ميدان التحرير - المتحف المصرى هل كانت مصادفة أن يُوضع ركن إخناتون فى الطابق الأرضى، فيما يختص الطابق العلوى بمقتنيات توت عنخ آمون، أم أنهم يحاكون تسلسل التاريخ؟ مصر الفرعونية الكل ثائر على إخناتون. الكهنة غاضبون لأنه نبذ آمون، واستبدله بإله واحد يرمز إليه بقرص الشمس. السياسيون غاضبون لأنه نقل العاصمة. قوّاد الجيش غاضبون لأن أطراف المملكة تتآكل، فيما هو غارق فى صلواته لإلهه الجديد. لا يوجد أحد راض عن إخناتون إلا زوجته الجميلة نفرتيتى، والفنانون التشكيليون. المتحف المصرى - ميدان التحرير حينما تقف أمام تمثال إخناتون ستلاحظ على الفور مقاييسه المختلفة. لقد أحدث إخناتون ثورة فى النحت حين سمح لفنانىّ مصر القديمة أن يرسموه كما هو، لا كما يجب أن يكون. مقاييس جسد عجيبة نوعا، الفخذ أنثوى أكثر من اللازم. لكن وجهه وجه شاعر مرهف الحس لم يفهمه قومه، صوفىّ فاض قلبه بالمحبة فلم يعد يرى سوى معبوده. مصر الفرعونية بعد اغتيال إخناتون أصبح « توت عنخ آمون» فرعونا وهو فى التاسعة من عمره، سيموت بعدها بطريقة عنيفة وهو فى التاسعة عشرة. توت عنخ آمون أشهر الفراعنة لكن شهرته لم تتعلق بإنجازاته وإنما لاكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أى تلف. الأقصر – وادى الملوك بعد خمس عشرة سنة من التنقيب وجد «هوارد كارتر» عالم الآثار مقبرة توت عنخ آمون، أفضل مقبرة فى التاريخ لم يمسها أحد من قبل. كان أول إنسان تطأ قدمه أرض المقبرة منذ ثلاثة آلاف عام. الجدران مليئة بنقوش تصوّر قصة انتقاله إلى العالم الآخر. فى منتصف الغرفة ثلاثة صناديق متراكبة فوق بعضها كلها مطعمة بالذهب. ثم تابوت مغطى بحجر منحوت على شكل تمثال، عندما رفع غطاءه وجد التابوت الذهبى الرئيسى على هيئة تمثال أيضاً، فى داخله المومياء ملفوفة بطبقات من الحرير، وتوت عنخ أمون راقد بكامل زينته من قلائد وخواتم والتاج والعصى، كلها من الجواهر الثمينة والذهب الخالص.