أجهشت الابنة في البكاء وارتمت في أحضان الأم التي احتوتها بحنان شديد ودفء الأمومة، تسلل الخوف والقلق داخل الأم كلما اخترق صوت نحيب الابنة أذنيها وضمتها إلى صدرها بقوة في محاولة لبعث الطمأنينة بداخلها ولمعرفة ماذا يبكيها. اغرورقت عين الأم بالدموع وتسارعت دقات قلبها وتحولت الأمومة إلى شراسة، حيث قامت بدفع الابنة التي سقطت فوق الأرض وانهالت عليها بالصفعات والسباب بعد أن فقدت السيطرة على نفسها ولم تشعر إلا وابنتها جثة هامدة. وأحكمت قبضة يديها حول رقبة الابنة التي جحظت عيناها واستسلمت دون مقاومة وكأنها تقبل عقاب السماء. انهارت الأم فوق أقرب مقعد وانسابت الدموع فوق وجنتيها، وبلسان حال خاطبت ابنتها الممدة أمامها دون حراك "بدلا من أن تأتي لي بهدية عيد الأم مثل الفتيات، إنما قتلت بداخلي كل الأحلام بعد أن أخبرتني بخطيئتها مع أحد الشباب وأنها تحمل داخل أحشائها جنين". تماسكت الأم وطلبت معاونة الجيران وقاموا بنقل الابنة إلى المستشفى، وبتوقيع الكشف الطبي المبدئي أوضح طبيب الصحة بأن هناك شبهة جنائية وراء وفاة الفتاة. على الفور جاءت التحريات المكثفة التي قام بها المقدم علي عبد الرحمن رئيس مباحث قسم شرطة البدرشين والتي أشرف عليها العميد عبد الوهاب شعراوي، رئيس قطاع مباحث جنوبالجيزة، حيث فاجأ الأم بالتحريات وهي أن الابنة لم يسبق لها الزواج وتوفيت وداخل أحشائها الجنين. انهارت الأم في البكاء واعترفت بأنها أقبلت على خنق ابنتها بعد أن أحكمت قبضة يديها حول رقبتها دون أن تشعر فور علمها بأنها حملت سفاحاً، فأصابتها حالة من الجنون ولم تشعر بشيء إلا بعد أن تركتها جثة هامدة. وبإخطار اللواء خالد شلبي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، أحيلت الأم إلى النيابة التي تولت التحقيقات وصرحت بدفن جثة الابنة بعد العرض على الطب الشرعي، وحبس الأم 4 أيام على ذمة التحقيقات.