اتخذ الأب مقعده بأحد أركان المقهى الذي ارتاده وبأحشائه ألم وغصة، شارد العقل أصم الأذنين وبنظرات زائغة تراود مخيلته صورة ابنته التي تركها بالمنزل جثة هامدة. انتفض الأب من فوق مقعده وتوجه إلى المنزل وسط نظرات العار والخزي التي تلاحقه من الأصدقاء لسوء سلوك ابنته وسمعتها السيئة التي أصبحت على كل لسان. جلس الأب بجوار جثة الابنة الممدة فوق الأرض تنذرف قطرات الدمع من عينيه لتستقر فوق وجهها الذي تبدلت معالمه وعلته زرقة شديدة بعد أن خنقها واحكم قبضة يديه على رقبتها ولم يتركها إلا وهي جثة هامدة. بينما كان المقدم محمود الأعصر رئيس مباحث قسم شرطة المرج يتسلل سلم العقار والقوة المرافقة عقب معلومة وصلته من أحد رجال الشرطة السريين تفيد عن عزم الأب بدفن ابنته التي قام بخنقها دون استخراج تصريح بالدفن وهرباً من جريمته. ازدادت دقات قلبه وتقطعت أنفاسه، وانهار في البكاء أمام العميد أحمد الألفي رئيس مباحث قطاع شرق القاهرة واعترف بجريمته وذكر بأنه أقبل على قتل ابنته بعد أن تردد على سمعه سوء سلوكها وسمعتها السيئة وتركها لمنزل الزوجية لفترة طويلة وعودتها مرة آخري فأراد الانتقام منها بعد أن نجح في استدراجها إلى منزله. تم تحرير محضر بالواقعة وأحيل الأب المتهم إلى النيابة التي صرحت بدفن الجثة بعد العرض على الطب الشرعي وقررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات وسرعة تحريات المباحث.