعضاء الكونجرس فى وثيقتهم، إن حصول إسرائيل على المساعدات كان مرهوناً بالتزام جيشها بحقوق الإنسان، لكنه خرق هذه الحقوق، حينما قتل جنوده مدنيين فلسطينيين دون خضوعهم للمحاكمة. وفي تعليقها على هذا التطور، استهلت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها حول تلك الإشكالية بالقول: «المطالبة بخضوع إسرائيل للتحقيقات جاءت من المكان غير المناسب»، وذلك في إشارة واضحة إلى أن صدور الوثيقة من أعضاء في الكونجرس الأمريكى المعروف بانتمائه لإسرائيل، تعد تطورًا خطيرًا بالنسبة للدولة العبرية. ورغم أن البيت الأبيض تلقى تلك الوثيقة في 17 فبراير الماضي، لكن لم يُكشف عنها النقاب إلا من خلال موقع «بوليتيكو» الأمريكي، الذى رأى في تعقيبه التحليلي على هذا الخبر، أن تسريب تلك الوثيقة بعد ما يربو على الشهر ونصف الشهر، يرتبط بحادث إطلاق الجيش الإسرائيلي النار فى الخليل على شاب فلسطيني مدني، بالإضافة إلى مقتل الشاب الفلسطيني فادى علون في القدسالمحتلة أكتوبر الماضي، والطفلة الفلسطينية، التي أطلقت الشرطة الإسرائيلية النار عليها عند حاجز أمني بمدينة الخليل. كما تضمنت، الوثيقة عدة تقارير تتحدث عن عمليات قمع وتعذيب، قام بها جنود الجيش الإسرائيلى ضد شباب فلسطينيين فى القدس. قالت الصحيفة العبرية، إن أعضاء الكونجرس الموقعين على الوثيقة، ينتمون إلى الحزب الديمقراطي الأمريكي، وجاء في طليعتهم السيناتور «باتريك ليهي»، وأنهم توجهوا بالخطاب الذى يدور عنه إلى وزير الخارجية جون كيري، وطالبوا فيه بالتحقيق مع إسرائيل على خلفية تلك الجرائم. بينما لم يصدر رد رسمي من الولاياتالمتحدة على تلك الوثيقة، فيما علق رئيس الوزراء الإسرائيلى عليها، زاعمًا أن انتهاكات الجيش الإسرائيلى بحق المدنيين في الأراضي المحتلة لا تعد خرقًا لقوانين حقوق الإنسان، و«أن ما يقوم به الجيش والشرطة في إسرائيل يعد دفاعًا عن النفس». من جانبه بعث رئيس حزب «هناك مستقبل» الإسرائيلي، عضو الكنيست يائير لابيد خطابًا عاجلاً إلى زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي «هاري ريد»، طالبه فيه بإصدار بيان ضد ما وصفه ب«المزاعم الملفقة»، التي قدمها السيناتورات الديمقراطيين ال11 ضد إسرائيل، وجاء في نص رسالة البرلماني الإسرائيلي: «حينما تعيش إسرائيل تحت هجوم، نحن نتطلع من أصدقائنا الوقوف إلى جوارنا، إنه من دواعي أسفنا أن نشاهد أعضاء في الكونجرس وهم يهددون أمن إسرائيل القومي». وفي الوثيقة التى يدور الحديث عنها، دعا الموقعون عليها منظومة مراقبة المساعدات العسكرية لإسرائيل إلى الوقوف على خروقات أجهزة الأمن الإسرائيلية لحقوق الإنسان، وألمح تقرير الصحيفة العبرية إلى أن الهجوم الأمريكى الراهن على إسرائيل في تلك الزاوية لم يكن الأول من نوعه، وإنما سبقته محاولات عديدة لمحاكمة إسرائيل.