سلطان عمان يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة ذكرى السادس من أكتوبر    رئيس جامعة المنيا يهنئ السيسي بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة    ننشر عناوين مقرات توقيع الكشف الطبي على المرشحين لمجلس النواب في الإسكندرية (تعرف عليها)    رئيس الوزراء يترأس اجتماع اللجنة الرئيسية لتقنين أوضاع الكنائس والمباني الخدمية التابعة لها    اتحاد الشركات المصرية يسعى لإزالة العقبات التنظيمية والإجرائية أمام انتشار التأمين    اجتماع لمتابعة إرتفاع منسوب مياه النيل بالأقصر وإخطار واضعي اليد على جزر طرح النهر    عيار 21 بالمصنعية الآن.. سعر الذهب اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025 في الصاغة بعد آخر ارتفاع    مباحثات مصرية - سعودية لتعزيز التعاون في مجالات أسواق المال    البورصة المصرية تربح 23.4 مليار جنيه في ختام تعاملات الأحد    إزالة 50 حالة تعدٍّ واسترداد 760 فدان أملاك دولة ضمن المرحلة الثالثة من الموجة ال27    تعليق مفاجئ من الجيش اللبناني بعد تسليم فضل شاكر لنفسه    وزير الخارجية الأمريكي: حماس وافقت من حيث المبدأ على ما سيحدث بعد الحرب    هل نحن أمة تستحق البقاء؟! (2)    زنزانة "موبوءة بالحشرات".. كيف تعاملت إسرائيل مع الناشطة جريتا ثونبرج بعد احتجازها؟    حماس: توسع الاستيطان الإسرائيلي بالضفة فصل عنصري لتهجير الفلسطينيين    بسبب "اللعب النظيف"، حدث استثنائي ينتظر منتخب مصر في مونديال الشباب    تعرضنا للظلم.. رضا شحاتة يهاجم حكم مباراة الأهلي وكهرباء الإسماعيلية    منتخب السعودية في اختبار صعب، هل ينجح الأخضر في تجاوز أزمة غياب اللاعبين المحليين؟    مبابي ينضم إلى معسكر منتخب فرنسا رغم الإصابة مع ريال مدريد    أشرف بن شرقي يتواجد في قائمة منتخب المغرب المحليين    الدوري الإنجليزي.. تعرف على تشكيل فريق أستون فيلا وبيرنلي    «بس ماترجعوش تزعلوا».. شوبير يعتذر ل عمرو زكي    محمد الغزاوي.. نموذج إداري هادئ يعود للمنافسة في انتخابات الأهلي المقبلة    فران يشعل النار في عمه بالمنوفية    ضبط تشكيل عصابي يضم أجانب بالمنوفية لتصنيع وتهريب مخدر الآيس    «اطلع على كراسات الطلاب وفتح حوارا عن البكالوريا».. وزير التعليم يفتتح منشآت تربوية جديدة في الإسكندرية (صور)    شهيد لقمة العيش.. وفاة شاب من كفر الشيخ إثر حادث سير بالكويت (صورة)    رسميا.. انطلاق إذاعة «دراما إف إم» غداً    مهرجان الإسكندرية السينمائي ينظم ندوة تكريمية للمخرج هاني لاشين    في ذكرى نصر أكتوبر.. افتتاح الدورة الأولى لمعرض الزمالك للكتاب غدا    عمرو سعد في ألمانيا استعدادا لفيلم جديد    سر إعلان أسرة عبد الحليم حافظ فرض رسوم على زيارة منزل الراحل    موعد أول يوم في شهر رمضان 2026... ترقب واسع والرؤية الشرعية هي الفيصل    طب أسيوط تجري المقابلات الشخصية للمتقدمين لدبلومة تقنيات الإخصاب المساعد    وزير الصحة: تم تدريب 21 ألف كادر طبي على مفاهيم سلامة المرضى    «حزن وإحباط وتغير في الشهية».. نصائح مهمة لتجنب اكتئاب فصل الخريف    القاهرة تعوّل على اجتماع الإثنين لتنفيذ خطة ترامب وإنهاء الحرب في غزة    مرسوم جديد من «الشرع» في سوريا يلغي عطلة حرب 6 أكتوبر من الإجازات الرسمية    هل قصّ الأظافر ينقض الوضوء؟.. أمين الفتوى يوضح الحكم الشرعي    الأوقاف تعقد 673 مجلسا فقهيا حول أحكام التعدي اللفظي والبدني والتحرش    اللجنة المصرية بغزة: المخيم التاسع لإيواء النازحين يعد الأكبر على مستوى القطاع    مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة الشرقية    سوريا تنتخب أول برلمان بعد بشار الأسد في تصويت غير مباشر    فاتن حمامة تهتم بالصورة وسعاد حسني بالتعبير.. سامح سليم يكشف سر النجمات أمام الكاميرا    ماجد الكدواني يحتفل بعرض «فيها إيه يعني» في السعودية    «السبكي» يلتقي رئيس مجلس أمناء مؤسسة «حماة الأرض» لبحث أوجه التعاون    جولة ميدانية لمحافظ أسوان لمتابعة جودة اللحوم.. وننشر أسعار اللحوم اليوم الأحد    تركت رسالة وانتحرت.. التصريح بدفن عروس أنهت حياتها بالفيوم    تاجيل طعن إبراهيم سعيد لجلسة 19 أكتوبر    الداخلية: ضبط آلاف القضايا في حملات أمنية مكبرة خلال 24 ساعة    رئيس مجلس الأعمال المصرى الكندى يلتقى بالوفد السودانى لبحث فرص الاستثمار    «تعليم القاهرة» تهنئ المعلمين في اليوم العالمى للمعلم    عودة إصدار مجلة القصر لكلية طب قصر العيني    اليوم.. محاكمة 5 متهمين في قضية «خلية النزهة الإرهابية» أمام جنايات أمن الدولة    السيسي يضع إكليل الزهور على قبري ناصر والسادات    اعرف مواقيت الصلاة اليوم الأحد 5-10-2025 في بني سويف    أذكار النوم اليومية: كيف تحمي المسلم وتمنحه السكينة النفسية والجسدية    أبواب جديدة ستفتح لك.. حظ برج الدلو اليوم 5 أكتوبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بدء أعمال المسح الراداري الرقمي لمقبرة الملك توت عنخ أمون
قصة اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون ..
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 30 - 03 - 2016

تبدأ أعمال المسح الراداري الرقمي بمقبرة الملك توت عنخ آمون في الخامسة من مساء الخميس 31 مارس بعد الانتهاء من مواعيد الزيارة الرسمية لمنطقة وادي الملوك الأثرية.
يأتي ذلك في إطار أعمال البحث والاستكشاف التي تتم داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون.
وسيلتقي وزير الآثار د.خالد العناني بالصحفيين ومراسلي القنوات المحلية والعالمية ومحطات التليفزيون في حوار مفتوح أمام المقبرة في الثانية ظهر الجمعة 1 إبريل لإطلاع الرأي العام في الداخل والخارج على الأعمال التي تمت بالمقبرة منذ بدء العمل وحتى الانتهاء من أعمال المسح الراداري الرقمي.
وأوضح خالد العناني ، أنه سيتم استكمال خطوات العمل بمشروع البحث والاستكشاف داخل مقبرة الفرعون الذهبي، باعتباره أحد أهم المشروعات المطروحة حالياً والتي تجذب أنظار العالم أجمع كونه قد يزيح الستار عن مقبرة أثرية جديدة لم يتم الكشف عنها من قبل.
يشارك العناني ، ووزير الآثار السابق د.ممدوح الدماطي ، والعالم البريطاني نيكولاس ريفيز، وذلك بمناسبة مرور 199 يوماً على انطلاق عمل ومهمة "نيكولاس ريفز"، في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر من العام الماضي، وبعد أن كشف صحة نظريته التي أكد فيها وجود مقبرة الملكة الشهيرة "نفرتيتي" وراء جدران مقبرة "توت عنخ آمون"، والتي لم يعثر حتى الآن على مقبرتها، والتي كانت أشهر الملكات في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
يجدر الإشارة إلى "نفرتيتي" كانت زوجة الفرعون "إخناتون" المعروف بفرعون التوحيد.
اشترك مع العالم البريطانى ووزير الآثار فى إثبات النظرية داخل المقبرة، عدد كبير من خبراء وزارة الدولة لشئون الآثار، وعلى رأسهم الوزير السابق الدكتور ممدوح الدماطى وكل من الدكتور مصطفى وزيرى مدير آثار الأقصر، وسلطان عيد مدير عام آثار الأقصر ومصر العليا، وعلماء وخبراء آثار من الخارج، والعالم اليابانى "واتانابى" المتخصص فى شئون المسح الرادارى للمناطق الأثرية التاريخية للكشف عن كل ما هو جديد بعلم الآثار العالمى.
وحول تلك المهمة الشاقة يقول عالم المصريات البريطانى "نيكولاس ريفز"، أنه بنى فى نظريته أنه يوجد مدخلين وراء جدران مقبرة توت عنخ آمون الواقعة فى وادى الملوك التى تضم مومياوات غالبية ملوك الأسرة ال18 "1550- 1292 قبل الميلاد" والأسرة ال19 "1292- 1186 قبل الميلاد" ، ففي الجهة الشمالية من المقبرة، يقع مدخل قد يوصل إلى مقبرة نفرتيتي التي ماتت قبل وفاة الفرعون الصغير بعشر سنوات، موضحاً أنه من عشاق الحضارة المصرية القديمة، ويقوم بعمل زيارة واستكشافات عديدة على مر السنين بمصر، وتلك النظرية الحديثة هي خيط هام جداً في الحضارة المصرية، ولو نجحت سيحقق نجاحاً بالغاً في علم الحفريات والمصريات.
وأوضح عالم المصريات البريطاني، أنه يعتقد تماماً أنه قد تكون مقبرة "توت عنخ آمون" ما هي إلا قبر صغير في مقبرة "نفرتيتي" لأنه توفى في سن مبكرة ولم يكن قد شيدت مقبرة له بعد، وقد توفى توت عنخ آمون عن 19 عاما في العام 1324 قبل الميلاد بعد حكم قصير من تسع سنوات.
ومن جانبه كشف الدكتور مصطفى وزيري مدير آثار مصر العليا، أن أعمال المسح الراداري لمقبرة توت عنخ آمون، كشفت عن وجود كشف آثري ضخم خلف حائط المقبرة، وهو ما سيكون أكبر اكتشاف علمي بالقرن، وسيكون مفاجأة للعالم أجمع، مؤكداً أن الحضارة الفرعونية متجددة دائماً وكل يوم يخرج الجديد من التاريخ الفرعونى القديم ليكشف عبقرية الأجداد القدماء المصريون، مؤكداً أن النظرية الخاصة بالعالم البريطانى قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة، وواجب وزارة الدولة لشئون الآثار أن ترعى أية محاولات للكشف عن أى جديد فى علم الآثار المصرى.
وأضاف وزيرى فى تصريحات خاصة أن عملية الاكتشاف تعتبر حدثاً ضخماً للمحافظة أياً كانت النتائج سواء أكانت متعلقة بالملكة نفرتيتى أو غيرها، داعيا مختلف شعوب العالم إلى متابعة ما سيخرج به فريق العمل من النتائج لحظة بلحظة فى رحلة خاصة تبحث عن المزيد من أسرار أجدادنا القدماء كما تحاول الكشف عن حلقة جديدة فى سجل العبقرية المصرية القديمة.
قصة اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون
تم اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي "توت عنخ آمون" في الرابع من نوفمبر عام 1922، من قبل عالم الآثار البريطاني والمتخصص في تاريخ مصر القديمة "هوارد كارتر"، عندما كان يقوم بحفريات عند مدخل النفق المؤدي إلى قبر الملك رمسيس الرابع في وادي الملوك، فلاحظ وجود قبو كبير واستمر بالتنقيب الدقيق إلى أن دخل إلى الغرفة التي تضم ضريح توت عنخ أمون، وكانت على جدران الغرفة التي تحوي الضريح رسوم رائعة تحكي على شكل صور قصة رحيل توت عنخ أمون إلى عالم الأموات، وقد أحدث هذا الاكتشاف ضجة إعلامية واسعة النطاق في العالم، نظراً للتوصل إلى مومياء الفرعون الصغير كاملة المحتويات، وبكامل زينتها من قلائد وخواتم والتاج والعصي وكلها من الذهب الخالص والأبنوس. وفي السادس عشر من فبراير عام 1923 كان العالم البريطاني هوارد كارتر أول إنسان منذ أكثر من 3000 سنة يطأ قدمه ارض الغرفة التي تحوي تابوت توت عنخ أمون.
لاحظ كارتر وجود صندوق خشبي ذات نقوش مطعمة بالذهب في وسط الغرفة وعندما قام برفع الصندوق لاحظ أن الصندوق كان يغطي صندوقاً ثانياً مزخرفاً بنقوش مطعمة بالذهب، وعندما رفع الصندوق الثاني لاحظ أنه يغطي صندوقاً ثالثاً مطعماً بالذهب، وعند رفع الصندوق الثالث وصل العالم البريطاني إلى التابوت الحجري الذي كان مغطى بطبقة سميكة من الحجر المنحوت على شكل تمثال لتوت عنخ أمون، وعند رفعه لهذا الغطاء الحجري وصل إلى التابوت الذهبي الرئيسي الذي كان على هيئة تمثال لتوت عنخ أمون وكان هذا التابوت الذهبي يغطي تابوتين ذهبيين آخرين على هيئة تماثيل للفرعون الشاب.
اضطر العالم البريطاني مكتشف مقبرة الفرعون الذهبي إلى قطع ثلاثة توابيت ذهبية لكي يصل إلى مومياء توت عنخ أمون، غير أنه لاقى صعوبة في رفع الكفن الذهبي الثالث الذي كان يغطى مومياء توت عنخ أمون عن المومياء ففكر كارتر أن تعريض الكفن إلى حرارة شمس صيف مصر اللاهبة ستكون كفيلة بفصل الكفن الذهبي عن المومياء، ولكن محاولاته فشلت واضطر في الأخير إلى قطع الكفن الذهبي إلى نصفين ليصل إلى المومياء الذي كان ملفوفاً بطبقات من الحرير، وبعد إزالة الكفن المصنوع من القماش وجد مومياء توت عنخ أمون بكامل زينته من قلائد وخواتم والتاج والعصي وكانت كلها من الذهب الخالص، ولتخليص هذه التحف والمجوهرات من رفات الفرعون الذهبي اُضطر فريق التنقيب إلى فصل الجمجمة والعظام الرئيسية من مفاصلها، مستخدمين النصال والأسلاك لتخليص القناع الذهبي والذي كان مصهوراً على وجه الفتى الذهبي "توت عنخ آمون" خلال عملية التحنيط. وبعد إزالة الحلي أعاد الفريق تركيب الهيكل العظمي للمومياء ووضعوه في تابوت خشبي في عام 1926 حيث تم إخراجه ثلاث مرات فقط لإجراء مسوحات بأشعة اكس في السنوات اللاحقة.
توت عنخ آمون هو أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة واتخذ من"طيبة" عاصمة للبلاد ، حكم البلاد لمدة عشر سنوات تقريبا حتى مات في حوالي عام 1250 قبل الميلاد.
السبب فى شهرته" اكتشاف مقبرته كاملة عام 1922 فى "وادى الملوك" بالبر الغربى للأقصر، تلك المقبرة التى حوت روائع فنية وكنوزا أثرية ليس لها مثيل، والتى تدل على ما وصلت إليه الفنون المصرية من تقدم. و تعرض محتويات مقبرة "توت عنخ آمون" فى المتحف المصرى بميدان التحرير بمدينة القاهرة.
وقد تم اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون سليمة تقريباً أوضحت لنا الكثير من العقائد الدينية والجنائزية الملكية فى مصر القديمة.
فالملك يدفن و معه كل متعلقاته الشخصية التى كان يستعملها فى حياته منذ كان طفلاً، فهناك لعب الأطفال التى تتحرك أجزاؤها، وهناك لعبه ;الضاماوعصى الصيد المقوسة (البوميرانج) .
وأدوات الكتابة من أقلام والواح والوان، وهناك الملابس والاكسسوارات والحلى التى تستعمل فى الحياة اليومية وفى رحلته للعالم الآخر.
ومن أهم محتويات المقبرة كرسى العرش الوحيد الذى وصل لنا من حضارة المصريين القدماء والأسرة و العجلات التى تجرها الخيول وأدوات القتال من سيوف وخناجر وأقواس وحراب.
"نبذة عن الملك توت عنخ آمون"
أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشر في تاريخ مصر القديم، وكان فرعون مصر من 1334 إلى 1325 ق.م. في عصر الدولة الحديثة، وكان عمره وقتها تسع سنوات، ويعنى اسمه باللغة المصرية القديمة "الصورة الحية للإله أمون"، كبير الآلهة المصرية القديمة. عاش توت عنخ آمون في فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة حيث أتى بعد أخناتون الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد، وتم في عهده العودة إلى عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة.
يُعد الفرعون الذهبي من أشهر الفراعنة، لأسباب لا تتعلق بانجازات حققها أو حروب انتصر فيها، وإنما لأسباب أخرى من أبرزها اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف، إضافة إلى اللغز الذي أحاط بظروف وفاته في سن مبكرة جداً الأمر الذي اعتبره الكثير أمراً غير طبيعياً، خاصة مع وجود آثار لكسور في عظمي الفخذ والجمجمة وزواج وزيره من أرملته وتنصيب نفسه فرعوناً.
ويعتقد معظم خبراء علم الآثار أن توت عنخ أمون كان إما أبن أمنحوتب الرابع المشهور باسم "أخناتون" أو أمنحوتب الثالث، ويعتقد أن فترة حكمه تراوحت من 8 10 سنوات، وتظهر المومياء الخاص به انه كان شاباً دون العشرين من العمر، وقد تم الاستنتاج مؤخراً باستعمال وسائل حديثة انه كان على الأرجح في التاسعة عشر من عمره عند وفاته.
أثناء حكم توت عنخ أمون بدأت ثورة من تل العمارنة ضد حركة الفرعون السابق له "أخناتون" الذي نقل العاصمة من طيبة إلي عاصمته الجديدة "أخت أتون" بالمنيا، وحاول توحيد آلهة مصر القديمة المتعددة بما فيها الإله أمون في شكل الإله الواحد آتون. وفي سنة 1331 ق.م. أي في السنة الثالثة لحكم توت عنخ أمون الذي كان عمره 11 سنة وبتأثير من الوزير "خپر خپرو رع آي" رُفع الحظر المفروض على عبادة الآلهة المتعددة ورجعت العاصمة إلى طيبة.
"أسباب وفاته "
لفترة طويلة كان سبب وفاة توت عنخ أمون مسألة مثيرة للجدل وكانت هناك الكثير من نظريات المؤامرة التي كانت ترجح فكرة انه لم يمت وإنما تم قتله في عملية اغتيال.
وفي 8 مارس 2005 ونتيجة لاستخدام التصوير الحاسوبي الشريحي الثلاثي الأبعاد three-dimensional CT scans على مومياء توت عنخ أمون صرح عالم الآثار المصري زاهي حواس انه لا توجد أية أدلة على أن الفرعون الذهبي قد تعرض إلى عملية اغتيال، وأضاف أن الفتحة الموجودة في جمجمته لا تعود لسبب تلقيه ضربة على الرأس كما كان يعتقد في السابق، وإنما تم إحداثها بعد الموت لغرض التحنيط، وعلل د. حواس الكسر في عظم الفخذ الأيسر الذي طالما تم ربطه بنظرية الاغتيال بأنه نتيجة كسر في عظم الفخذ تعرض له توت عنخ أمون قبل موته وربما يكون الالتهاب الناتج من هذا الكسر قد تسبب في وفاته.
كان التقرير النهائي لفريق علماء الآثار المصري أن سبب الوفاة هو تسمم الدم نتيجة الكسر في عظم الفخذ الذي تعرض له توت عنخ أمون والذي أدى إلى الگانگرين Gangrene، وهو عبارة موت الخلايا والأنسجة وتحللها نتيجة إفراز إنزيمات من العضلات الميتة بسبب عدم وصول الأكسجين إليها عن طريق الدم.
"أهمية كنوز الملك توت عنخ آمون"
ترجع أهمية مجموعة الملك توت عنخ آمون إلى العديد من الأسباب، أولها؛ أن تلك الأمتعة ترجع إلى الأسرة الثامنة عشرة، أزهى عصور مصر القديمة، حيث انفتحت البلاد على أقاليم الشرق الأدنى القديم، وقد كان في تلك الحقبة، بفضل الحملات العسكرية والعلاقات التجارية، من تصدير واستيراد للمواد والمنتجات المصنعة، ونشاط أهل الحرف والفنانين، أن قويت العلاقات الثقافية بين مصر وجيرانها، وخاصة مع أقاليم الشام وبحر إيجه.
السبب الثاني؛ أن كنز توت عنخ آمون هو أكمل كنز ملكي عُثر عليه، ولا نظير له. إذ يتألف من ثلاثمائة وثمان وخمسين قطعة تشمل القناع الذهبي الرائع، وثلاثة توابيت على هيئة الإنسان، أحدها من الذهب الخالص، والآخران من خشب مذهب.
السبب الثالث؛ أن هذه المجموعة قد ظلت في مصر، لبيان وحدة ما عثر عليه، وكيف كان القبر الملكي يجهز ويعد.
فهنالك أمتعة الحياة اليومية.. كالدمى واللعب، ثم مجموعة من أثاث مكتمل، وأدوات ومعدات حربية، فضلاً عن رموز أخرى وتماثيل للأرباب.. تتعلق بدفن الملك وما يؤدى له من شعائر.
السبب الرابع؛ هو أننا من هذا الكنز، نعلم عما كان من وثيق حياة الملك، مثل حبه للصيد وعلاقته السعيدة بزوجته "عنخ آسن آمون" وحاشيته الذين زودوه بتماثيل الشوابتي التي تقوم بإنجاز الأعمال بالنيابة عن المتوفى في العالم الآخر.
توت عنخ آمون هو أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة واتخذ من"طيبة" عاصمة للبلاد ، حكم البلاد لمدة عشر سنوات تقريبا حتى مات في حوالي عام 1250 قبل الميلاد.
السبب فى شهرته" اكتشاف مقبرته كاملة عام 1922 فى "وادى الملوك" بالبر الغربى للأقصر، تلك المقبرة التى حوت روائع فنية وكنوزا أثرية ليس لها مثيل، والتى تدل على ما وصلت إليه الفنون المصرية من تقدم. و تعرض محتويات مقبرة "توت عنخ آمون" فى المتحف المصرى بميدان التحرير بمدينة القاهرة.
كنوز الملك " توت عنخ آمون"
وقد تم اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون سليمة تقريباً أوضحت لنا الكثير من العقائد الدينية والجنائزية الملكية فى مصر القديمة.
فالملك يدفن و معه كل متعلقاته الشخصية التى كان يستعملها فى حياته منذ كان طفلاً، فهناك لعب الأطفال التى تتحرك أجزاؤها، وهناك لعبه ;الضاماوعصى الصيد المقوسة (البوميرانج) .
وأدوات الكتابة من أقلام والواح والوان، وهناك الملابس والاكسسوارات والحلى التى تستعمل فى الحياة اليومية وفى رحلته للعالم الآخر.
ومن أهم محتويات المقبرة كرسى العرش الوحيد الذى وصل لنا من حضارة المصريين القدماء والأسرة و العجلات التى تجرها الخيول وأدوات القتال من سيوف وخناجر وأقواس وحراب.
وهناك التابوت الذهبى للملك الذى يزن أكثر من 110 كيلوجرامات، والقناع الذهبى المرصع بالأحجار شبه الكريمة ووزنه أحد عشر كيلو جراماً، والذى كان يغطى وجه المومياء.
كما يوجد تابوتان آخران من الخشب المغطى بالذهب وهناك 314 تمثالاً من التماثيل المسماة المجيبة (الشوابتى) والتى كانت توضع فى المقبرة لكى تقوم بالعمل بدلاً من الملك فى العالم الآخر .
كما يوجد 32 تمثالاً للملك وألهة العالم الآخر من الخشب المذهب. وعثر فى المقبرة ايضا على كثير من الصناديق المزخرفة بالمناظر الحربية ومناظر الصيد والترفيه والمقاصير الكبيرة من الخشب المذهب ونقشت عليها مناظر من كتب العالم السفلى تصور علاقة الملك مع الشمس والمعبودات المختلفة.
وكذلك مجموعة من 143 قطعة من الحلى الذهبية المرصعة بأحجار شبه كريمة أغلبها يمثل معبود الشمس بأشكاله المختلفة والقمر ايضاً، فهناك الأساور والأقراط والخواتم والصدريات والدلايات، بل هناك درع صنع للملك من الذهب ورصع بالأحجار والزجاج الملون وزخرف بأشكال المعبودات التى تحمى الملك وترعاه فى حياته وبعد وفاته، كما عثر هناك على مجموعة هائلة من الأوانى التى صنعت من الألبستر أهمها بالطبع ذلك الإناء الذى يمثل علامة الوحدة بين شطرى البلاد يربطهما معبود النيل، كما يوجد هناك مصباح ليلى (أباجورة) من الألباستر صنع بطريقة فنية رائعة تظهر صورة الملك مع زوجته عند اضاءته. ولمساعدة الملك فى رحلته للعالم الآخر ايضاً، صنعت له ثلاثة أسرة جنائزية لتحمله فوق ظهرها وتصعد به الى السموات البعيدة.
قلادة إله الشمس قلادة إله الشمس
تعتبر مجموعة مجوهرات "توت عنخ آمون" من أشهر وأندر مجوهرات ملوك مصر الفرعونية، حيث تضم هذه المجموعة عدداً كبيراً من القلادات والأقراط والتيجان، من بينها القلادة الصدرية المزخرفة والمصنوعة من الذهب والفضة وحجر الخلقدونى - العقيق الأبيض المدخن، بالإضافة إلى العقيق الأحمر وحجر الكالسيت واللازورد والفيروز وحجر الاوبسيديان والزجاج الأبيض والأسود والأخضر والأحمر والأزرق.
وتعتبر هذه القطعة واحدة من أجمل مقتنيات مجوهرات "توت عنخ آمون". وقد تم تسجيلها بكتالوج "كارتر" برقم "5"267، حيث يبلغ ارتفاعها 14,9 سم وعرضها 14,5 سم.
والتكوين الزخرفى لهذه القلادة شديد الصعوبة والدقة والتعقيد، حيث يتكون الجزء السفلى منها من زخارف نباتية وزهرية، فى حين يتكون الجزء الأوسط من شكل زخرفى على صورة صقر مصنوع من الذهب المرصع بطريقة الكلوازونيه، وباسط جناحيه ممسكاً بين مخالبه بعلامتى "شين"، بالإضافة إلى الرمزين النباتيين "زهرة اللوتس" للوجه البحرى و"نبات الأسَل" أو "السَّعاد" للوجه القبلى.
وقد برع صانع القلادة فى الاستعاضة بجسم ورأس الصقر بجعران مصنوع من العقيق الأبيض المدخن والذى يرمز إلى "خبرى" - إله الشمس عند وقت الفجر أو الشروق .. وعلى جانبى الصقر نجد ثعبانين مقدسين كل منهما يحمل قرص الشمس فوق رأسه.
فى حين يحمل الجعران فوق قدميه الأماميتين - بدلاً من قرص الشمس التقليدى - رمزاً من الرموز الشهيرة لكل من الشمس والقمر، يتكون من المركب الإلهى المقدس، ومن فوقه العين اليسرى للإله "حورس"، وهى العين التى أنقذها الإله "تحوت" والذى يتمثل على هيئة رجل برأس طائر "الإبيس" (وأحياناً بأشكال أخرى). وتحيط بجانبى العين - عين "حورس" - حيتان مقدستان على رأس كل منهما قرص الشمس وتحملان معاً الهلال، وبداخله القرص الكامل للقمر الذى يتضمن بدوره نقشاً يمثل الملك واقفاً بين الإلهين "تحوت" و"رع".
وتعتبر هذه القطعة من المجوهرات من القطع التى لها علاقة وثيقة بتتويج الملك، حيث ترمز فى مجملها إلى ميلاد ملك جديد لحكم مصر، وهو ابن لإله الشمس ويتولى العرش فى بداية سنة قمرية جديدة، ويتم عرض هذه القطعة النادرة بين مجموعة مجوهرات الملك "توت عنخ آمون" بالمتحف المصرى بالقاهرة.
"بوق توت عنخ آمون"
عثر "هوارد كارتر" على بوق "توت عنخ آمون" المصنوع من الفضة وبوق آخر من النحاس سنة 1922 م، وذلك داخل لفة من أعواد النباتات كانت موضوعة فى حجرة الدفن بمقبرة الملك "توت عنخ آمون" ب"وادى الملوك".
وقد نُقل البوق الفضى إلى المتحف المصرى بالقاهرة، ويبلغ طوله 58 سم، ويصل اتساع الناقوس (أوسع أجزاء البوق) إلى 8.8 سم، بينما يتراوح اتساع الأنبوبة بين 1.7 سم (عند طرف البوق الذى يُنفخ فيه - فم البوق) و2.6 سم (عند نقطة اتصال الأنبوبة مع الناقوس). وقد صُنع البوق من الفضة المطروقة، مع شريط رفيع من الذهب للزينة حول حافة الناقوس، وفم مصنوع من الذهب الرفيع الخالص. ويُلاحظ أن الأنبوبة المخروطية والناقوس كانا أصلاً عبارة عن قطعتين منفصلتين تم لحامهما بالفضة.
كان البوق فى مصر القديمة يُسمى "شينب" Sheneb، وكان يُعتبر آلة موسيقية عسكرية، وكنا نجد البواقين (المبوقين - الذين ينفخون فى البوق) بالقرب من الملك فى الحروب والاحتفالات العسكرية. وقد تم تسجيل صوت بوق "توت عنخ آمون" سنة 1939 م فى المتحف المصرى بالقاهرة لصالح الإذاعة البريطانية BBC. وأثناء النفخ تكسر البوق لقدمه، ولكن تم إصلاحه وأمكن تسجيل الصوت بنجاح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.